المملكة وإيرلندا تتفقان على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والفني بينهما
أبرمت المملكة وإيرلندا في دبلن البارحة الأولى، محضر أعمال الدورة الثامنة للجنة السعودية - الإيرلندية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني، التي تأتي ضمن الرغبة المشتركة في توطيد التعاون بين البلدين الصديقين.
ووقع المحضر عن الجانب السعودي السفير الدكتور يوسف السعدون وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية، وعن الجانب الإيرلندي كلير دان مساعدة وزير شؤون التجارة الدولية والتنافس في وزارة المشاريع والتجارة والابتكار، بحضور الأمير تركي بن نواف الملحق في سفارة خادم الحرمين الشريفين في دبلن، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيرلندا عبد العزيز الدريس، والدكتور نايل هولون السفير الإيرلندي لدى المملكة، وأعضاء اللجنة من الجانبين.
وأعرب السفير الدكتور يوسف السعدون عن ارتياحه لنتائج أعمال اجتماعات اللجنة المشتركة، قائلا ''إن جمال هذه الدورة ينبع من التركيز على الجانب العملي، بل حرصنا على أن نعطي الزملاء المشاركين الفرصة الكافية في الزيارات الميدانية لمواقع العمل في المؤسسات الإيرلندية المختلفة والاطلاع عن كثب على ما هو متاح في هذه المؤسسات بما يخدم التعاون الثنائي''.
وبين السعدون، أنه تم بحث موضوع الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مفيداً أن القرار النهائي في هذا الأمر منوط برجال الأعمال، معربا عن حرصه على أن يتم التوصل إلى اتفاقية ثنائية بين مجلس الغرف التجارية والصناعية في المملكة وبين الجهات المماثلة في إيرلندا لإنشاء مجلس أعمال مشترك يختار القضايا الأساسية وبحثها في اجتماعات اللجنة المشتركة، على أن يكون تمثيل القطاع الحكومي مقصورا على دور المساندة وتقديم التسهيلات اللازمة لرجال الأعمال.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية، أن المباحثات تركزت في هذه الدورة على أربعة مواضيع محددة هي التعليم العالي ''الجامعات والتعاون بين الجامعات''، موضوع الصحة والدواء، موضوع الزراعة والغذاء، وموضوع العلوم والتقنية، وعلى مشاركة المؤسسات السعودية في هذه القطاعات للالتقاء بنظرائهم في الجانب الإيرلندي، حيث أمضوا ما يقارب ثلاثة أيام في زيارات ميدانية لمواقع مختلفة في إيرلندا.
وأفاد أنه تم أيضا بحث موضوع إبرام اتفاقية طيران مدني بين المملكة وإيرلندا وإنشاء خطوط مباشرة بين البلدين، معرباً عن أمله في أن يتم إبرام الاتفاقية قريباً. وأضاف إنه تم الاتفاق كذلك على الخطوط الأساسية لاتفاقية مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي، ونأمل أن يتم إبرامها في زيارة مقبلة لوزير التعليم العالي، كما تم البحث في اتفاقية جاهزة بشأن تلافي الازدواج الضريبي، ونأمل أن يتم توقيعها في أقرب فرصة من قبل وزير المالية. وأشار السعدون، إلى أن هناك مذكرة تفاهم شبه جاهزة فيما يتعلق بالصحة والتعاون بين الجانبين، موضحاً أن هناك مجالات عديدة للتعاون تم اكتشافها في اجتماع الدورة الثامنة للجنة السعودية - الإيرلندية المشتركة. وقال ''لقد كان هناك حديث عملي شفاف وتعاون واضح بين الجانبين حول مجالات التعاون المستقبلية''.
من جانبها، نوهت كلير دان بالعلاقات القائمة بين بلادها والمملكة، وقالت ''لقد أعجبت كثيرا بما توصلت إليه المملكة من تقدم في مجالات متعددة من التنمية والاستثمار المكثف في البنية التحتية والإسكان، كما أعجبت كثيرا بتطلعات القيادة السعودية لبناء المدن الاقتصادية والجامعات وانفتاح المملكة على التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة''. وأعربت مساعدة وزير شؤون التجارة الدولية والتنافس في وزارة المشاريع والتجارة والابتكار عن سعادتها بنتائج الاجتماعات التي عقدت بين الجانبين في إطار اللجنة المشتركة وما توصلا إليه من نتائج، وقالت ''إننا نجتمع من أجل بناء روابط قوية بين المملكة وإيرلندا، بل وبناء جسور من التعاون البناء في المستقبل القريب''. كما أعربت عن ارتياحها الشديد للزيارة التي أجرتها أخيرا إلى المملكة، قائلة ''إن المملكة تتقدم كثيرا في مجال التكنولوجيا الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والأبحاث العلمية المتقدمة وتشعر إيرلندا بأن هناك مجالات واسعة في المملكة يمكنها من خلالها تقديم المساعدة التقنية والمهارات، كما أننا معجبون بالمدن الصناعية والاقتصادية السعودية والجامعات السعودية الجديدة''.
وقد بدأت الاجتماعات النهائية ما قبل التوقيع على المحضر بكلمتين من رئيسي الوفدين السعودي والإيرلندي، حيث أكد الجانبان رغبة البلدين في مواصلة مسيرة تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتعليمية والتقنية والغذاء والدواء. فيما أعرب الجانب الإيرلندي عن ارتياحه العميق للزيارات الميدانية التي أجراها أعضاء الوفد السعودي المشارك في فعاليات اللجنة للتعاون الاقتصادي والفني بغرض التعرف على الخبرات والتسهيلات الموجودة لدى الجانب الإيرلندي وعلى فرص التعاون المتاحة. وضم الوفد السعودي المشارك في فعاليات اللجنة ممثلين عن وزارتي الصحة والتعليم العالي، الهيئة العامة للغذاء والدواء، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الهيئة العامة للطيران المدني، جامعة الأمير سلطان، ومدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية.
