تضارب التقارير حول النفط في 2010 .. وفنزويلا بعد السعودية في الاحتياطيات

تميز الأسبوع الماضي بصدور أربعة تقارير مهمة، وصدور هذه التقارير في أسبوع واحد نادر الحدوث. الأول إحصائيات الطاقة العالمية التي تصدرها شركة النفط البريطانية (بي بي). أما الثلاثة الباقية فهي التقاريرالشهرية لكل من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، و»أوبك»، ووكالة الطاقة الدولية، التي تحتوي على توقعات هذه الهيئات لوضع أسواق النفط في عام 2010.

احتياطيات فنزويلا تقفز بها للمركز الثاني بعد السعودية

تشير البيانات التي نشرتها شركة بي بي في تقريرها «إحصاءات الطاقة العالمية», الذي صدر في الأسبوع الماضي إلى ارتفاع كبير في احتياطيات النفط في فنزويلا، الأمر الذي جعل احتياطياتها تتجاوز احتياطيات العراق وإيران والإمارات وتصل إلى المركز الثاني بعد السعودية، وذلك بسبب إضافة كميات هائلة من النفط الثقيل إلى احتياطيات فنزويلا المعروفة. وبناء على التقرير فإن ترتيب أكبر عشر دول في العالم من ناحية الاحتياطيات في بداية عام 2010 كالتالي (كل الأرقام مقدرة بمليار برميل): السعودية (265)، فنزويلا (172)، كندا (176 منها 143 من الرمال النفطية)، إيران (138)، العراق (115)، الكويت (101)، الإمارات (98)، روسيا (74)، ليبيا (44)، وقازاخستان (40).
من ناحية الإنتاج فإن ترتيب أكبر عشر دول في عام 2009 بملايين البراميل يوميا هو كالتالي: الدولة الأولى في الإنتاج هي روسيا (10)، تليها السعودية (9.7)، ثم الولايات المتحدة (7.2)، إيران (4.2)، الصين (3.8)، كندا (3.2)، المكسيك (2.8)، الإمارات (2.6)، العراق (2.5)، الكويت (2.5)، وفنزويلا (2.4). نعم... ضمن أكبر عشر دول منتجة للنفط لا توجد فيها إلا أربع دول عربية! وكان إنتاج دول «أوبك» قد انخفض بشكل كبير بعد أن قررت «أوبك» في نهاية عام 2008 تخفيض الإنتاج لرفع الأسعار بعد أن انخفضت إلى مادون 35 دولارا للبرميل بسبب الأزمة المالية في الولايات المتحدة آنذاك.

السعودية ضمن كبار المستهلكين في العالم

أما في استهلاك النفط فإن المفاجئ للبعض هو الاستهلاك الضخم للسعودية, الذي يجعلها تتفوق على دول صناعية ضخمة مثل ألمانيا والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وكندا. ترتيب أكبر عشر دول مستهلكة في العالم بملايين البراميل يوميا هو: الولايات المتحدة (18.7)، الصين (8.6)، اليابان (4.4)، الهند (3.2)، روسيا (2.7)، السعودية (2.6)، ألمانيا (2.4)، البرازيل (2.4)، كوريا الجنوبية (2.3)، وكندا (2.2). وتشير البيانات إلى أنه في الوقت الذي انخفض فيه استهلاك النفط في أغلبية دول العالم عام 2009، كان أعلى ارتفاع في استهلاك النفط في دول الخليج والجزائر ومصر والصين وباكستان. وتربعت السعودية والكويت في قمة لائحة أكبر زيادة في استهلاك النفط في عام 2009.

النفط في عام 2010

تضاربت تقارير «أوبك» وإدارة معلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية التي صدرت في الأسبوع الماضي حول نمو الطلب على النفط ونمو إنتاج دول خارج «أوبك» في عام 2010.
لم تغير «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب على النفط من التقرير الماضي، إلا أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية خفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط، بينما رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط! وتتوقع «أوبك» حاليا أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 940 ألف برميل يوميا، بينما ترى إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الطلب على النفط سيزيد بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، وترى وكالة الطاقة الدولية أنه سينمو بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا. ويلاحظ بعض الخبراء أن «أوبك» تحاول دائما تبني توقعات متحفظة للطلب العالمي على النفط، بينما تبالغ توقعات وكالة الطاقة الدولية في تقديرها لهذا الطلب.
كما تضاربت التوقعات المتعلقة بإنتاج دول خارج «أوبك»، علما أن بعض الخبراء يعتقدون أن توقعات «أوبك» عادة ما تكون مبالغا فيها بينما تكون توقعات وكالة الطاقة الدولية متحفظة. في الوقت الذي قامت فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بتخفيض توقعاتها للنمو في إنتاج دول خارج «أوبك» بسبب الانخفاض المتوقع في خليج المكسيك بسبب الانسياب النفطي حاليا، رفعت كل من «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو إنتاج النفط من دول خارج «أوبك». تتوقع «أوبك» أن يرتفع إنتاج دول خارج «أوبك» بمقدار 640 ألف برميل يوميا، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاعه بمقدار 550 ألف برميل يوميا فقط. أما وكالة الطاقة الدولية فإنها تتوقع أن يرتفع إنتاج دول خارج «أوبك» بمقدار 800 ألف برميل يوميا.
وبناء على هذه الأرقام، وبعد حساب كمية المكثفات المنتجة، فإن توقعات «أوبك» تبين أن الطلب على نفط «أوبك» الخام سينخفض من 28.94 مليون برميل يوميا في عام 2009 إلى 28.77 مليون برميل يوميا في عام 2010. هذه التوقعات تبين إصرار مسؤولي «أوبك» على عدم زيادة الإنتاج، رغم وصولها إلى الثمانينات من فترة وجيزة. ولكن إذا نظرنا إلى توقعات الهيئات الأخرى نجد أنها غير ذلك.
أخيرا، الهيئة الوحيدة التي تتوقع أسعار النفط بين هذه الهيئات الثلاث هي إدارة معلومات الطاقة. وقامت الإدارة بتخفيض توقعاتها لأسعار النفط في تقريرها الأخير للنصف الثاني لعام 2010 من 84 دولارا للبرميل إلى 79 دولارا للبرميل. توقعات إدارة تتواءم بشكل كبير مع توقعات كبار البنوك والبيوت الاستشارية.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشركة التي يعمل فيها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي