احترافنا .. شكل بلا مضمون
منذ تطبيق الاحتراف لدينا قبل أكثر من خمسة عشر عاما، ما زلنا نطبقه شكلا لا مضمونا، فالاحتراف فكر وممارسة قبل أن يكون مادة، وما زالت أنديتنا تعاني غياب الفكر الاحترافي في كثير من ممارساتها الإدارية، ومازال العمل غير المنظم هو السمة لأغلب إدارات الأندية، ومازال التخطيط الاستراتيجي مغيب تماما عن أغلب أنديتنا، وما زال البحث عن النتائج السريعة لرؤساء أنديتنا والبحث عن تحقيق الأمجاد الشخصية في فترات رئاستهم هو السائد. طبعا لم أقل مجالس إدارات الأندية لأنهم فقط صوريون، ولا نعرف عن أغلبهم إلا عند إعلان أسماء مجلس الإدارة عند تنصيب الرئيس، ووجودهم تكملة عدد فقط لإكمال النصاب القانوني المطلوب، ويتم اختيارهم في الأصل لولائهم للرئيس فقط وليس لكفاءتهم الإدارية، وما زالت الجمعيات العمومية مهمشة في الأندية دون حول ولا قوه، ودورهم يكمن في التصفيق فقط عند انتخاب الرئيس، وما زال الدور الرقابي معدوما حتى على ميزانيات الأندية، ويكفي أي ناد الحصول على تصديق أحد المكاتب المحاسبية المنتشرة في كل مكان وبخمسة آلاف ريال فقط، حتى تحصل الإدارات على إخلاء طرف واعتماد تلك الميزانيات سواء من الجمعيات العمومية، وكذلك من الجهات الرقابية المفترضة، وما زال بعض رؤساء الأندية يعتبرون الأندية الرياضية، ومنشآتها، ومنسوبيها ولاعبيها من أملاكهم الشخصية الخاصة، وما زال الهدر الكبير في الأموال والعقود الاستثمارية مستمرا بين التعاقدات المتسرعة مع اللاعبين والمدربين، كل ذلك يتم في ظل غياب المرجعية الرقابية والقانونية، وإذا غلبت الروم كما يقولون وظهر الفشل على عمله ينسحب بهدوء، ليبدأ مسلسل آخر مع رئيس جديد !
ـ ما يحدث في النادي الأهلي من إقالة للمدرب النرويجي المغمور، واستقالة لمدير كرة القدم في النادي وإدارته هو بداية للتصحيح القادم, الذي بدأ بتعيين الأهلاوي المخضرم الخبير طارق كيال»عاشق الأهلي» مشرفا عاما على كرة القدم الأهلاوية، وكذلك التعاقد مع المدرب الصربي ميلوفان رنوفيتش مدرب منتخب غانا الذي قادها إلى أدوار متقدمة في كأس العالم في جنوب إفريقيا أخيرا. التصحيح يجب أن يمتد إلى بعض اللاعبين الذين أعطيت لهم الفرصة كثيرا ولم يقدموا أي شيء يذكر، سوى النخر في جسد النادي الراقي المملوء بالمواهب، ويجب كذلك إبعاد وإسكات بعض الأبواق الإعلامية، التي نصبت نفسها وصية على النادي، وجماهير الأهلي الوفية الصابرة على ثقة بقائد المسيرة الأهلاوية الجديد الأمير الشاب الطموح فهد بن خالد بن عبد الله.
ـ هل يعقل ما يحدث في نادي الاتحاد من اتهامات خطيرة باختفاء كؤوس حققها النادي من خزانة النادي، وكذلك اختفاء وثائق مهمة مرسلة للنادي من الاتحاد الآسيوي؟ وآخر الأخبار إن صحت هو وجود إحدى الكؤوس لدى أحد اللاعبين كضمان لحصوله على كامل مقدم عقده؟ هل هذا هو قدر نادي الإتحاد عميد الأندية السعودية؟ لماذا يستمر التراشق الإعلامي بين منسوبي نادي الاتحاد, خصوصا أعضاء شرفه؟ لماذا، لماذا، لماذا، أسئلة تدور في مخيلة جماهير نادي الاتحاد تنتظر الإجابة، وتنتظر اجتماع محبي الاتحاد لنزع فتيل تلك الخلافات، نتمنى ذلك.
ـ هل تكون فترة التوقف القسرية في دوري زين السعودية، فرصة لالتقاط الأنفاس والمراجعة من قبل بعض الأندية التي لم تظهر بالمستوى المأمول لمتابعيها، وأخص هنا أندية النصر والأهلي والشباب والاتفاق والفتح.