بين عدن والدوحة وزيوريخ
- كان الأسبوع الماضي أسبوعا استثنائيا بمعنى الكلمة، على مستوى كرة القدم: محليا، خليجيا، وعالميا، فقد انتهى بصدمة فوز قطر ببطاقة استضافة مونديال 2022م من أمام هامات اقتصادية، سياسية، إعلامية، فنية، سكانية، جغرافية، وخبرات تقنية عالية الجودة، وأقول صدمة، لأن الحقيقة هي كذلك، فهذا البلد الصغير بكل محتوياته يلتهم أقوى الدول، مثل أمريكا، اليابان، كوريا، وأستراليا !! عندما تحلم قد يتواكب الحلم مع رغباتك ويوافق على اللامنطق ويجعلك تصدق أن كأس العالم 2022م في قطر، ولكن الأمر الآن أصبح حقيقة وواقعا، وليس هناك مجال للأحلام، انتهت الحفلة، وقطر الآن في الصدارة.
- دائما نقول إن الإدارة الشابة هي المنفذ للنجاح والتطور والإبداع ولا يمكن لمن تجاوز الـ 60 أن يبدع وأن يحاول التغيير وأن يتحدث بلغة العصر، تستفيد من خبراته نعم، ولكن الانطلاق نحو المستقبل يحتاج إلى فئات عمرية أكثر شبابية، والمثال الحي ما قام به شاب في مقتبل العمر
(23 سنة) يخضع العالم كله لتقدير قطر من خلال عمل دؤوب استمر عامين، أعُطي الثقة من الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وانطلق الشبل محمد في فيافي الإبداع وجال في دهاليز التقنية ليخرج لنا شيئا لا يجرؤ أحد على فعله، بل قد لا يستطيع مهما حاول.
- الآن بدأ العد التنازلي لهذه الاستضافة التاريخية التي ستتم بعد 12 عاما، ومن وجهة نظري أن على القطريين العمل على صنع منتخب قطري مختلف يستطيع أن يقدم نجاحا يضاف لنجاح استضافة البطولة، وعليهم أيضا أن يواصلوا العمل لوحدهم كما حصل في الفترة الماضية وألا يعطوا لأحد فرصة استغلال الوضع والظهور ومحاولة اللعب في الوقت الضائع، فالذي صنع الإنجاز هو شاب قطري ومعه مجموعة من الشباب القطريين وبدعم الحكومة القطرية، فهم وحدهم من يستحقون التقدير وهم من يستطيعون مواصلة النجاح، وأما بقية الإخوان والأصدقاء فليستمتعوا بالفرجة، خصوصا أنها فرجة مجانية على إبداع ليس له مثيل.
- بحكم علاقاتي الدولية وتخصصي في مجال كرة القدم العالمية، أجد أن قطر قفزت بكل ثقة وجرأة وذهبت بعيدا لأنها بصراحة أعطت القوس باريها، ونحن كعرب لم نعتد أن نُقدم على شيء سيحدث بعد (12) عاما، فنحن دائما صدورنا ضيقة ونتفاعل مع الأشياء القريبة أي سنتين وأقل هكذا ننجح، أما غيرنا فقد ينجح حتى لو احتاج الأمر إلى ربع قرن.
- وفي الوقت نفسه الذي تم فيه إعلان فوز قطر بالاستضافة تجاوزت الكويت العراق، وكذلك منتخبنا تجاوز الإمارات ليصلا إلى نهائي دورة كأس الخليج الـ 20 في اليمن وفي ملعب الوحدة ( 22 مايو ) وكان نهائيا تكتيكيا جميلا تفوق فيه مدرب منتخب الكويت على مدربنا وحقق فوزا مثيرا بالكأس العاشرة لهذه البطولة، وكان الأخضر يستطيع الفوز لو وفق في عمل تكتيكي أفضل، ولكن الآن الأمور انتهت ويجب أن ندرس الحالة بعناية وأمامنا شهر فقط لبطولة أمم آسيا التي سنواجه فيها أعتى المنتخبات وتحتاج لحسابات فنية وتكتيكية، ولذلك لابد من المحاسبة والمكاشفة والتحليل ودراسة الوضع، ومن ثم اتخاذ ما هو مناسب، وأنا شخصيا أعتقد أن تغيير المدرب أصبح ضرورة لفشله ثلاث مرات في ثلاث مباريات حاسمة أمام كوريا الشمالية، البحرين، والكويت، إما إذا كان الرأي أن يستمر فسنكون معه ومع الأخضر.
أطروحات
• تعود عجلة دوري زين السعودي غدا، وستتوقف بعد ثلاث جولات للاستعداد لبطولة كأس أمم آسيا، وهذه الجولات الثلاث في تصوري أنها مفصلية قبل فترة التوقف التي قد تشهد تغييرات عناصرية في بعض الفرق، ولذلك فإن رغبة المنافسة على اللقب تحتاج إلى عدم التفريط بأي نقطة لأن ما بعد أمم آسيا قد يكون أصعب.
• قدم اليمن ملاعب جميلة لدورة الخليج كانت أرضيتها وفق معايير ''فيفا'' لملاعب العشب الصناعي (الجيل الخامس) التي تتجه النية فيها لدى ''فيفا'' بإلزام الاتحادات الوطنية بها قبل عام 2018م.
• لوائح دورة الخليج العربي تنص على اجتماع أثناء إقامة الدورة لأصحاب السمو والسعادة رؤساء الاتحادات ولكن بعض من لا يقرأون اللوائح يتحدثون فيما يجهلون ..
• الإعلامي الذي لا يملك المعلومة يفترض ألا يتفلسف فيما يجهل.
• دوري أبطال آسيا وضع الأندية السعودية الأربعة في (محكات) صعبة، وفي تصوري أن دور المجموعات أصعب من الأدوار اللاحقة ولكن الأصعب أيضا هو كيفية المشاركة في ثلاث بطولات قوية جدا ومتداخلة خلال شهرين فقط!!