خدعة الثقافة أحيانا
بين ثقافة تتقاذف كرتها النخبة، وعامة يتطلعون إلى التفاعل الثقافي، يظهر أحيانا على السطح بعض الصور والمؤشرات، التي تشي بأن هناك بونا شاسعا بين الثقافة كممارسة وبين الثقافة كنظريات تتناثر قضاياها هنا وهناك، ولكنها لا تتعدى فعل الكلام.
هكذا شهدنا كيف ينتهك عضو في ناد أدبي حقوق أعضاء آخرين. هنا لم يكن المثقف هو من يمارس اللعب، بل كان شخصا لديه جوع إلى السلطة، فنسي الثقافة لوهلة، لكنه سرعان ما عاد إليها حينما احتاج إلى غطاء شرعي يحميه من ردات الفعل التي لم يكن يتوقعها. وتلك الكاتبة، التي أشغلت الناس حديثا عن المساواة، عن الحقوق، عن الواجبات، لم تجد ضيرا حينما تقاطعت مصالحها مع مصالح أخرى، أن تكيل لها الصفعات العنصرية. كانت صفعاتها بردا وسلاما على نفوس كثيرة، لكنها لم تكن وهي تمارس هذا الفعل، تستحضر معنى السمو في الثقافة، وإنما كانت تمارس فعلا نسائيا يتكئ على الغيرة وعلى أشياء أخرى تتعنصر بشكل شديد الضيق. كثيرة هي أفعال الثقافة الزائفة، كثيرة هي الكتابات الجميلة التي تتوارى خلفها هشاشة وعدم قدرة على التمييز بين ما ينبغي أن يقال وما لا ينبغي أن يقال. تغري لعبة الثقافة بعض الأقلام، فيفرطون في رسم صور مثالية عن واقعهم، ثم عندما تظهر الصورة يكتشف القارئ أن شهاب الدين كان طيبا مقارنة بآخرين. نحن بحاجة إلى أن نقول ما نؤمن به، لا أن نصوغ صورة متخيلة لكائن خرافي لا وجود له.