أكيد من يزرع حصد!

فازت قطر بتنظيم أكبر تظاهرة عالمية على الإطلاق، وغنى التميمي "خليل" لقطر "يا دار من جد وجد، وأكيد من يزرع حصد". لقطر مع الطموح والحلم قصة عجيبة، وعلينا ألا نقف فقط عند التنظيم، فقرار "فيفا" في الثاني من ديسمبر التاريخي كان نتاجا لعمل جبار من الحكومة. عمل كان يركز في مجمله على ثمة قضايا مهمة، على رأسها على الإطلاق الاستثمار الحقيقي في العنصر البشري. قطر عملت لتحقيق حلم، والحلم لا يمكن أن يتحول إلى حقيقة إذا لم تتوافر ثلاثة أمور رئيسة؛ الرغبة السياسة، والقدرة الاقتصادية، والاستثمار في العنصر البشري.
سياسياً، لم يتفوق أحد على قطر في ملفها. شاهدنا العائلة " الأميرية" كلها هناك في زيورخ لمساندة الملف، ولكل واحد مهام محددة يقوم بها، حتى لو لم تظهر على الملأ. ولأول مرة في تاريخ "فيفا" برمته تجتمع عائلة حكومية كما شهدنا في قطر لمساندة ملفها العظيم. أدرك السياسي في قطر أن الطريقة المثلى لتقديم نفسه للعالم بأسره تأتي من خلال واجهة الرياضة، وكرة القدم بالذات. ففي الرياضة، تجتمع شعوب العالم بأسرها. تخيلوا، أن من لا يعرف قطر الآن، سيكون في 2022 يلهج باسمها. 12 عاما ستذكر قطر في كل شاردة وواردة في كأس العالم؛ ومن ثم، ستجسد اسمها في السجل الذهبي، تماماً كإيطاليا، أمريكا، إسبانيا، وإنجلترا.
اقتصاديا، نمو قطر مطرد، فصندوق النقد الدولي يتوقع "أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد القطري أعلى معدلات نمو في العالم والمنطقة خلال العام الجاري بنسبة 16 في المائة، تقفز إلى 18,6 في المائة للعام المقبل. إن معدلات التضخم في قطر هي الأدنى في منطقة الخليج بنسبة 1 في المائة العام الجاري ــــــــــ تقرير آفاق الاقتصادي العالمي 2010 ـــــــ“ بل يذهب التقرير إلى أن قطر يتوقع أن تصل ميزانيتها المالية إلى 10.8 مليار ريال. ما رصدته قطر لكأس العالم تجاوز الـ 54 مليار دولار.
هناك صناعة العنصر البشري. دققوا فقط في اسم محمد بن همام، الذي لم يظهر في الصورة كثيرا، وهكذا هم صناع النجاح الحقيقيين. محمد بن همام الأول وفرت له "قطر" كل السبل ليكون قيادياً عالمياً. تدرج الرجل محليا، ثم إقليميا، ثم عالمياً. لم يتم الاستعجال عليه إطلاقاً. كان يأخذ " أقوى القرارات" الصائبة، ولا ينظر للحسابات ومآلات الأمور. قاد ابن همام آسيا برمتها نحو الظهور عالمياً. وكان الرجل يتعامل مع الاتحادات بعقلية "القطاع الخاص"، لأن هذا القطاع هو الذي سيحول المشروع إلى صناعة.
كنا في السابق نتغنى بتجربة ماليزيا، سنغافورة واليابان، أما اليوم، فلزاما دراسة الحالة القطرية كأنموذج نجاح قهر المستحيل. ليست القضية كما يظن البعض "استضافة" وانتهى الموال. نجاحات قطر من خلال هذه الاستضافة لا تعد ولا تحصى. سواء على البنى الأرضية، أم على الاقتصاد، أو الصورة الذهنية لدول العالم كافة.
أتذكر "اللمبي" في أحد أفلامه يقول "مش حنروح كأس العالم .. كأس العالم هي اللي حتجينا"! قالها ذاك المصري البسيط ، وما درى ولم يدر بخلده أن قطر قادرة على أن تجمع العالم بأسره في دوحة الخير. في قطر إشكالات "رياضية" كالبقية. إشكالات في المشاركة، والتجنيس، والأولويات ، والمدربين واللاعبين ؛ لكنها بعد قرار "فيفا"، ستتغير 180 درجة. فمن سينظم كأس العالم، لابد أن يتطور، في الفهم والإدراك وتوسيع المفاهيم. من سينظم كأس العالم لابد أنه وضع " خططا" سار عليها، ولم يحد عنها " أبداً "، وحققها. وهناك الفرق.

نوافذ
ـ أجزم أن المشاركة في آسيا تحت مظلة بيسيرو مجازفة ! بل مغامرة!
ـ إذا نامت الكويت على مخدة "خليجي 20 "، فستظل " أسطورة" الخليج فقط!
ـ يمكن لأي دولة في العالم أن تتجاوز إنجاز قطر في الاستضافة! عليها أن تحقق كأس العالم!
ـ أكثر ما حز في نفسي في "خليجي 20"، دموع ذاك القائد المخلص.
ـ ذكّرنا الشلهوب بأيام النعيمة صالح.
ـ لم يعد البعض قادرا على التفرقة بين "الشتم"، والرأي الفني!
ـ كارثة أن يجلس مع مدرب المنتخب مدرب وطني يناقشه ويتعاطى معه في الشأن الفني!
ـ أرأيتم "طالبا" يناقش معلما!
ـ لا يجيد التحليل الفني سوى خالد الشنيف فقط! ومن ثم فيصل أبو ثنين! أما البقية فقراءات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي