حقيقة المدرب الوطني (2)
تحدثت الأسبوع الماضي عن دور اللاعب السعودي في نجاح المدرب سواء أكان وطنيا أو أجنبيا، وعن بعض العوامل النفسية والفنية التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في نجاحه, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يعاني المدرب الوطني؟ وهل هو ضحية "لعقدة الأجنبي" في ملاعبنا؟. إن للمدرب الوطني قصصا كثيرة مع النجاح, فالحصول على كأس آسيا 1984، والتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس كان بإشراف خليل الزياني الذي شكل هوية الفريق البطل المنافس على البطولات القارية, ومن فك عقدة بطولة الخليج هو المدرب الوطني محمد الخراشي، ثم عاد بعدها الكابتن ناصر الجوهر ليتأهل المنتخب بإشرافه لكأس العالم ويحقق بطولة الخليج مرة أخرى.
ولكي أضع الأمور في نصابها فما تحقق من هذا النجاح نسبي كما أسلفت. فكوكبة النجوم التي حققت كأس آسيا 84 مع خليل الزياني هم من أعادوا الكأس للرياض مرة أخرى تحت إشراف كارلوس ألبرتو بيريرا إذا ما استثنينا بعض الأسماء الجديدة في تشكيلة الأخضر آنذاك. أما ما تحقق في بطولة الخليج 94 فلم يكن سوى امتداد للعروض المبهرة للجيل الذهبي في مونديال أمريكا. وهذا يعيدنا إلى حيث بدأنا، فاللاعبون هم من يصنع الإنجازات في المقام الأول. أما ما يشكل الفرق بين المدرب الأجنبي والمدرب الوطني فهو نظرتنا القاصرة للخواجة فهو الطبيب الشاطر والمهندس الناجح والبروفيسور النابغة, وهو من يملك زمام الأمور من تقدم وتكنولوجيا ونحن من يبني مدنا لاحتضان مزاين الإبل. هذه النظرة جعلتنا نثق بكل مستورد ونرفض كل محلي. واللاعب والمدرب السعودي ليسوا سوى جزء من هذا المجتمع المجحف تجاه نفسه. فاللاعب السعودي غير مقتنع بالمدرب الوطني ويعلم أنه سيكون شماعة الفشل وفريسة الإعلام، وما حدث بعد ثمانية ألمانيا يستحق الوقوف, ففريق متأهل لكأس العالم لا يمكن أن يهزم بثمانية حتى لو لعب دون مدرب. ما حصل هو انهيار كامل للفريق نتيجة فقدان الثقة بالمدرب والخطة الموضوعة. وأنا هنا لا أحمل اللاعبين كل المسؤولية، فالمدرب هو من يرسم صورته أمام الجميع، فلا أتصور مثلا أن يعود محمد الخراشي لدكة التدريب بعد هروبه من الملعب في مباراة المنتخب السعودي أمام جنوب إفريقيا في كأس العالم. ولا أعتقد أن خالد القروني راض عن احتفاله مع اللاعبين بتحقيق المركز الخامس في بطولة الخليج الأولمبية.
هذه الصور تبقى في ذهن المتابع عند اختيار مدرب وطني لمهمة تدريبية. ما أتمناه الآن أن يظهر جيل مطور من المدربين الوطنيين ممن يمتلكون الأدوات الفنية ويجيدون مهارات التواصل والاتصال مع اللاعبين والإعلام, يستطيعون تكوين جيل ناضج من النجوم يعيدون للكرة السعودية بعضا من هيبتها.
نقطة توقف
ـ تصويت "زين" ليس إلا استغلال لجيوب "الفقراء"، وهروب الأغنياء من واقعهم المرير.
ـ يعتبر لقاء النصر والشباب البارحة فرصة لا تعوض للأول، فخصمه يعيش أسوأ حالاته، إضافة إلى غياب أبرز نجومه، فهل استغل النصر الفرصة؟ أعتقد ذلك.
ـ لن ينافس النصر على لقب دوري زين السعودي بهذا الفريق وبهؤلاء الأجانب، ولكن قد تحدث مفاجآت في بطولات الكأس.
ـ سيبتعد الهلال والاتحاد عن باقي الفرق مع مرور الوقت، أما الأهلي فهو اللغز المحير الذي لم يستطع أحد فك طلاسمه حتى اللحظة.
ـ الهلال، صاحب الشعبية الأولى، ليس على مستوى السعودية بل على مستوى الخليج العربي، ولكن على الهلاليين أن تكون البطولات هي طموحهم وليس الألقاب التي لا تسمن ولا تغني من جوع.