هل استفاد الشباب من مؤتمرات «الندوة العالمية»؟

تنظم الندوة العالمية للشباب الإسلامي مؤتمرها الحادي عشر الذي سيقام في إندونيسيا بمشاركة 700 عالم وداعية وأكاديمي ومتخصص في قضايا الشباب والمسؤولية الاجتماعية، يمثلون 80 دولة وقد يزداد العدد إلى أكثر من ذلك بحسب الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي، وفي هذا المؤتمر ننتظر أن يكون الشباب أكثر استفادة، وأذكر ذلك لأنني لمست خلال حضوري مؤتمرات سابقة عندما كان الراحل الدكتور مانع الجهني - يرحمه الله - أمينا عاما للندوة فكانت استفادة الشباب ومشاركتهم ضئيلة، وشخصيا أرى أنه عندما يحضر علماء وباحثون متخصصون هذه المؤتمرات وفائدة المؤتمر لا تتعدى الحاضرين والمشاركين فيه فهنا تكمن المشكلة، حيث إن الشباب وهم المستهدفون لا يكاد يذكرون فيما مضى، وإن كانت هناك مبشرات في هذا المؤتمر، حيث ستعرض فيه بعض التجارب الشبابية كما ذكر لي بعض العاملين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وأتمنى أن تكون هذه التجربة بداية لعمل ذي تأثير أكبر في الشباب، وخصوصا في بلادنا، ولاسيما أن الندوة مؤسسة إسلامية سعودية عالمية يمكن أن تستثمر الشباب أيضا داخليا، حيث إن لها نشاطا خارجيا بالتعاون مع المؤسسات والروابط الشبابية في بعض بلدان العالم، ويمكن أن تعتني بالشباب في الداخل وتقدم لهم برامج تحفظ لهم أوقاتهم وتسهم في سلامة فكرهم وإبعادهم عن أصحاب الأفكار الضالة كعمل يضاف إلى الجهود التي تقوم بها الجهات الأخرى في سبيل إبعاد الشباب عن الوقوع فريسة لأصحاب الفكر الضال، ويمكن للندوة أيضا أن تسهم في إنشاء مراكز ترفيهية للشباب في الأحياء بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ومراكز الأحياء يصاحبها بعض البرامج المفيدة التي تسهم في بناء شخصية الشاب، ويكون الشباب المستهدف في هذه البرامج هم طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية وستجنى ثمار ذلك في المستقبل - بإذن الله ـ ويمكن التنسيق في هذا مع بعض الجهات الحكومية مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم وغيرهما من الجهات ذات العلاقة.

حكاية هذه المؤتمرات
أما حكاية هذه المؤتمرات التي تنظمها الندوة بشكل مستمر، فإن هناك من يتفق معي في عدم جدواها وفائدتها للشباب بعضهم ممن لهم مناصب قيادية في الندوة سواء في السابق أو الحاضر، وقد التقيت أحد الأمناء المساعدين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي في أحد هذه المؤتمرات عندما كنت أعمل في جريدة "الشرق الأوسط" قبل سنوات فقال لي إن هذه المؤتمرات حبر على ورق ووضعت عبارته عنوانا آنذاك لم يعجب القائمين على المؤتمر، والآن مضى على ذلك المؤتمر أكثر من عشر سنوات والوضع يسير على ذلك النهج من إقامة مؤتمرات لكن الفائدة محدودة بالنسبة للشباب، وهي ليست على بحجم ما يبذل فيها من جهود وأموال ربما كانت ثمارها أكبر فيما لو كانت مشاريع خاصة بالشباب يعيشونها واقعا خاصة شبابنا في الداخل، حتى يستفيدوا من هذه المؤسسة الرائدة، التي أنشئت في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - عام 1392هـ (1972م) وانطلقت من أرض المملكة العربية السعودية في لقاء ضم عدداً كبيراً من مندوبي منظمات الشباب الإسلامي، حيث صدر توجيه ملكي بإنشاء الأمانة العامة التي كانت نواة أول هيئة إسلامية عالمية متخصصة في شؤون الشباب المسلم، تقوّم عقيدته وفكره وسلوكه، وتتبنى قضاياه، وتعرف بآماله وآلامه، وتدعمه وتؤازره، ولهذا فإن تاريخ هذه المؤسسة الكبيرة يجعلنا نؤمل أن يكون هذا المؤتمر الذي سينطلق في 23- 10- 1431هـ مختلفا عن المؤتمرات السابقة، بحيث يخدم الشباب مباشرة دون أن يكون التركيز على الورق والتنظير فقط بل يكون هناك عمل ميداني كبير للشباب خصوصا في الداخل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي