قضايا نفطية شائكة
1- هل على السعودية أن تزيد إنتاجها النفطي أم أن تحتفظ به للأجيال القادمة؟
2- هل بلغ إنتاج النفط العالمي ذروته؟ وهل اقترب إنتاج النفط السعودي من ذروته؟
3- هل ترفع الحكومة الدعم عن المنتجات النفطية والكهرباء أم تستمر في سياسات الدعم الحالية؟
4- هل يجب استمرار تسعير النفط بالدولار (وبالتالي ربط الريال بالدولار)؟
5- ما متطلبات أمن الطاقة في السعودية؟
6- هل هناك ضرورة لتعاون السعودية مع الدول المستهلكة للنفط؟
ما سبق غيض من فيض من الأحاديث التي يتداولها الناس المهتمون بهذه الموضوعات، إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالطاقة النووية والشمسية وغيرهما. والهدف من ذكر الأسئلة أعلاه هو فتح باب الحوار على صفحات «الاقتصادية» وموقعها الإلكتروني وتركيز الحوار حولها وتعزيزه، على أن يتم بشكل علمي يشارك فيه أهل الاختصاص والمعرفة والمهتمون بهذه الموضوعات.
الإجابة عن كل سؤال أعلاه تتضمن على الأقل رأيين، وهما متضادان في أغلبية الأحيان. والمطلوب في هذا الحوار أن يقوم كل طرف بسرد أدلته العلمية والمنطقية والرد على أدلة الطرف الآخر. وفي كثير من الأحيان سنجد أدلة قوية ووجيهة لكلا الطرفين. وسأقوم بعرض مختصر جدا وسريع لبعض هذه الآراء، على أمل أن يستمر الحوار في هذه الموضوعات.
1- هل على السعودية أن تزيد إنتاجها النفطي أم أن تحتفظ به للأجيال المقبلة؟
هناك عدة آراء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فيما يتعلق بالإجابة عن هذا السؤال. أشهر هذه الآراء الرأي القائل باستمرار السياسات الحالية المبنية على استقرار أسواق النفط العالمية ودور السعودية الريادي في أسواق النفط العالمية، والرأي الآخر الذي يقول بضرورة تحجيم الإنتاج إلى مستويات تناسب الاحتياجات المالية للبلد، والاحتفاظ بالنفط للأجيال القادمة، والتغاضي عن الطلب المستمر للدول المستهلكة بزيادة الإنتاج. لكل رأي أدلة متعددة، وردود على الرأي الآخر. مثلا، يرى أصحاب الرأي الأول أن السعودية جزء من عالم مترابط، وأي تخفيض للإنتاج يخل بهذا الترابط، وسيكون له نتائج اقتصادية وسياسية سيئة، خاصة إذا قامت دول أخرى بتخفيض إنتاجها من المواد الأخرى بالطريقة نفسها. ومن ضمن النتائج الاقتصادية أن تخفيض الإنتاج وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير ربما يلغي الطلب على النفط في المستقبل، وبالتالي فإن الأجيال القادمة لن تستفيد منه. ويرون أن الأجيال القادمة تستفيد أكثر إذا تم تبني سياسات تضمن استمرار الطلب على النفط. لكن الطرف الآخر يرد على ذلك بأن النفط مصدر ناضب، واعتماد العالم عليه يتزايد، لذلك ليس هناك خوف من ارتفاع الأسعار على الطلب على النفط. ويرون أن ما يحصل الآن هو استمتاع الجيل الحالي بالثروة على حساب الأجيال القادمة. الأدلة كثيرة، وما سبق أمثلة فقط. كما يرون أنه بغض النظر عما تقوم به الدول المنتجة، فإن العداء للنفط والدول النفطية مستتب، ولن تجدي سياسات «الكرم» شيئا.
2- هل بلغ إنتاج النفط ذروته؟ وهل اقترب إنتاج النفط السعودي من ذروته؟
هناك رأيان حول الموضوع، وأدلة كل منهما قوية. المشكلة الأساسية المتعلقة بهذا الموضوع أن المعلومات محصورة في طرف واحد، وهناك ثغرات في رأي الطرف الآخر. وهناك مشكلة أخرى, وهي أن هذا الموضوع بالذات يتعلق بقناعات الشخص الخاصة، بغض النظر عن المعلومات المتاحة. بعبارة أخرى، موضوع الاحتياطيات ونضوبها موضوع عقدي (من عقيدة أو معتقد)، وقد يكون أدلة أي من الطرفين لا معنى لها عند الطرف الآخر، مهما استمر الحوار.
3- هل ترفع الحكومة الدعم عن المنتجات النفطية والكهرباء أم تستمر في سياسات الدعم الحالية؟
هذا هو الموضوع الوحيد الذي يمكن فيه معرفة أصحاب كل رأي سلفا, حيث يقف الخبراء ضد استمرار الإعانات، بينما يقف أغلبية الشعب وبعض المسؤولين مع الإعانات. الخبراء يرون أنه لا يمكن الاستمرار في سياسات الدعم لأسباب كثيرة، وأنها تشكل عبئا على الاقتصاد، وينتج عنها هدر كبير للموارد، وسوق سوداء .. إلخ. بينما يرى آخرون أن الدعم ما هو إلى طريق من طرق توزيع الثروة النفطية، ومساعدة الفقراء. بعبارة أخرى، يرون أن الدعم حق من حقوق المواطن، بغض النظر عن تكاليفه الاقتصادية الضخمة. والحديث في هذا الموضوع ذو شجون وذلك لأنه عاطفي من جهة، وأغلبية المعلومات مغلوطة من جهة أخرى.
4- هل يجب استمرار تسعير النفط بالدولار (وبالتالي ربط الريال بالدولار)؟
رغم تعدد الآراء، إلا أن المتخصصين في هذا المجال قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وهناك محاسن ومساوئ لتسعير النفط بالدولار، والأمر نفسه ينطبق على ربط الريال بالدولار. ما نحتاج إليه هو الوصول إلى سياسات مبنية على نظرة شمولية تضمن رفاه المجتمع ككل، وليس لفئة معينة أو لقطاع معين.
5- ما متطلبات أمن الطاقة في السعودية؟
مما لا شك فيه أن حق تحقيق أمن الطاقة وتنويع مصادرها هو حق سيادي لأي دولة. وهناك موضوعات خلافية عديدة يتضمنها هذا الموضوع تتعلق بقضايا استهلاك وإنتاج الطاقة ككل، وليس بالنفط فقط. ما دور الطاقة النووية في توليد الكهرباء؟ ما دور الطاقة الشمسية وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة؟ ما دور حماية البيئة في اختيار مصادر الطاقة؟ ما طرق ترشيد الاستهلاك وتحسين الكفاءة في الاستخدام؟ هل سياسات المواصلات الحالية هي الأمثل لتحقيق أمن الطاقة؟ وهل دعم أسعار المنتجات النفطية والكهرباء في القطاع الصناعي هو الخيار الأفضل؟
6- هل هناك ضرورة لتعاون السعودية مع الدول المستهلكة للنفط؟
هناك على الأقل رأيان في الموضوع، أحدهما يرى أن التعاون حتمي لأسباب اقتصادية وسياسية وفنية تصب كلها في مصلحة المملكة، بينما يرى آخرون أنه لا طائل منه وليست هناك حاجة لبذل الوقت والمال في هذه الجهود. قد يستعجب البعض من وجود الرأي الآخر لقناعته بأن رأيه مسلم به، لكن الواقع أن الناس تتحدث في هذه الموضوعات، ويهمها الوصول إلى قناعة واضحة وسليمة.
الموضوعات أعلاه مطروحة على الجميع على أمل تعزيز الحوار فيها، وتقوية ثقافة الحوار .. فما رأيكم أطال الله عمركم؟