فرنسا من منظور آخر

تشرفت اللجنة الوطنية لشباب الأعمال في مجلس الغرف السعودية، وعدد من شباب الأعمال من اللجنة المحلية في جدة الأسبوع الماضي، بتلبية دعوة الغرفة التجارية العربية الفرنسية في باريس لزيارة مدينة الأضواء, التي كما هي عادتها تستقبل الجميع.
هذه الزيارة سنحت لنا الفرصة للتعرف إلى أحدث التطورات التقنية والتكنولوجية التي وصلت إليها فرنسا, وتعرفنا أيضا إلى آخر ما أبدعه العقل الاقتصادي الغربي علنا ننتقي منه ما يناسب خصوصية وطننا الغالي وما يتوافق مع ما تشهده أرض الحرمين من خطط التطوير التي توليها حكومة خادم الحرمين أهمية بالغة، التي بفضلها باتت السعودية تحتل مكانة مشرفة.
وسبق أن قمت بزيارة الدولة الأكثر مساحة في الاتحاد الأوروبي لأغراض مختلفة منها قضاء الإجازة والتنزه إلا أن هذه الزيارة كانت مختلفة بالنسبة لي، حيث أعادت إلى الذاكرة ما قمنا به من زيارة مماثلة لليابان, فقد كانت سياحة من نوع آخر.
لقد تعرفنا إلى المصانع والمعامل والمؤسسات التجارية والمالية والمصرفية، وعقد عدد منا لقاءات مع كبار المسؤولين لمناقشتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم بشأن سبل تطوير القطاعات والمراحل التي مرت بها فرنسا منذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن الـ 18 حتى اليوم.
واطلعنا على توجهات وأساليب عمل المركز الفرنسي للتمويل الإسلامي، والاتّصال بمجموعات الصداقة الفرنسية - السعودية، وقمنا بزيارة المؤسسات التجارية والصناعية، وعقد لقاءات مع كبار رجال المال والأعمال، ومقابلة أعضاء في الحكومة الفرنسية والبرلمان ومجلس الشيوخ، والالتقاء بمجالس إدارة غرف تجارية وصناعية، واستكشاف المعالم التربوية والفكرية والثقافية والتاريخية والأثرية.
 أشعر بأن كما هائلا من الخبرة والمعلومات أضيفت لي خلال الأيام المعدودة, وبالتأكيد شاركني شباب الأعمال هذه القناعة, وأجزم بأن الأشهر المقبلة ستشهد غربلة لما جمعناه من أفكار لننتقي منها ما يلائم طبيعة العجلة الاقتصادية في بلادنا على أمل أن نجد المحفزات التي تساعدنا على إنجاز هذه المشاريع وأن نجد من يتبنى بعض الأفكار, التي بالتأكيد ربما نحن كشباب أعمال لا نجد السيولة والإمكانات الكافية لتنفيذها في وقت وجيز .
فرنسا بلد صناعي أكثر مما هو سياحي, استفدنا من زيارتها نحن 12 شابا نتقدم بالشكر والتقدير بداية بمجلس الغرف السعودية على الترتيب لهذه الزيارة وقنصل عام فرنسا في جدة كريستيان نخلة، وكذلك رئيس الغرفة التجارية العربية الفرنسية الدكتور صالح الطاير، اللذين بذلا جهودا واضحة في سبيل إنجاح هذه الرحلة التي فعلاً خرجنا منها بنفي أن فرنسا دولة سياحية فقط .. بل فرنسا دولة صناعية فيها من الفرص للاستيراد وعمل الشراكات التجارية الشيء الكثير.