«عرب نيوز» .. التعبير عن المواقف بأسلوب حضاري
أثناء وبعد حرب رمضان عام 1393هـ ، لوحظ عدم وجود صحيفة ناطقة باللغة الإنجليزية ومعبرة عن مواقف المملكة بأسلوب حضاري ومقروء لدى الناطقين باللغة الإنجليزية، ودار نقاش بين معالي المغفور له الشيخ كمال أدهم رئيس مكتب اتصالات الخارجية والأستاذ هشام حافظ (أحد الزملاء من المكتب) وكاتب هذه السطور (وكنت نائباً لرئيس المكتب) حول ذلك، فتقدم الأستاذ هشام حافظ بمقترح إصدار تلك الجريدة ورفع الشيخ كمال ''رحمه الله'' المقترح لمقام جلالة الملك فيصل ''رحمه الله'' ومع بداية عام 1394هـ، وردت الموافقة السامية بتوجيه لمراجعة معالي وزير الإعلام إبراهيم العنقري ''رحمه الله''، وكلفت من قبل الشيخ كمال للقيام بذلك واجتمعت بمعاليه الذي أيد الفكرة مباشرة، وبعد عدة اجتماعات بيني والشيخ كمال والأستاذ هشام، رسا الاختيار على أن تسمى الجريدة '' Arab News'' لتأخذ بعداً عربياً ودولياً وأخذت الجريدة بعداً محلياً فريداً لأنها صدرت من قبل شركة ذات مسؤولية محدودة وخارج إطار نظام المطبوعات المعمول به في ذلك الحين، وجرى في وقت متزامن البحث عن رئيس للتحرير ووقع الاختيار على الأستاذ جهاد الخازن الذي كان يعمل في جريدة الحياة اللبنانية، وعمل في الصحافة الناطقة باللغة الإنجليزية في لبنان، ولقد حرصت الجريدة منذ انطلاقها أن تظهر بمظهرٍ احترافيٍ ومستقلٍ، وسعت لتوسيع دائرة قرائها بنشر الأخبار التي تهم الجاليات الأجنبية المقيمة في المملكة وخاصة الآسيوية منها.
ولقد لاقت الجريدة رواجاً واسعاً، ما دفع مؤسسيها إلى التفكير في إنشاء جريدة ناطقة باللغة العربية ومخاطبة العالم العربي ومستقلة عن الهوية السعودية، وكان الأستاذ هشام حافظ ''رحمه الله'' هو الذي اقترح ذلك، ولقد اعتمد المؤسسون على نخبة الصحافيين الذين التأموا لإصدار ''Arab News'' وعلى رأسهم الأستاذ جهاد الخازن للشروع في إصدار المولودة الجديدة، وكان للأخ محمد حافظ الدور المشارك مع شقيقه هشام حافظ في هذا الشأن وروعي في المولودة الجديدة أن تتمتع بأحدث التقنيات ليكون إصدارها في لندن، وتطبع في نفس اليوم في جدة، وذلك عبر الأقمار الصناعية، واقترحت على المؤسسين أن يكون لها لون مميز يرمز إلى أصلها السعودي وهو اللون الأخضر، واتفقنا وبعد نقاش طويل، أن يكون اسمها (الشرق الأوسط) وأن تكون هويتها الصدق في نقل الأخبار ومخاطبة العقل والتجرد من أي دعاية كاذبة أو غوغائية صاخبة، وهي الصفات التي حملتها الإصدارات العربية الرائجة في تلك السنين، وبحمد الله فمن جريدة متواضعة لم يتعدَّ عدد قرائها في سنواتها الأولى بضع مئات، أصبحت جريدة ''Arab News'' الأولى بين نظيراتها في منطقة الشرق الأوسط، وهي الجريدة الإنجليزية الأوسع انتشارا بعد تلك التي تصدر في غرب أوروبا، وتلك التي تصدر في آسيا، كما أنها الأم الولود الودود لجميع مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التي تسير على نفس الطريق الذي شقته ''Arab News'' في صدق الكلمة ومخاطبة العقل والابتعاد عن الدعاية والغوغائية.