هل تود أن تكون مستقلا ومدير نفسك ومسؤولا؟

عندما تسأل شخصا أو موظفا عن شيء ما أو طلب خدمة ما ويعرف الإجابة الصحيحة والتصرف الصحيح حيال سؤالك أو طلبك, لكنه لا يملك الحق في أن يتصرف كما يمليه عليه ضميره وعلمه ورغبته, بل ينظر من حوله ويتخيل ويزن الأمور, وذلك لأن إجابته عن سؤالك وتصرفه حيال طلبك ضمن ما هو متعارف عليه ومقبول من قبل رئيسه وصاحب الفضل عليه بعد الله ـ عز وجل، بل الحال وصلت بالبعض إلى تعميم الإجابة النموذجية التي ترضي صاحب العمل وتخدم مصالحه وتفرض على الجميع كما هي ـ مع الأسف ـ من غير أن يفهمها أو يقتنع بها الموظف. هذا ـ مع الأسف ـ الشخص غير المستقل الذي يراعي وينقل للغير ويستخدم بواسطة الغير, إنه في معظم الأحيان يلغي هويته, إنه عدم الاستقلالية .. (طبعا ليس جميع الموظفين غير مستقلين).
ألم يسعد البعض يوما بعد أن حصل على بعض حقوقه في العمل من غير تملق (حب خشوم)؟ ألم يسعد البعض بأن أعطي الثقة يوماً في تنفيذ ما يراه صحيحا؟ ألم يسعد البعض حين يجني ثمار ما عمل ولم ير الغير يجني ثمار أعماله؟ ألا يتمنى معظم البشر ـ بطبيعتهم ـ أن يحصلوا على حقوقهم وينفذوا ما يرونه صحيحا بكل ثقة ويحاسب نفسه بعد الله ـ عز وجل ـ ويجني ثمار ما عمل؟ هذا لا يحصل إلا إذا كان الإنسان مدير نفسه.
إن المسؤولية ألصقت وهذا صحيح بعلية القوم والمناصب العالية. إن كلمة مسؤول أتت من مسؤوليته ومحاسبته لنفسه. إن كل يوم يمضى أمام عينيك ترى شيئا أو أشياء لا تعجبك وتود أن تتغير, لم لا تغيرها حيث تشاء وحيث تكسب احترام الآخرين وتنفع الناس وكما ورد في الحديث الصحيح بما معناه ''خير الناس أنفعهم للناس''. إن الإحساس بالمسؤولية تجاه الأشياء وتغييرها إلى الأفضل من قوة الإيمان. إن الاستقلالية وإدارة النفس والتمتع بالمسؤولية والقدرة على التغيير لن تحصل إلا لمن عمل حرا وبعيدا عن قيود يضعها عليه بشر مثله, وهذا لن يحدث إلا إذا كان الإنسان صاحب (رب) عمله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي