قطر التحدي الكبير.. الإعجاز.. وسحر التكنولوجيا
عاش الوطن العربي أسبوعاً كاملاً من الاحتفالات وأجمل لحظات الفرح والمرح والشعور بالزهو والفخر، وتفاعل العرب بكل أحاسيسهم المرهفة ومشاعرهم الفياضة مع ملف قطر 2022 لاستضافة كأس العالم، ووقف الجميع وأعصابهم مشدودة وفي حالة من الترقب والقلق والأمل في الساعات التي سبقت الإعلان الرسمي عن البلد المنظم للتظاهرة العالمية وألسنتهم تلهج بالدعوات الصادقة والقلوب المتضرعة لله بأن تحظى قطر بشرف الاستضافة وأن يتحقق النصر على كل الدول الكبرى المنافسة، لتأتي البشرى السارة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم من مقر "الفيفا" في زيوريخ جوزيف بلاتر الذي تفنّن في حرق الأعصاب بكلمته التي تشتم منها كل أنواع الروائح قبل أن يزف الخبر التاريخي الذي فجر براكين الفرح في أرجاء الوطن العربي الكبير كافة، أن قطر فازت بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022، ويا لها من لحظات تاريخية.. لحظات لن تنسى على مدى الأيام وعلى مدى الأزمان خاصة تلك الذي ظهر فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه وهو يتسلم الكأس الذهبية من بلاتر إعلاناً عن فوز قطر بشرف تنظيم المونديال كأول دولة عربية وشرق أوسطية، بعد أن تفوقت بل قهرت الملف الأمريكي بجدارة واستحقاق وانتزعت الحق العربي للمرة الأولى في تاريخ الكرة العربية لتصبح قطر.. دوحة العالم في مونديال 2022، وترفع رأس العرب عالياً، وما اعتقده البعض معجزة أصبح حقيقة وإنجازا تاريخيا كبيرا ورائعا غير مسبوق بتنظيم كأس العالم وهو فخر وشرف وعز لكل العرب الذين وضعوا بصمتهم أخيراً على خريطة كرة القدم العالمية بعد طول انتظار وبعد صبر وطول انتظار تجبر قطر العالم لنقل منافسات كأس العالم إلى أرض عربية وأن يحط الكأس الذهبي رحاله في أرض العرب وسجلات التاريخ ستسطر مجداً وحلقات من التلاحم والتكاتف والتعاضد لتصنع تاريخاً جديداً للمنطقة العربية وليصبح قصة تحكيها الأجيال عن بطولة شعب.
حظي فوز قطر باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022 باهتمام كبير من وسائل الإعلام العربية التي أكدت أن قطر تستحق هذا الشرف بالنظر إلى قوة ملفها الذي أبهر العالم، متوقعة أن تنجح قطر في تنظيم المونديال الذي يقام كل أربع سنوات في ضوء ما تمتلكه من مقومات اقتصادية وتجارية وإعلامية وقدرات تنظيمية متمكنة، وتفاعلت بقوة مع فوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 فأفردت له مساحات واسعة مع صور لأمير قطر وزوجته وأعضاء لجنة الملف وهم يعبرون عن فرحتهم بالإنجاز، حيث تعتبر استضافة قطر لكأس العالم 2022 إنجازا لجميع الدول العربية والإسلامية.
وأكد الإعلام العربي على أن قطر التي قهرت كل الظروف قادرة على إبراز صورة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط في ظل الدعم الذي ناله ملف الترشيح من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ورجالاته، حيث خصصت حيزاً مهما للحديث عن هذا الإنجاز في الصحف والمجلات والبرامج الرياضية، لأن قطر التي نافست على استضافة هذا الحدث الكروي العالمي المهم وفي مواجهة صريحة مع الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، هي أول دولة عربية تحظى بهذا الشرف، وقد احتوى ملف قطر 2022 على استخدام التقنيات المستدامة وأنظمة التبريد المستخدمة على أكمل وجه في الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المشجعين، إذ سيكون بمقدور اللاعبين والإداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 26 درجة مئوية، كما أن الملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة والتي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني (صفر)، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر لمشاهدة مباريات كأس العالم.
وباستعراض لإنجازات قطر في مجالات التنظيم فهي تمتلك خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، حيث نظمت كأس العالم للشباب عام 1995م، وإحدى أفضل دورات الألعاب الآسيوية في التاريخ عام 2006، كما أنها ستحتضن كأس آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية عام 2011م، إضافة إلى العديد من البطولات العالمية مثل بطولة ماسترز السيدات للتنس، وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، كما أنها نظمت بطولة العالم لألعاب القوى في آذار (مارس) الماضي، أن فوز قطر هو أمنيةٌ عربية وشرق أوسطية بل وحتى بالنسبة للعالم الثالث، بأن تنتقل هذه المناسبة الكروية العالمية المهمة جداً إلى العالم العربي.
حقاً إنها قطر المبدعة وهي الأكثر قدرة على استضافة المونديال عملت وحققت النجاحات الكثيرة ولكن كان خير تتويج لكل هذه النجاحات على الصعيد الرياضي هو الحصول على حق تنظيم أكبر تظاهرة كروية في العالم وحصول هذا البلد العربي الذي يؤدي دوراً بارزاً في كل المجالات الاقتصادية والسياسية، على هذا الشرف كان متوقعاً بالنسبة إلى كل الذين تابعوا سير العمل على الملف، إذ فضلاً عن العرض الرائع للملاعب والبنى التحتية التي ستستضيف الحدث، كانت الخيارات مثالية لناحية الأشخاص الذين عملوا على إصابة هذا النجاح اللافت وعلى رأس هؤلاء رئيس الملف الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، هذا الشاب الذي يعكس تماماً الصورة الجميلة والمثالية والرائعة لكل شابٍ عربي متعلم مثقف واثق بنفسه، فبدا الإعجاب بحضوره على كل مستمعيه في كل مرة ظهر فيها خطيباً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية التي يجيدها بطلاقة، فعلاً تفوّق الشيخ محمد بحماسة الشباب وبعفوية التقديم النابع من صدق في المشاعر المحفوف بالأمل في توفيق الله وقوة الإرادة والتحدي، على كل تلك الخبرات التي حملها المخضرمون والشخصيات الشهيرة المتمرسة من سياسيين ورياضيين وغيرهم إلى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ، وهو حظي بدعمٍ كبير من والده أمير قطر الشيخ حمد ووالدته الشيخة موزة وبطبيعة الحال، كان واضحاً التعاطف العربي الكبير مع الملف القطري والدعم المعنوي الذي أحيط به طوال الأشهر الماضية أو منذ اللحظة الأولى لإعلان قطر ترشحها لهذا التحدي الذي لا تجرؤ سوى الدول الكبيرة الواثقة من قدراتها والمحبة للتحدي والإنجاز والإبداع على دخول معتركه.
لابدّ لنا من وقفة تأمل عند عملية اختيار سفراء الملف التي تمت بأسلوب مدروس دراسة علمية لأهميته، أكدت للعالم مدى الجهد الكبير الذي بذله القطريون من أجل إظهار كل شيء بصورة مثالية، فنطق أفضل لاعب في العالم سابقاً الفرنسي زين الدين زيدان باسم «العنابيين»، ووقف إلى جانبه مدرب برشلونة الإسباني جوسيب جوارديولا والهداف الأرجنتيني التاريخي جابريال باتيستوتا والهولندي رونالد دي بور وغيرهم ووقوف هؤلاء العمالقة له مدلولات كبيرة وكثيرة تصب في خانة قناعتهم بأحقية قطر لنيل شرف تنظيم هذا المهرجان العالمي.
إن فوز قطر جاء بعد جهود كبيرة على كافة المستويات بدءاً من القيادة السياسية إلى كل مواطن في قطر.. أن قطر اجتهدت بكل أجهزتها الإدارية والفنية وبأسلوب احترافي بالغ الدقة في التطور والرقي حتى انتزعت شرف استضافة الحدث رغم المنافسة الشرسة مما عزز مكانة العالم العربي على الساحة العالمية، هذا الفوز التاريخي يسجل لجميع العرب، فالدولة الصغيرة في مساحتها الكبيرة بطموحاتها وآمالها فازت بالتنظيم في أول محاولة وتنظيمها لكأس العالم لن يكون سوى محطة من محطات الرهان القطري على الإبداع والتميّز والنجاح.
فمن خلال ملف مختلف كاد يبلغ حد التكامل، أشرك القطريون نجوماً عالميين وعرباً للترويج عن هذا الملف الذهبي الذي أثبت من خلاله القطريون أنه بالعلم والطموح والإصرار والثقة بالنفس يتحول الحلم إلى حقيقة.. فكل العالم بنجومه ومسؤوليه وجماهير الكرة في كل بقاع الدنيا كانوا في قطر ومع قطر.. حقاً إنها قطر التي حولت الحلم إلى حقيقة وقدمت للعالم درساً يثبت أنه بالعمل والعلم تستطيع أن تحقق ما تتمناه، هذا ما فعلته قطر وهذا ما قدمته للعالم.. ولأنها كانت الأبرز والأكثر قدرة والأكثر جراءة على استضافة هذا الحدث، ولأن الملف الذي قدمته كان مثالياً وشجاعاً وقامت بحملة إعلامية كبيرة بشأنه ولأنها بفوزها بهذا الشرف الذي هو فوز لكل العرب بل لكل من يعتقد أن الصعب يصبح مستحيلاً فلا صعب على قطر ولا مستحيل مع رجال حمد بن خليفة آل ثاني.
إن فوز قطر يتعدى كونه فوزاً في مجال كرة القدم فهناك فرصة لا تعوض من خلال هذا الفوز لكي يغير العالم من مفاهيمه للعالم العربي وتصحيح العديد من المفاهيم والقوالب الراسخة بشأن العقلية العربية.
إن طموح الرياضيين العرب أو الدول العربية لم يتعد بشكل عام الحلم باستضافة بطولة عالمية على درجة الشباب أو الناشئين في كرة القدم، وكانت هناك جهود تبذل على المستويات كافة، لكي تحظى أي دولة باستضافة محفل كروي عالمي، لأن في ذلك استثماراً كبيراً اقتصادياً وإعلامياً، ولكن قطر قفزت بالزانة، وتخطت كل الحواجز وعوامل اليأس والشعور بالإحباط، وبفضل الإيمان بالله وتوفيقه، ثم بالطموح والأمل البسام الذي يداعب خيالهم، وحولت الحلم إلى واقع، وأثبتت أنه لا مستحيل مع العمل والتخطيط والجهد الدؤوب المملوء بالتفاؤل والرغبة في الوصول إلى استضافة أكبر تجمع كروي عالمي، وحدث كبير يستقطب أنظار العالم كافة، هكذا فعل أبناء قطر وقدموا ملف استضافة مشرف ومتكامل، لذا جاء الملف مملوءاً بكل دلائل مقومات النجاح التنظيمية، وجاء فوز دولة قطر بشرف استضافة المونديال العالمي 2022 لأول مرة في الشرق الأوسط انتزاعاً للحق العربي وتحقيقاً للحلم العربي ليؤكد بكل الأدلة على ما يتمتع به الإنسان العربي الأصيل من فكر متطور ورؤية ثاقبة وخطط استراتيجية متمكنة وبرمجة عصرية متطورة وإرادة قوية وعزيمة صادقة وإصرار على تحدي الصعاب، وقدرة عالية على تسخير التكنولوجيا الحديثة بشكل مذهل في المجال الرياضي.
الإبداع الكبير الذي قدمته قطر في طريقة عرض الملف الحلم 2022 خلال تقديم العرض الخاص والنهائي الساحر أمام أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي "فيفا"، وأبهرت به العالم بتقديم الملف بثلاث لغات بعدما عرضت الشيخة موزة بنت ناصر المسند الملف باللغة الإنجليزية، ورئيس الملف ومهندس الحملة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني باللغة الفرنسية التي يُجيدها، والمدير التنفيذي للملف حسن الذوادي باللغة الإسبانية وبصورة عفوية وأسلوب حضاري بسيط يدخل ويتغلغل في أعماق القلوب والنفوس والأرواح، لتأتي مرحلة جني الثمار عبر تصويت الأعضاء الـ 22 الذين منحوا قطر 14 صوتاً في مقابل ثماني أصوات لأمريكا بعد خروج كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا من دائرة السباق، أن اختيار قطر كان مقنعاً لأنها قدمت لـ "الفيفا" ملفاً رائعاً ونحن على ثقة بأن الأعضاء صوتوا لملف قطر لأنه كان الأفضل، ولم يرهبهم اسم الولايات المتحدة وسيطرتها السياسية على العالم بل أن قطر قدمت أشياء مهمة للغاية أقنعت من خلالها أعضاء اللجنة التنفيذية لـ "الفيفا" لاختيارها لتنظيم كأس العالم 2022، قطر قدمت لـ "الفيفا" ملفا صلباً لم يترك فيه شيء للحظ كل شيء فيه مقنع، المنشآت الفندقية والنقل، وخاصة الملاعب العالية التكنولوجية، التي أبهرت أعضاء المكتب التنفيذي بل أبهرت به العالم أجمع ما عدا أوباما.
وأن كانت هناك أسباب كثيرة وراء إنجاز قطر بالفوز باستضافة مونديال 2022، يبقى أهمها اهتمام أمير قطر الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة، والقدرة الاقتصادية الهائلة لهذه الدولة الصغيرة الغنية بالغاز والنفط، وأيضا الخبرات التراكمية في التنظيم بعد تنظيم العشرات من الدورات والمنافسات الرياضية النوعية في العقدين الماضيين.
وأبهر ملف قطري الجميع لما تضمنه من عناصر شملت جميع التفاصيل من ناحية المواصلات والبنية التحتية واستخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب، بجانب التزامها بالتخلي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
والملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة والتي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني (صفر)، وهذه الملاعب لا يبتعد بعضها عن بعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر مباريات كأس العالم وإمكان حضورها لمباراتين في يوم واحد، وتشكل دولة قطر أحد أكبر خمسة أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم، ونتيجة لذلك تقوم الدوحة ببناء مرافق أساسية قيمتها أكثر من 100 مليار دولار ينتهي العمل بها عام 2012 أي قبل عشر سنوات من المونديال.
تخطط الدوحة لأن تكون المركز الأكاديمي والمركز الرياضي، وكذلك المركز السياحي الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملحوظة وبصورة مذهلة.
إن هذا الإعجاز في الاستعدادات القطرية لاستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم يتمثل في الملاعب الضخمة التي ستبهر بها قطر العالم والتقنيات التي تقدمها قطر في هذه الملاعب تظهر كيف ستستخدم طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية في تبريد الملاعب الضخمة التي تقيمها وبلا شك أن السحر فيما تقدمه قطر من تكنولوجيا في هذا الشأن يكمن في مدى ما ستتركه من أثر تاريخي وطوبوغرافيا، فالتغلب على درجات الحرارة العالية يمثل إنجازا علمياً غير مسبوق، خاصة فيما تقدمه قطر من تكييف للملاعب وساحات التدريب وسهولة في الانتقال من ملعب إلى آخر من بين ملاعب قطر الـ 12 ستكفي اللاعبين والمسؤولين عناء التنقل بين الفنادق والسفر الطويل.
دعونا نستعرض ملاعب قطر التي ستحتضن مونديال 2022 .
تتضمن خطط قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم 12 ملعبا صديقا للبيئة خاليا من انبعاث الكربون.
وستسخر جميع الملاعب قوة أشعة الشمس لتوفير بيئة باردة للاعبين والمشجعين، من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى تيار كهربائي سيتم استخدامه لتبريد اللاعبين والمشجعين.
وعندما لا تقام المباريات، فإن المنشآت الشمسية في الملاعب ستصدر الطاقة على شبكة الكهرباء. خلال المباريات، ستستخلص الملاعب الطاقة من الشبكة هذا هو أساس الملاعب الخالية من انبعاث الكربون.
سيتم إزالة الأجزاء العلوية من المدرجات في تسعة من الملاعب بعد انتهاء المونديال أحدها، ملعب ميناء الدوحة، الذي سيكون متحركاً بالكامل، وسيتم تفكيكه عقب انتهاء كأس العالم وخلال المسابقة ستكون سعة معظم الملاعب بين 40 و50 ألف متفرج، إضافة إلى ملعب أكبر سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية.
عندما تنتهي منافسات كأس العالم 2022، ستبقى الأجزاء السفلية من المدرجات في قطر، حيث ستكون الملاعب الصغيرة، القادرة على استقبال بين 20 و25 ألف متفرج، مناسبة لكرة القدم ورياضات أخرى.
سترسل الأجزاء العلوية من المدرجات إلى الدول النامية، التي ينقصها عادة ما يكفي من البنية التحتية الكروية مما يسمح بالمزيد من تطوير كرة القدم على الساحة الدولية، إلى جانب الملاعب تنوي قطر أيضا إتاحة تقنيات التبريد التي أسهمت هي نفسها في تطويرها لبلدان أخرى يسيطر عليها الطقس الحار كي تتمكن من استضافة أحداث رياضية كبرى.
وهنا لمحة سريعة عن الملاعب:
ملعب لوسيل
سيستضيف ملعب لوسيل المتميز، الذي يتسع لـ 86 ألف متفرج لإقامة المباراتين الافتتاحية والنهائية يقع في مدينة لوسيل، بعد كأس العالم سيتم استخدام الملعب لاستضافة الأحداث الرياضية والثقافية الأخرى.
ملعب ميناء الدوحة
سيكون ملعب ميناء الدوحة متحركاً بالكامل وبسعة 44.950 مقعداً صمم الملعب، الواقع على شبه جزيرة اصطناعية في الخليج لاستحضار الإطار البحري ستجري مياه الخليج على واجهته الخارجية ما سيساعد في عملية التبريد وتحسين مظهره الخارجي وسيكون متاحاً للمشجعين الوصول إلى الملاعب من خلال التاكسي المائي أو العبارات بعد نهائيات كأس العالم، سيفكك الملعب بأكمله وترسل المقاعد إلى الدول النامية للمساعدة في تطوير كرة القدم لديها.
ملعب المدينة الرياضية
سيتسع ملعب المدينة الرياضية المستلهم من الخيمة العربية التقليدية 47.650 مقعداً. وسيكون هذا الملعب مع سقفه المتحرك وأرضه القابلة للسحب جزئيا ومدرجاته القابلة للتفكيك المنشأة القطرية المتعددة الاستعمال في العقود التي تلي كأس العالم 2022 وميزات الملعب المبتكرة ستجعله مكاناً مثالياً لمباريات كرة القدم لكن أيضاً للحفلات وعروض المسرح والأحداث الرياضية التي لا علاقة لها بكرة القدم.
ملعب المدينة التعليمية
يأخذ ملعب المدينة التعليمية شكل ماسة مسننة تتألق في النهار وتتوهج ليلا تبلغ سعة الملعب 43.350 مقعداً، ويقع في وسط عدد من الجامعات داخل المدينة التعليمية ويسهل وصول المشجعين إليه من قطر والدولة الجارة البحرين، التي ستبعد 51 دقيقة فقط عن الملعب بالقطار السريع بعد انتهاء كأس العالم سيحافظ الملعب على 25 ألف مقعد لاستخدامها من قبل الفرق الرياضية الجامعية.
ملعب أم صلال
يقع ملعب أم صلال على مقربة من أحد أهم الحصون التاريخية في قطر ويتسع 45.120 مقعداً والتصميم هو ترجمة حديثة للقلاع العربية التقليدية على غرار القلعة الواقعة بالقرب من أم صلال محمد، بعد كأس العالم ستخفض سعته إلى 25.500 مقعد سيستخدم الملعب فريق أم صلال.
ملعب جامعة قطر
سيستبدل ملعب جامعة قطر بملعب ألعاب القوى الحالي داخل حرم جامعة قطر، وستبلغ سعته 43.520 مقعداً تمزج الواجهة الذهبية للملعب بين النمط التقليدي للهندسة العربية مع مساحات مفتوحة تستحضر الماضي والمستقبل على حد سواء.
ملعب الغرافة
سيتم توسيع ملعب الغرافة الحالي الذي يتسع إلى 21.175 مقعداً، إلى 44.740 مقعداً، باستخدام قطع متحركة للجزء العلوي ستتألف الواجهة من شرائط تمثل الدول التي ستتأهل إلى كأس العالم 2022، وسترمز إلى كرة القدم والصداقة المتبادلة والتسامح والاحترام التي تمثلها البطولة.
ملعب الخور
سيتم بناء ملعب الخور بحيث يتسع 45.330 مقعدا، على شكل صدفة وفيه سقف متحرك.
يمنح الملعب للمشاهدين مشهداً رائعاً للخليج العربي من مقاعدهم وسيقع في منطقة ترفيهية رياضية.
ملعب الريان
ستتضاعف سعة ملعب الريان من 21.282 مقعداً، 44.740 مقعداً من خلال إضافة مقاعد في الطبقة العلوية من الملعب وسيكون كامل الجزء الخارجي من الملعب على شكل شاشة عملاقة ليظهر أحدث لقطات المباراة والإعلانات التجارية ومعلومات أخرى عن البطولة وستخفض سعة الملعب إلى سعته الحالية بعد انتهاء البطولة.
ملعب الوكرة
الوكرة هي إحدى أقدم المدن في قطر، ولها تاريخ طويل في الصيد التجاري والغوص بحثا عن اللؤلؤ تحيط المياه بملعب الوكرة، الذي يتسع 45.120 مقعداً.
ملعب الشمال
يستوعب ملعب الشمال 42.120 مقعدا يقع في شمال قطر على حافة الخليج العربي، الملعب مستوحى من التراث البحري للمنطقة وقارب الصيد المستخدم في الخليج العربي سيحضر المشاهدون إلى ملعب الشمال عبر طريق الدوحة السريع، التاكسي المائي، جسر الصداقة بين البحرين وقطر والمترو الجديد.
ملعب خليفة الدولي
أعيد تصميمه للاستضافة الناجحة لدورة الألعاب الآسيوية 2006، ويتسع ملعب خليفة الدولي حالياً لـ 50 ألف مقعد، وسيتم توسيعه لاستقبال 68 ألف متفرج خلال كأس العالم 2022 يتضمن الملعب الأقواس الواسعة والمقاعد المغطاة جزئيا، وهو نقطة الارتكاز في منطقة أسباير، المنشأة الرياضية التي تضم أكاديمية أسباير لتميز الرياضي، مستشفى أسبيتار الرياضي والكثير من المرافق الرياضية.
إن قدرة قطر على تنظيم البطولة ستكون رائعة فيما يخص التنظيم والاستادات ورغبة قطر في التبرع باستادات البطولة بعد نهايتها لدول نامية لهي فكرة رائعة ولا تنبع إلى من أشخاص كبار في مفهومهم العام لتطوير كرة القدم العالمية.
وهنا لابد من أن نتقدم بالتهنئة لفيفا على اختيار روسيا وقطر اللتين تفوقتا على العديد من البلدان الغنية والكبيرة في سباق الفوز بالمونديال.
وإن تصريح ولي العهد القطري الذي قال إن ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 هو ملف عربي وليس قطريا فحسب، وتأكيد ذلك من الشيخ تميم في تصريح لتلفزيون قطر أن بلاده "هي جزء صغير من أمة عربية عظيمة"، لهو مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق كل العرب بلا استثناء، وأنا على ثقة بأن العالم سيصاب بالدهشة عبر تنظيم قطر في عام 2022 لكأس العالم عبر إمكاناتها وقدراتها التنظيمية والبشرية وبإنجازاتها في تلبية متطلبات البطولة من ملاعب وجسور وأنفاق ومنشآت لتؤكد جدارة الإنسان العربي وقدرته وعقليته الجبارة القادرة على صنع العجائب.
إن ما حققته قطر من خلال نجاحها في نيل شرف استضافة مونديال 2022 كان سهلاً ومستحقاً مقارنة بما ينتظرها من تحديات كبيرة من الآن وحتى استضافة العرس الكروي بعد 12 عاماً.
وبلا أدنى شك فإنه تنتظر قطر والعالم العربي أجمع مهمة صعبة في السنوات المقبلة وعلى الرغم من ثقتنا الكبيرة في قدرة رجالات قطر وقدراتهم على أن يكونوا عند حسن الظن كما أثبتوا في السابق وتحقيق النجاح الكامل من خلال إخراج تنظيم كأس العالم لم يحدث من قبل، فهنالك تحديات لابد من أن نذكر ببعض منها:
- الالتزامات التي تفي بمتطلبات "الفيفا" والتي قدمت عبر الملف ــ بإذن الله ــ ستكتمل فصولها قبل مدة كبيرة من الموعد المحدد لذلك.
- لابد أن يعي أهل قطر أن فترة 12 عاماً فترة قليلة بحكم الزمن الذي يركض بسرعة البرق فلابد من العمل من الآن ولنختم احتفالاتنا ببداية العمل الجاد لأن المهمة ليست بالسهلة كما يتوقعها البعض.
- نحن نثق بقدرات رجالات قطر التنظيمية والفكرية في التنفيذ ولكن نأمل الاستفادة من كل العقول العربية وغيرها دون تعال على أحد.. فالهم .. هم واحد .. والهدف هدفاً واحد... وكلنا مع قطر في خندق واحد.
- يجب الاستفادة من كل الإمكانيات المادية والبشرية والفكرية العربية.
- يجب إعداد منتخب يليق بمقام قطر وجهودها التي بذلت، فالتنافس الذي حدث مع الدول العظمى والكبرى والمتمرسة وتحقق فيه الانتصار عبر الملفات يجب أن يحدث على الملعب الأخضر أيضاً وأن يبرز الوجه المشرق للاعب القطري العربي القادر على تحقيق الانتصار نفسه على الدول ذات الاسم والصيت والمكانة الرياضية الكبيرة في مجال كرة القدم على الملعب الأخضر وذلك ليس ببعيد على رجالات الشيخ حمد التي حققت الانتصار الكبير بالفوز بتنظيم المونديال "وفي هذا الخصوص سأساهم ـــ بإذن الله ـــ بإفراد مقال كامل عن كيفية إعداد هذا المنتخب"، وهذا أبسط ما يمكن أن نقدمه، وسنوالى الكتابة حتى يجف المداد وكل التوفيق ـــ بإذن الله ـــ لقطر وللدول العربية كافة.