كبسولة النجاح
حسنا، سأقدم على مغامرة من نوع خاص، سأحاول أن ألخص العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية في مقال من خمسمائة كلمة!
هذا تحد كبير لمن قرأ أو درس أو مارس هذه العادات، لنحاول.
العادات السبع نظام متكامل، ينقل الإنسان من العطالة أو الاعتمادية (Dependence) إلى الاعتماد على الذات أو التفوق الشخصي (Independence) ومن ثم إلى التعاون من الآخرين (Interdependence) . العادات الثلاث الأولى تنقلك من العطالة والاعتماد على الآخرين إلى النصر الذاتي والاعتماد على الذات. في العادة الأولى تتعلم أن تكون مسؤولا عن حياتك. تتعلم أنه لن يتغير أي شيء في حياتك ما لم تبدأ بالتغيير من نفسك وأن كل ما يحدث حولك من متغيرات ومؤثرات يمكنك أن تتحكم في ردة الفعل عليها. هذه العادة هي أهم العادات ومن دونها لا يمكن أن يبدأ أي تغيير. فإذا اقتنعت بذلك لا بد أن تعرف بعد ذلك ماذا تريد. وهذه هي العادة الثانية التي تعلمك كيف تعرف رسالتك في الحياة وكيف تصوغ أهدافك. فإذا عرفت رسالتك وأهدافك بوضوح تعلمك العادة الثالثة كيف تحققها، وذلك بفقه الأولويات وتقديم المهم ذي النتاج طويلة المدى المتعلقة بأهدافك على الضغوطات الآنية التي تستهلك معظم أوقاتنا.
ماذا تقولون في شخص كان يتعذر بالظروف، وكان يقول لا أمل في التغيير وكان يردد أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا تحول إلى شخص مبادر يعرف أن بيده التغيير ويحاول ليل نهار أن يتغير ولا يستسلم للظروف الخارجية (العادة الأولى). وما رأيكم فيمن كان لا يعرف ماذا يريد ولا أين هدفه ولا لماذا هو هنا؟ فأصبح يعرف تماما ماذا يريد قبل أن يبدأ، وله أهداف قصيرة وطويلة المدى واضحة ومحددة وقابلة للقياس (العادة الثانية)؟ وما تقييمكم لشخص كان يضيع وقته في التوافه ويسير مع الحياة أينما أخذته فأصبح يعرف كيف ينظم حياته للوصول إلى أهدافه (العادة الثالثة)؟ نعم، لقد انتقل الذي يمارس العادات الثلاث الأولى بإتقان من العطالة إلى الفاعلية الذاتية.
غير أن الإنسان لا يعيش وحده، نجاحه لا يعتمد فقط على ذاته، وإنما هو يؤثر ويتأثر بمن حوله شاء أم أبى، ولذا يحتاج إلى عادات مبدئية في التعامل مع من حوله. فتأتيه العادات الرابعة والخامسة والسادسة تساعده على ذلك. تقول له العادة الرابعة: في تعاملك مع الناس فكر دوما بعقلية أن تستفيد وتفيد، أن تربح ويربح الآخرون، أن تأخذ وتعطي، وبذلك يحبك الناس ويتعاملوا معك بثقة. وتدعوه العادة الخامسة إلى أن يسعى ما استطاع إلى أن يستمع إلى الآخرين وأن يتفهم مواقفهم وأن يستوعب دوافعهم ومكامنهم، وتقول له العادة السادسة: تعاون مع الآخرين في إيجاد حلول بديلة مبدعة، وأن إبداع المجموعة ونجاحها هو أفضل دائما من إبداع الشخص المنفرد ونجاحه. فما رأيكم في هذا الإنسان الفعال الآن الذي كان يتعامل مع الآخرين بعقلية أكسب أنا والباقي إلى الجحيم، أو العقلية الأنانية الطاغية "أنا والطوفان من بعدي"، فأصبح يدرك أنه كما أن له حقوقا فإن عليه واجبات، وأنه ينبغي أن يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعاملوه به، وكان لا يلتفت إلى مشاعر الآخرين وقناعاتهم ولا يستمع إليهم ولا يعطيهم الفرصة أصلا وكل ما يهمه هو تمرير أفكاره ومشاعره هو فقط، فأصبح يستمع إلى الآخرين باهتمام، ويبدي الحرص على ما عندهم، ويقدر مواقفهم ويفهمها حتى لو لم يقنع بها أو يوافق عليها، هو باختصار انتقل من الفاعلية الذاتية إلى الفاعلية الجماعية وأصبح عضوا مبدعا في فريق مبدع.
ماذا بقي إذن؟ بقي أن الإنسان في رحلته مع هذه العادات، يصيبه الملل والإرهاق والذبول، فكان بحاجة إلى التجديد والتنويع والتطوير الذاتي، وهذا ما تعلمه هو العادة السابعة، "سن المنشار" جدد نفسك دوريا، روحيا وعقليا واجتماعيا وجسديا، لتتمتع بالفاعلية الدائمة.
تلك إذن العادات السبع في كبسولة واحدة، حجمها صغير، ولكن تأثيرها كبير، وكبير جدا لمن أخذها بانتظام.