الكم والكيف يا كأس !!

بحصولها عليه ، أنقذت إسبانيا كأس العالم الحالي. في ليلة تاريخية، كانت العاطفة حاضرة! حتى (بول) الألماني الذي ثبت أنه لا يرى كان إسبانياً! دخلت إسبانيا التاريخ عبر (كرته) الواسعة! توقف نبض مدريد وفالنسيا ومعهم الإسبان لأكثر من ساعة وعشر دقائق، ليأتي أنيستا بالفرج! لم ينس النجم صديقه المتوفى، فتذكرته كأس العالم برمتها! هدف واحد أفضل من ألف مليون هدف! هكذا كانت الحسبة! كيفية لا كمية!
قلت لصديقي، ليست العبرة بكم الأهداف ، لكن (بحسمها)! لطالما أتخمنا شباك منتخبات (درجة عاشرة) بأهداف، و (مجدنا) لاعبين لوفرة أهدافهم، لكنها غثاء! بلا فائدة! هدف واحد جلب الفرح التاريخي! سجل الألمان ضعف ما سجل الإسبان، لكن النتيجة أن البطل سجل (كيفا) لا (كما)! كاسياس شريك كأس العالم! أحسست أن المرمى الإسباني كان بأربعة حراس! ثمانية أيد! ومثلهن أرجل! حضر مانديلا النهائي، وتحقق حلمه! وكان ديل بوسكي رابط الجأش! مؤدباً ، قبل البداية ، وبعد النهاية! وهكذا هم الكبار، متواضعون دائما، وليت قومي يسمعون!
إسبانيا، تلك التي لسعتها سويسرا في بداية المونديال، لم تأبه كثيراً لنكسة البداية. استمرت، وواصلت، وحصدت الذهب. البطل جديد وهذا يعني نظريات جديدة، وأمثلة جديدة، ورؤى جديدة! لم فازت إسبانيا! وكيف! مجموعة معادلات! مكائن ألمانية! دفاعات طليانية! مهارة برازيلية بنكهة أرجنتينية جعلت الكأس إسبانية ! باختصار، ولى زمن (التصنيف) ، وكسرت إسبانيا كل النظريات القديمة! ! هكذا طل الإسبان بأعناقهم وذهبوا بعيداً ! بودي لو أتحدث عن الهولنديين ولو بعض الشيء، لكن الإسبان أكلوا الجو تماماً! دخل نجوم العالم الجدد بعقليات جديدة! الهولنديون لهم مع كأس العالم تجارب مريرة! زادتها إسبانيا! تأخر الحسم، لكن لا يهم! فالكأس كانت فعلاً إسبانية مستوى على الأقل! ترى، لو استمرت المباراة لركلات (الموت)، هل كانت تنبؤات (بول) الضرير ستصدق! أشك في ذلك ! لكن ساحر إسبانيا، كما قال الفيفا، رفض تكرار الضياع! سجل ! وقال للجميع، العبرة في (متى ) و (كيف) ، و (أين)! أما (كم)، فدعها للجهلة ! ثمانية أهداف في سبعة نزالات! أي هدف في كل نزال تقريباً! ألمانيا بأهدافها الستة عشر طارت مع الريح! وكذا هولندا بـ 12 هدفا! والأوروجواي كذلك بـ 11 هدفا ! والأرجنتين والبرازيل بعشرة وتسعة! حضر النجوم على الورق ، وتفوق الإسبان على العشب!
في التلغراف اللندنية ، ذهب الساخر هنري وينتر بعيداً في وصف الإسبان! طالب هنري كل المدارس والأندية الإنجليزية بالحصول على قرص ممغنط للقاء الإسبان والهولنديين ليروا ويستفيدوا من تحركات أنيستا و مكر تشابي و بطولة كاسياس وخبث راموس الكروي! قرأت وتعجبت! أساطير اليوم ينيخون ركابهم أمام أبطال اليوم! حضرت إنجلترا بهالة إعلامية، وخرجت برباعية ألمانية! وجاءت ألمانيا بروح الشباب، لكن إسبانيا كانت بالمرصاد! أما البرازيل، فكانت سيئة جداً! لن أتحدث عن فرنسا وإيطاليا، فليس لديهما ما يمكن أن نتوقف عنده غير أن الفشل كان عنوان مشاركتهما! وتبقى الأرجنتين ليست ببعيدة عن الجميع! برغم وجود مارادونا! انفض سامر العالم، وطارت إسبانيا باللقب. لقب جديد، في قارة جديدة، لبطل جديد. ترى، لو جمعنا نجوم العرب عن بكرة أبيهم منذ أن عرفنا الكرة وشكلنا منهم منتخبا واحدا، ترى ماذا يمكن لهم أن يفعلوا! سؤال خطر لي وأنا أرقب طفلا إسبانيا يبكي فرحاً، بينما عجائز العرب (شاخت) دموع حزنها على رياضتها! الجواب هناك! لدى المسؤول !

نوافذ
- دوري أبطال أوروبا كان أفضل من كأس العالم!
- ترى هل يصدق تقرير البنك الهولندي حينما توقع بتحسن حال البطالة في إسبانيا والخروج من أزماتها الاقتصادية فيما لو حصلت على كأس العالم!
- مخرج كأس العالم يقتل فرحة من يدخل إلى الملعب من الجمهور! كيف !! يتجاهله!! هكذا وبكل بساطة تنتهي الحكاية!
- سويسرا هي من هزمت بطل كأس العالم! ألم نقل لكم، هشة هذه البطولة!
- يطنطن كالذباب، وعلى خجل! زد في (طنطنتك) يا ... فما درت الأسود عن الذباب!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي