المرور .. والمواجهة بالقدرات والاستعدادات

اليوم أتقدم بالشكر الجزيل لإدارة المرور وأفراده على ما أراه من نشاط ووجود وعمل دؤوب, على الرغم من أنني تقبلت وبشكر مخالفة لاستعمال الجوال أثناء القيادة وأعترف بخطئي مع أنني لم أعلم أنه ممنوع, لكني بلغت الضابط أنني فرحان (وإن شاء الله ـ إنكم ستستمرون في التطبيق). وبينما هو يكتب المخالفة رأيت سيارة تقطع الإشارة الحمراء أمامه ولم يحرك ساكنا. على أي حال أتمنى أن يمتد أسبوع المرور ليصبح سنة المرور. ولا أدري أين كانت هذه القدرات والنشاط مخبأة. أليس ما يقوم به المرور حاليا في أسبوع المرور هو المفروض أن يكون عليه مستوى العمل يوميا . أم أن هناك موظفين وآليات مخبأة لا تظهر إلا في أسبوع المرور, أم أنها فقط بمناسبة تشغيل نظام ساهر الذي لا نعلم عنه شيئا؟
لقد وصلتني ووصلت إلى مجموعة كبيرة من الأصدقاء رسائل جوال بوجود مخالفة علينا. ومع أنني أرى أن الجميع لم يتفاعلوا أو يفهموا أو يصدقوا ما صار, إلا أنني أعتقد أن المرور كان يجب عليه أن يسخر حملة إعلامية وإعلانية كبيرة لتوعية المواطنين عن نظام ساهر وما الأنظمة والقوانين التي سيعاقب عليها المخالفين, وكيف نعرف أننا خالفنا. مثلا: هل التظليل كله أو بعضه أو درجاته مسموح, ما مخالفة التحدث بالجوال أثناء القيادة؟
وقد تساءلت منذ فترة عن جدوى إرساء قوانين المرور بالقطارة كل سنة مرة في أسبوع المرور؟ ولماذا لا تكون الحملة طوال السنة؟ فما عمل المرور؟ أليس من المفروض أن يكون هناك نظام مرور مكتوب ومعتمد يتم نشره في الصحف المحلية أو وسائل الإعلام الأخرى وأن يكون له موقع على الإنترنت, وأن يشمل جزاءات صارمة (مثلا: لمن يستعمل كتف الطريق أو يتجاوز من اليمين), حتى لو قيل إنه موجود وإنه لا أحد يصرح له برخصة القيادة إلا بعد الاطلاع عليه, فأنا أرى أن هناك كثيرا ممن أخذوا رخصهم قديما وهم كثيرون ويجددونها أيضا! لذلك فإنه من الأولى إخضاع أي شخص يتقدم لتجديد رخصته لقراءة القانون وامتحانه فيه بأسئلة سريعة, وهو ما يطبقه معظم دول العالم. وأن يتم عمل زيارات للمدارس وتوعية الطلاب لأنهم هم من سيعلمون ويوعون آباءهم. وهم الذين يوجدون دائما مع السائقين سواء كانوا عربا أم أجانب فيعلمونهم القانون.
أرى أنه قبل التركيز على أجزاء النظام أن يتم أصلا اعتماده, ونشره يسترعي حملة توعوية كبيرة في الصحف ومحطات التلفاز واللوحات الدعائية على أرصفة الطرق والتقاطعات. وأن تكون لفترة طويلة حتى يستوعبها الجميع, وبعد ذلك يتم تطبيق القانون والعقوبات الرادعة. (لا أن تكون عملية حزر فزر ليش أوقفناك!)
ماذا يقول قانون المرور عن مخالفة إشارة الوقوف داخل الأحياء وعلى الطرق أو التجاوزات عند إشارة المرور خاصة القادم من اليمين ثم يصطف أمام من هم قبله, أو تغير خط السير دون إشارة بين الخطوط الموضحة بعين القط على الطريق؟ وما عقاب من يلاصق وبسرعة شديدة سيارتك أنت وعائلتك وما يحدثه من مفاجأة وإرباك لك ربما يؤدي إلى حوادث شنيعة؟
وهل يطبق نظام المرور على رجال المرور, الذين هم القدوة؟ لقد رأيت بنفسي عدة مرات مخالفات واضحة لبعض سيارات المرور تقف وقفة موازية في تقاطعات مزدحمة بينما هناك فسحة ومتسع لها للوقوف على جانب الطريق, كما أنهم لا يستعملون الإشارة لتغير المسارات.
إن السياسة المتبعة من رجال المرور عند الازدحامات في وقت الذروة تكون بتوقيف سيارة أو رجل مرور لمنع الدخول عند مداخل الحركة إلى الطريق السريع, وبذلك (تتكوم) السيارات في خط الخدمة بسبب إعطاء الأولوية لمن هم في الطريق السريع بينما يقبع البقية من المواطنين محبوسين لحين يسمح لهم بالدخول. بعض رجال المرور يعطي تعليمات لسد المدخل ولا يعطي تعليمات لطريقة توزيع التدفقات أو متى يسمح له بفتح المدخل وهذا لا يحل المشكلة بل ينقل الازدحامات إلى التقاطع الذي يليه.
إن حل مثل هذه المشكلة للتدفقات المرورية ليس بالمعضلة الكبيرة وأحد الحلول هو وضع إشارة ضوئية تسمح بالدخول التدريجي من الخدمة للسريع أو سيارة وراء سيارة. وتقوم بتبديل الضوء الأخضر إلى الأحمر بالتناوب في أوقات الذروة أو استعمال النظام العالمي المسمى السحاب الذي يسمح للسيارات في الاختناقات بالمرور سيارة من اليمين ثم اليسار بالتوافق.
وما جدوى الأذرعة الطويلة التحذيرية التي وضع عليها إنارة عاكسة وتحذيرية ولوحات تشير إلى عملها في ساعات معينة على كثير من المداخل للطرق السريعة وصرفت الملايين لذلك, لكنها لم تشغل وتفعل حتى تاريخه.. ما السبب في تعطل تلك الأذرعة؟
وماذا عن حقوق المشاة؟ ماذا يقول القانون؟ هل الأولوية للمشاة ولو على الأقل داخل الأحياء السكنية التي أصبحت طرقها سريعة يقود فيها الناس بسرعات عالية؟ جميل أن أرى هذا النشاط ويفرحني, لكننا نحتاج إلى نشر القانون ثم تطبيقه بصرامة وشدة على الجميع ودون تمييز, وأن نقضي على مرض الواسطات. المزيد من الحزم والنظر في إمكانية جعل الحملات الأسبوعية على مدار العام للتوعية بمشكلات المرور.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي