سياج الأمن الوطني

الأمن الوطني له دور كبير في تحقيق الاستقرار والرخاء وتوفير المناخ الملائم للتنمية الوطنية الشاملة المختلفة .. فالأمن الوطني يستهدف المواطن في تنميته ورفاهيته، ويستهدف الوطن في حماية حدوده والحفاظ على مكتسباته. ولا يزال الأمن الوطني في عصر العولمة من صميم وظائف الدولة على الرغم من خصخصة الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة .. ويذكر أن أمر "خصخصة الأمن" كان مطروحاً في الولايات المتحدة قبل الأحداث الإرهابية في الـ 11 من أيلول (سبتمبر) عام 2001، ودفعت الهجمات الإرهابية إلى استبعاده.
والأمن الوطني في المملكة هو محط اهتمام ورعاية القيادة الرشيدة على مر العقود الماضية وحظي بأعلى درجات الرعاية والاهتمام ابتداء بعهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ثم على أيدي أبنائه الملوك البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله، .. هذا الاهتمام والرعاية المتواصلة شملت كل المجالات التي تتضافر في تحقيق الأمن الوطني الشامل، مثل تعزيز الأمن الغذائي، والأمن الاجتماعي، والأمن المائي، والأمن المادي، وتأمين الطاقة عند نضوب الثروة الأساسية وهي النفط (والمتمثل مثلاً في إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة), وغيرها من المجالات الحيوية التي تعد الأساس في حياة المواطن والمجتمع، لتشكل بمجموعها الأمن الوطني.
وتعد قواتنا المسلحة بكل قطاعاتها العسكرية والأمنية - بعد حفظ الله - سياج أمننا الوطني والأداة الرئيسية في حماية المنجزات الوطنية .. حيث أثبتت أنها تتميز بقدرتها وكفاءتها العالية وعلى قدر كبير من الجاهزية القتالية والاحترافية العسكرية. وتميز منسوبيها بعطائهم وولائهم للوطن الذي يسيجونه بأهداب العيون وأنهم جنود أوفياء لخدمة هذا الوطن العزيز والذود عن حياضه بكل ما يملكون ونموذج وطني في الانتماء لتراب هذا الوطن.
إن قواتنا المسلحة بكل قطاعاتها العسكرية والأمنية حققت قفزات واسعة من خلال تكريس الجهود لتطويرها والارتقاء بها .. فتوالت مراحل التطور، وتعاقبت أساليب التطوير .. فأضحت نموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح، وإثراء الجانب المعرفي وزيادة الخبرات المكتسبة في مجالات تقنية المعلومات والأمن الوطني ومواكبة كل جديد في ميادين العلم والتزوّد بأفضل الأجهزة والتقنيات الحديثة ورفع كفاءة منسوبيها وزيادة تأهيلهم في مجالات التدريب والتعليم العسكري، كما جرى تطوير للكليات العسكرية والأمنية، وإنشاء كليات ومعاهد جديدة لإعداد الكوادر القيادية والفنية والقتالية لمختلف أفرع القوات المسلحة، إلى جانب الاهتمام بالتدريب والابتعاث الداخلي والخارجي مستمدة استراتيجية عملها ومبادئها من قواعد وقيم الشريعة والمناهج الحديثة، لتواكب روح العصر والتطور، وتكون قادرة على الدفاع عن المقدسات والمكتسبات وأمن الوطن والمواطن.
وأختتم بالمحاضرة القيمة للأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، عن: (دور الحرس الوطني في استراتيجية الأمن الوطني للمملكة العربية السعودية) بدورة الحرب الأولى المنعقدة في كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة (الأحد 14/6/1430هـ)، التي استعرض فيها أبرز التحديات التي تواجه المنطقة وتطرق إلى طبيعة التكامل في العمل العسكري والواجبات الأمنية بين مختلف القطاعات العسكرية في الدولة، والذي أشار فيها إلى ما يوليه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، من اهتمام ورعاية لكافة القطاعات العسكرية في سبيل تطوير قدراتها وتوسيع نطاقاتها حتى أصبحت في طليعة مؤسسات الدولة الأكثر تأثيرا في التنمية الوطنية الشاملة التي تعيشها المملكة, مؤكدا سموه إلى أهمية التواصل والتعاون بين كافة القطاعات العسكرية في سبيل تعزيز الأمن الوطني ورفع مستوى التخطيط الاستراتيجي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي