مشاعر غير مستغربة
ليس غريباً أن نجد هذا الاهتمام الكبير من جميع المواطنين بصحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فالناس اعتادت أن تكون قريبة ممن هم قريبون منها، تسعد بسعادتهم، وتستشعر بما يألمون منه، تفرح بحضورهم، وتستوحش لغيابهم، خاصة إذا كان سبب الغياب عارضا صحيا، هذا الشعور المتأصل في نفوس المواطنين، لم يكن وليد اللحظة، ولم يصنعه إعلام موجه، بل بناه تعامل امتد عبر عقود من السنين، شعر فيه الناس بأن ولاة الأمر قريبون منهم، يشعرون بمعاناتهم، ويسعون إلى حل ما يواجههم من أوضاع تستدعي المعالجة، فكان أن أصبحت هناك مشاعر ود تربط القيادة بالشعب، فإذا غاب مسؤول، رأينا الناس تسأل عن أحواله، وتبحث عما يطمئنها ويريح بالها، وإذا حضر رأينا جموع الناس لا تنفك عن مجلسه، سواء في مقر عمله، أو في منزله.
حينما ذهب سمو ولي العهد إلى الخارج للعلاج رأينا الناس ترفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يعيده إلى وطنه وهو بصحة وعافية، وحين عاد كانت الفرحة والسعادة تعم الجميع، وحينما أجريت لسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز عملية جراحية تكللت ولله الحمد والمنة بالنجاح، رأينا الناس لا ينقطع سؤالهم عن صحته، ومتى يعود، وكانت الدعوات لا تنقطع بأن ـــ يحفظه الله ـــ ويعيده إلى بلاده سالما، وخلال الأيام الماضية عندما ألم عارض صحي بخادم الحرمين الشريفين، لم يرتح الناس إلا بعد أن رأوه عبر وسائل الإعلام، واستمعوا إليه وهو يطمئنهم عن صحته، بل ويحدثهم بشفافية عالية ونادرة المثيل عما مر به من عارض صحي.
هذا الشعور العفوي الذي يحمله المواطنون تجاه ولاة الأمر، ويبرز في كل مناسبة، لم يأت من فراغ، بل كان رد فعل طبيعي، ونتيجة حتمية لما يجده المواطنون من ولاة الأمر من تواصل وسؤال عن أحوالهم، وتلمس لحاجاتهم، وحل لمشكلاتهم.
إن الجميع يرفعون أيديهم داعين الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويرده إلى أبناء شعبه الوفي وهو يرفل في ثياب الصحة والعافية، كما يدعون المولى القدير أن يحفظ سمو ولي عهده الأمين ويديم عليه الصحة والعافية، وأن يمتع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الوفاء بالصحة والعافية، وأن يديم على بلادنا عزها وأمنها. إنه سميع مجيب.