ترك المجال

التعصب الرياضي يواصل مسيرته المظفرة، وخاصة في الإعلام الرياضي الذي أخذ على عاتقه نقل التعصب جيلا بعد جيل، بل إنه جعل التعصب ينتقل إلى مراحل متقدمة من الكره، والحقد، والبغضاء، للأسف الرياضة شيء يفترض أن يكون للترويح عن النفس، وأن يكون شيئا ماتعا، وجذابا، ومريحا، ولكن الذي يحدث لدينا زاد على حده، وتجاوز كل المضامين الموجودة داخل إطار المنافسة الشريفة، بل إنني أضحك إذا استمعت لهذه الجملة "المنافسة الشريفة"، وأعتقد أنها بحاجة إلى إضافات، مثل كلمة "غير" حتى تكون مرآة للواقع، كرة القدم هذه اللعبة الشعبية التي عشنا أجمل مراحل حياتنا ونحن نداعبها على الملاعب الترابية، ثم الإنجلية الصناعية، ثم مارسناها كبارا على الملاعب المعشبة، كنت أعتقد أن الذي أقرأه دائما عما يسمى بالمنافسة الشريفة موجود، وأن أهداف الـ "فيفا" السامية في نشر المحبة، والسلام بين دول العالم عبر كرة القدم موجودة في معظم دول العالم، وبالذات في بلدي، حيث إننا نعيش وحدة وطنية نحسد عليها، فالشعب كأنه قطعة واحدة، كنت أعتقد أنني سوف أساهم يوما ما في حملة من هذا النوع، وأعني الترويج للمحبة، والتآلف، والتواصل، والسلام، ولكن الذي يحدث لدينا من تعصب مقيت يجعل العاقل المتزن يفكر فعلا بترك هذا المجال، بل والابتعاد عنه كلية لكيلا يعيش أجواء من الحقد، والكراهية، والكذب، والمجاملة المصطنعة، وأحيانا النظرة الدونية لمن يختلف مع غيره في الميول.
إن العدل الرياضي، والمساواة الرياضية، والتسامح الرياضي، والحب، والسلام، والتواصل، ونقل الثقافات أهداف عريضة وكبيرة للمنتمين للوسط الرياضي، ولكنها في حقيقتها لدينا شيء آخر، هي مكان لنقل الكلام، والكذب، والخداع، والمؤامرات، والتبعية، أما العدل، والمساواة، والتسامح فقد يكون لها مكان آخر.
وعندما يحاول شخص أو اثنان أن يكونوا أكثر انفتاحا أو يتعاملوا مع الوضع بطريقة أكثر تحررا في عملية التعصب فإنه يجابه من بعض الأقلام بحملة شعواء حتى يعود إلى جادة الصواب، والجادة، هنا أن يلتزم بمبادئ الكراهية، والحقد للنادي المنافس.
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في وضع التعصب الرياضي لدينا، وأن يكون ذلك على أعلى المستويات، لأنه للأسف قد يؤثر مع مرور الزمن في تماسكنا، وترابطنا، ووحدتنا، وعلاقاتنا، وبدل أن تكون "كورة"، ورياضة، ومحبة، وسلام، وتواصل تتجه إلى مكان آخر يجعل الكثيرين يفكرون فعلا بترك هذا المجال.

أطروحات
ـــــــ أنا على يقين أن يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل سيكون يوما حاسما في كرة القدم السعودية، فإما أن يوافق سوزوكي، واللجنة التنفيذية في آسيا على مشاركة أربعة أندية سعودية في دوري أبطال آسيا المقبل أو تقليص العدد إلى ثلاثة ؟!
ـــــــ هناك خطأ شائع للأسف لدى الرأي العام الرياضي، في أن لجنة الانضباط لا تعاقب إلا على الأخطاء التي وقعت خلف الحكم أو بعيدا عن نظر الحكم!! وهذا للأسف غير صحيح، فلجنة الانضباط قد توقع عقوبة على خطأ عاقب عليه الحكم، ولكنها تعتقد أن عقوبة حكم المباراة غير كافية، وبالتالي تتخذ عقوبات أشد.
ـــــــ على موقع الاتحاد الآسيوي الإلكتروني هناك عديد من الرؤى لبعض الاتحادات الوطنية الآسيوية، أين هي رؤية الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم؟ ماذا ينقصنا لكي نقدم أفكارا نيرة في مجال اللعبة؟!
ـــــــ طوال عشرة أعوام مضت وذلك الإعلام يواصل التشكيك في مشاركة نادي النصر "السعودي" الأولى في كأس أندية العالم، وهي مثبتة على الموقع الرسمي لـ "فيفا"، والآن يريدون من الجميع أن يقفوا معهم للفوز بكأس أندية آسيا، والمشاركة للمرة الأولى في بطولة أندية العالم، عجبي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي