نمو الشركات.. المرحلة الأهم

سنمر عبر هذا المقال في المراحل الـ5 التي تمثل دورة الحياة للشركات خلال مراحلها العمرية، ومع تعاقب المراحل تتعاقب الاحتياجات، التحديات والمخاطر. بالرغم من الضرورة الأساسية لمكون الشركات الصغيرة والمتوسطة في أي تشكيل اقتصادي إلا انها تمر بمخاطر متتالية تعرضها إلى الفشل كما تشير الإحصائيات الدولية لهذه الشريحة من المنشآت، هذه ليست حالة استثنائية لمنطقة جغرافية معينة وإنما هي الحالة العامة لشريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميا. ينشأ الاختلاف بين الدول في توفير البنية التحتية الداعمة لهذه الشريحة من الشركات.
تمثل خطوات التأسيس والابتكار أولى مراحل الكيان العمرية في دورته الاقتصادية عندما يتطلع فريق التأسيس إلى ابتكار حل يسهم في معالجة مشكلة في دائرة طويلة ضمن سير الأعمال، في أيامنا الحالية تمثل التقنية الحلول الأمثل لفاعلية أكبر في تنفيذ الأعمال كما كانت أجهزة الصرف الآلي ابتكار زمنها لتيسير الوصول للنقد، تتغير الابتكارات مع تغير الأزمنة وتطور التقنية. تأتي المخاطر هنا في قدرة ولوج الابتكار بأن يكون أداة مستدامة في سير العمل ما يجعل الفكرة ناجحة وقابلة للاستمرارية.
بعيدا عن التقنية تأتي مراحل التأسيس في تلبية طلب على خدمات أو صناعات تشهد نقص في المعروض سواء لزيادة طلب المستهلكين وعدم قدرة السوق على تلبية الطلب فتسد الفجوة بخلق مزيد من مقدمي الخدمات ما ينعكس في نهاية المطاف إلى منافسة تخدم المستهلك وتثقل كاهل الأضعف في الاستمرار، أما في الصناعة فيأتي الدور في الابتكار أو منافسة منتجات مستوردة بمحلية ذات تنافسية أكبر سعر وجودة.
يتبع الابتكار والتأسيس كمرحلة ثانية في عمر المنشآت مرحلة النمو حيث تبدأ الشركات في تحقيق إيرادات مقابل الوصول إلى العملاء والمستهلكين، هنا تبدأ المنشأة في المنافسة العلنية في السوق ما يزيد الحاجة للوصول إلى تحسين المنتج وتجربة العملاء للمحافظة على معدلات نمو تسهم في تعزيز دور الهيكل التنظيمي للشركات فتبدأ في إنشاء قسم العمليات، التسويق والمبيعات وغيرها من الأقسام المهمة لتوليد النمو.
في هذه المرحلة يبدأ فريق التأسيس مواجهة معدلات نمو وهي سلاح ذو حدين إما أن تكون تكلفة الجاهزية أكبر من حقيقة السوق فتهلك من التكاليف أو العكس وبالتالي تفقد السوق وقدرة النمو ففي هذه المرحلة يتوجب الموازنة بشكل واضح بين إدارة النمو وإدارة التكاليف. رغم من أن النمو الإيرادات يعطي شعور بالارتياح إلى أن إدارة هذا النمو معقدة، تشير إحصائيات البنك الدولي أن معدلات الفشل في هذه المرحلة تتجاوز 50% لدى المنشآت ما يجعلها أمتع وأصعب مرحلة في عمر المنشآت.
يتبع النمو التوسع في مراحل عمر المنشآت حيث تتعرض لمخاطر إدارة عمليات التشغيل والدعم اللوجستي إلا أنها ممكنة الإدارة والسيطرة إما بزيادة قاعدة الإنتاج أو تقليصها عند غياب الحاجة أو الوصول إلى معدلات مرتفعة تتأثر المنشآت عند المبالغة لكنها لا تتلاشى.
في مراحل عمر الشركات تصل إلى المرحلة الرابعة وهي النضج حيث تحافظ الشركات على معدلات إيرادات وأرباح مستقرة تحسن من كفاءة عملياتها وجودة الأرباح وتمثل الشركات الخدمية الكبرى كالاتصالات والكهرباء نموذج لهذه المرحلة نمو.
آخر المراحل العمرية للشركات ترتبط في التجديد عندما تقرر الشركة خوض التغيير في الإستراتيجية للوصول إلى عملاء جدد، أسواق جديدة لإظهار قدراتها وتعظيم أرباحها، إلا أنها مرحلة غير أساسي الوصول إليها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي