عار كبير اسمه الأمية!

تقرير جديد صدر عن "الأسكوا" وهي لمن لا يعرف الاختصار لـ "اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا"، تناول فيه واقع التعليم في العالم العربي، فأشار إلى تحسن نسبي في انخفاض معدل الذين يجهلون القراءة والكتابة، لكن حجم الأمية لا يزال مرتفعا ويسجل أعداداً تصل إلى 40 في المائة من سكان العالم العربي .. والجدير بالذكر أن تقريرا سابقا عن تقرير "الأسكوا" صدر عن "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" "الأليسكو" أكد أن نسبة الأميين العرب هي في حدود 60 ـ 70 مليون مواطن، فيما سجل تقرير التنمية البشرية لعام 2009 أن نسبة غير المتعلمين وغير القادرين على القراءة تتجاوز 65 مليون مواطن .. تجمع التقارير المشار إليها على أن نسبة النساء الأميات تتجاوز 50 في المائة من الأعداد الواردة في حد أدنى، وتتفاوت من قطر لآخر بحيث تصل في بعض الأقطار إلى نسبة 80 في المائة من العدد المقدر .. هذه النسب المرتفعة في انتشار الأمية تفضح العجز الذي تعانيه السياسات العربية في ميدان التعليم وحجم الإنفاق عليه .. وأن تحتل المرأة العربية هذه النسبة من الحرمان التعليمي لأمر مخجل .. بسبب العادات والتقاليد السائدة تُحرم المرأة العربية من المشاركة الاجتماعية .. وحرمانها من التعليم .. يمنعها من الدخول إلى سوق العمل ومشاركة الرجل في تحمل المسؤولية، ويخل بموقفها في علاقتها بالرجل لجهة ضعف أو انعدام الاستقلالية التي يوفرها التعليم والعلم .. وإذا كانت المرأة العربية تعاني الكثير من ضروب التمييز ضدها. يمارسه الرجل ومعه المجتمع بثقافته التقليدية السائدة .. فإن حرمان المرأة من التعليم والعمل يسحب من يدها سلاحا قويا في معركة النضال من أجل حقوقها السياسية والمدنية وعلى رأسها حق المساواة مع الرجل في كافة الشؤون المدنية والسياسية، وكذلك تؤثر هذه النسبة المرتفعة من الأمية على مشاريع التنمية التي يمكن لأي بلد عربي أن ينخرط فيها .. فهل نكرس للجهل والتخلف أم نحارب الأمية ونواجهها ونفتح لأنفسنا وبلادنا آفاقا جديدة وعوالم متقدمة أم ننتظر كل جديد يأتينا من العالم الآخر المتقدم؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي