النجاح وقهوة الصباح
هل جربت نكهة القهوة الساخنة بعد صلاة الفجر؟ صدقني طعمها أجمل ورائحتها أزكى. فحين أقوم من سجادتي وأستحضر أذكار الصباح بكل طمأنينة, في تلك الدقائق المملوءة بالسكون والرحابة أتوجه إلى المطبخ (قلب البيت) لأحضر فنجان قهوتي المنكهة بالزنجبيل مع بعض ما تيسر من طعام الإفطار, وأتذكر في هذا الوقت فضل الله علينا ونعمه التي لا تحصى.
ثم أستعد باللباس العملي المناسب وأقف بكل ثقة أمام المرآة وأحدث نفسي بالصمود والتفوق.
أفتح أجندتي وأراجع أهدافي وأحرص على أن يكون في أسبوعي قيمة مضافة وجسارة متجددة, وقد أدون بعض الملاحظات في ضوء شمعتي التي أشعلها لتذكرني بالحماس الداخلي وبأن الحياة فيها أمل.
ثم أقرأ بعضا من الكتاب الذي أحدده في ذلك الأسبوع لأحفز نفسي.
وآخر شيء أفعله قبل أن أغادر غرفتي الحبيبة هو الاستماع لسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأجتهد على أن أجعل منها نبراسا أقتدي به خلال يومي, ثم أسمي الرحمن وأنطلق إلى عالم فسيح تملأه الفرص والتحديات, عالم يطلب مني أن أكون واعية في سبيل تحقيق الهدف.
هكذا أبدأ يومي وهكذا يستهله الكثيرون..
لكن رغم حلاوة ما قد ذكرته آنفا إلا أن الالتزام اليومي بهذه السلوكيات والعادات ليس أمرا بسيطا.
فكم من المرات قاومت وسادتي, وكم من الأيام أزحت أكوام الهم عن وجداني, وغالبت عبء المسؤولية واستجمعت طاقتي الإيجابية وقمت من فراشي مع إلحاح السؤال لماذا التعب ولم كل هذا الجهد؟
فحياة السكون والبيت ومشاهدة التلفاز جدا مغرية!
لكن يظل العملاق في داخلي يذكرني بالتميز والنجاح والخلافة فأتجاوب معه وأجاهد نفسي لأفي بوعدي.
الشاهد هنا أن النجاح قرين سلوكيات جادة لا تخلو من المتعة.
أدعو الله أن يجعلنا من الناجحين في الدارين.
والله الله بقهوة الصباح.