أين الطحين؟
حاولت أن أتذكر نجما سعوديا بارزا قدمته لنا دورات الخليج الأخيرة، دون أن أخرج بأي اسم يشار إليه بالبنان.
في ''خليجي 20'' التي تقام على أرض اليمن الشقيق لم يقدم أي لاعب نفسه بشكل مميز من خلال المباراتين السابقتين، سوى إبراهيم غالب، الذي غيبه المدرب البرتغالي بيسيرو في المباراة السابقة أمام الكويت لأسباب غير واضحة، بعد أن أدى مباراة جيدة أمام اليمن، رغم أن مستواه المميز ليس وليد اللحظة بل امتداد لمستويات اللاعب في الموسم الماضي ''وتناتيف'' هذا الموسم.
السؤال هو: ماذا لو خرج المنتخب السعودي من البطولة اليوم؟ ما الفائدة التي خرجنا بها من المشاركة؟
من وجهة نظر شخصية أجد أن الاقتداء باليابانيين، والكوريين بإقامة مباريات ودية مع منتخبات عالمية كالأرجنتين، والبرتغال أكثر فائدة فنيا، معنويا، وإعلاميا من اللعب أمام اليمن، الكويت، وقطر، مع احترامي لها كمنتخبات عربية شقيقة. بل إن مباراة أمام المنتخب المصري أو التونسي تساوي لعب بطولة الخليج كاملة.
نحن في عصر يجب علينا أن نحدد أهدافنا فيه ثم نعمل على تحقيقها بالتخطيط السليم والبعيد عن العواطف والمجاملة التي تجعلنا لن نبرح مكاننا، وأول هذه الأهداف لنا كسعوديين هو مقارعة الفرق والمنتخبات العالمية في المحافل الدولية حالنا حال منتخبات كنا نتفوق عليها حتى منتصف التسعينيات الميلادية، كاليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
- دورات الخليج التي كانت وما زالت تتسبب في إرباك الروزنامة المحلية ولا ترتقي بالأداء الفني للمنتخب أصبحت بطولة هامشية لا تخدم كرة القدم السعودية، بل على العكس، تؤثر سلباً في المستوى الفني للمنتخب السعودي لهبوط المستوى الفني للمنتخبات المشاركة، وكذلك تتسبب في إضعاف دورينا الأقوى على مستوى المنطقة.
- ما يميز هذه البطولة هي تلك الهالة الإعلامية وتصريحات ''الجعجعة'' التي لا نرى طحينها على أرض الميدان، أما على المستوى الفني فلا أرى أي فائدة تذكر سوى لبعض المنتخبات التي تمثل لها هذه البطولة قمة الطموح.
- يرى كثيرون أن بيسيرو هو المسؤول الأول عن إخفاقات الأخضر السعودي ودورانه في فلك الإقليمية والقارية، ولكن هل بيسيرو هو من يخطط ويتخذ القرار؟ هل بيسيرو هو من يختار المنتخبات للمباريات الودية؟ إذا كانت الإجابة نعم فيجب إلغاء عقده الآن، وإذا كانت الإجابة بلا، فما الفائدة من وجوده؟
نقطة توقف
- ضربات الجزاء أصبحت عقدة هلالية ''مزمنة'' يتناوب على دور البطولة فيها لاعبوه على مستوى النادي والمنتخب، إنها ظاهرة تستحق الوقوف عندها.
- كان لي لقاء ''بالصدفة'' مع كالديرون قبل وصوله لتدريب الهلال، وتحدثنا حول كثير من المواضيع التي تتعلق بكرة القدم في السعودية. هذا الرجل يستحق الاحترام ويحب عمله كثيرا، وسيفاجئ الهلاليين بتغييرات على مستوى الفريق الأول.
- يقول كالديرون: في يوم من الأيام وثقت في سامي الجابر اللاعب على الرغم أنني أدركته في آخر أيامه الكروية ولم يخذلني أبداً، وها هو يثق في كالديرون اليوم، وأتمنى ألا أخذله!
- عندما يتحدث رياضي في حجم وثقافة فيصل أبو ثنين يتضح للمشاهد تأثير المستوى التعليمي والثقافي على عقلية الناقد أو الإعلامي أو حتى اللاعب.