أزمة تواصل!
قضايا كثيرة في الوسط الرياضي، وخصوصاً تلك التي يكون أحد طرفيها نجم ينعدم فيها التواصل. والتواصل والاتصال فنون لا يتقنها إلا قلة، خصوصاً في الوسط الرياضي، نتيجة ترسبات قديمة، وقضايا عالقة بخانة (لم تحل)! عدم التواصل يؤدي إلى انعدام إيصال الأفكار الصحيحة والحقيقية، وهذا يؤدي إلى انتشار الشائعة. تبدأ الشائعة، ومعها تبدأ مراحل جديدة في النفي والإثبات، وكل يدعي الحق، ومن ثم يدخل الوسط الرياضي في حيص بيص! تصدق مَن، وتكذب مَن! وتبدأ الأطروحات التي تعتمدت على ما يردها من (شائعات) على شكل معلومات، وكل يقول (الزود عندي)! لتشكل تلك الأطروحات قضايا رأي عام تكون في بعض المواقف شبه مضلِـلة (بكسر اللام) ومضلْلة (بسكون اللام).
العام الماضي شهد عديدا من الأخذ والجذب بين نجوم وإداراتها، وهذا العام برز اسم محمد نور قائد الاتحاد. نور الذي اختار الإعلام - كعادته - كورقة قوية للتواصل، وأشك أن ذاك لو حدث من غير نور في ناد آخر، لكان سيناريو القضية مختلفا تماما. قرأت حواره الأخير مع المتميّز حقاً جمال مغربي، وفيه تأكدت بما لا يدع للشك أن القضية في المقام الأول قضية تواصل! لكن التواصل في ظل أنفس مشحونة ضرب من الخيال! فجوة رهيبة سبّبها عدم التنازل والجلوس مع الآخر، والمناقشة، ولا أقول تصفية النفوس، لكن على الأقل تصفية المواقف، من أجل الكيان. نور يتهم حمد الصنيع وحسن خليفة باتهامات خطيرة جداً، ولا نملك في الوسط الرياضي إلا أن ننتظر رد الطرف الآخر، ونقف موقف الحياد. حادثة حسن خليفة الماضية مع نور إبان وفاة أخته تؤكد أن الأنفس ما زال فيها كثير الشوائب. يقول نور إن الصنيع وخليفة خلف أمور كثيرة في الاتحاد، وهذا كلام مرسل. لكن نور أيضاً يتحدث عن الصنيع ويقول إنه أخبره بأن هيكتور في العام الماضي لا يرغب في ذهابه إلى أوزبكستان، لكنه، أي نور، تواصل مع المترجم! لاحظ التواصل كان مع المترجم، وحينها نفى المدرب ذلك، وطلب منه الحضور للمطار ومرافقة الفريق! أما حسن خليفة، فيقول عنه نور إنه ومنذ سنوات وهو يتهدد ويتوعد بأنه سيُنهيه ويُنسيه كرة القدم!! يقول عنه نور إنه يريد أن تتم مفاوضات اللاعبين عن طريقه! يعني، ثمة مصلحة يبحث عنها خليفة من خلال الاتحاد! مع مانويل، يقول نور إن خليفة والصنيع أوصلا إلى المدرب معلومات خاطئة عنه! وأن زملاءه اللاعبين نقلوا له ما قاله المدرب عنه! أزمة تواصل مرة أخرى! إشكالية نور العام الماضي وفي الوقت نفسه تقريباً طرحت فرضية عدم رغبة نور في الذهاب للمعسكرات! في جل ثنايا اللقاء، يؤكد نور أنه لا يريد الحديث عن مواضيع أخرى أكثر خطورة، لكن ما ظهر في النهاية خطر للغاية، وينبئ أن ثمة خطوط تواصل باتت مقطوعة تماماً، لذلك تأتي القرارات (مشخصنة) إلى حد كبير. طار الاتحاد دون نور للمعسكر، فهل كان ذلك قراراً صائباً! أشك في ذلك! علاوة على ذلك، يقول نور إنهم لم يُستشاروا كلاعبين عند تعيين الصنيع! وفي تلك أخطأ نور. فنور مكانه الملعب، وليس الإدارة! فلماذا يُستشار نور أو غيره من اللاعبين في قضايا إدارية! هذه مشكلة بعض النجوم! هم نجوم في الملعب، لكنهم في باقي مناحي كرة القدم، ليس لهم علاقة!
الرئيس الجديد مسك العصا من المنتصف! لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء! وفي ذلك غياب للحزم وقوة القرار! وقبل ذلك، غياب للتواصل! غياب للاتصال بأطراف القضية. إحدى أهم المشكلات لدينا في الوسط الرياضي غياب التواصل، والاعتماد على ما يرد من معلومات مرسلة. معلومات فيها الصحيح، وفيها الكذب. فيها ما نُقل على سبيل (فرّق تسُد)، وأخرى مشخصنة! وما بين هاذي وتلك، شائعات على شكل معلومات! تضيع الحقيقة لأن المعلومة ناقصة. أطراف القضية لديهم معلومات، لكنها في النهاية لا تشكل حقيقة كاملة! لاحظوا، حتى أطراف القضية لا يملكون الحقيقة، لذا يسعون للتواصل مع بعض عبر الإعلام.
نوافذ
• قلت وما زلت أكرّر، نور وغيره من النجوم ليسوا أكبر من الكيانات!
• هذا لا يعني أن يتم التعامل مع النجم الكبير كما لو كان سنة أولى فريق أول!
• ترى كم مدرب (سيطرد) بعد اللقاء السابع من الدور الأول لدوري زين!
• باقٍ أسبوعان على انتهاء مهلة تسجيل اللاعبين المحترفين! ولم ينته سوى ناديين فقط من أصل 30 ناديا! باق كثير على الاحتراف!