المملكة عضو فاعل في « العشرين».. ونتمنى مشاركة خادم الحرمين في قمة كندا
أكد مارتن براين مولروني رئيس الوزراء الكندي الأسبق أن الأدوار التي تقدمها المملكة في الاقتصاد العالمي بصفتها عضوا في مجموعة العشرين فعالة ومهمة، متمنيا أن يحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضيفا على كندا خلال اجتماع أعمال قمة مجموعة العشرين التي من المنتظر أن تعقد في مدينة تورنتو الكندية، خلال يومي 26 و27 حزيران (يونيو) المقبل.
وقال مولروني «تتطلع كندا لأن تكون المملكة حاضرة في هذا اللقاء، لأننا في الواقع نتشارك في الكثير من الرؤى حول معالجة الاقتصاد العالمي ودفعه نحو النمو عبر هذه المنظمة الجديدة.. هناك روابط اقتصادية كبيرة بين البلدين ليس أقلها أن النفط هو الرابط المشترك بين البلدين الصديقين، فكندا التي تملك اقتصـــــادا متينا تعد ثاني أكبر دولة بعد السعــودية في امتلاك مخزون النفط».
#2#
وطالب رئيس الوزراء الكندي الأسبق خلال حفل عشاء أعده له المهندس عبد المحسن بن محمد الدريس، رئيس مجلس إدارة شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات، البارحة الأولى في منزله في الرياض، بضرورة دفع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين إلى مستويات أعلى من خلال التغلب على العقبات التي تواجه تدفق التبادلات التجارية، والوصول إلى إقامة شراكات عملاقة بين القطاع الخاص في البلدين، في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية والتعليمية بين المملكة وكندا، خصوصا بعد أن بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2007 (10147) مليون ريال، حيث بلغت قيمة الصادرات (6563) مليون ريال وبلغت قيمة الواردات (3584) مليون ريال.
وأشار إلى أن المملكة توفر فرصا متنوعة للشركات الكندية خصوصا في مجالات النفط والغاز والمواد المعدنية وغيرها، مؤكداً أن هناك مشاريع كبيرة في السعودية متاحة للشركات، مما يشكل فرصة طيبة أمام المستثمرين الكنديين، كونهم يملكون التقنية اللازمة للمشاريع التي تسعى وتطمح المملكة إلى تأسيسها على هذا الصعيد، وأن السوق السعودية تعد من الأسواق المهمة للمنتجات والصادرات الكندية.
وفي جانب آخر أكد مولروني خلال الحفل الذي حضره عدد من سفراء الدول الأجنبية بينهم السفير الكندي لدي المملكة رولند ديفيد سن، وسفير الولايات المتحدة، إلى جانب عدد من رجال الأعمال السعوديين، يتقدمهم الشيخ عبد الله بن إدريس، والمهندس عبد العزيز الزامل، وزير الكهرباء والصناعة السابق وأعضاء من مجلس الشورى، وحسين العذل أمين غرفة الرياض، والدكتور فهد العبيكان، أن الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة في الوقت الراهن لمسار العلوم والتكنولوجيا والمتمثل في تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا « كاوست» إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى في هذا الاتجاه يشكلان رافدا مهما لإطلاق مزيد من الشراكة والتعاون بين البلدين، معتبرا هذا التوجه رائعا ومحفزا لتنمية العلاقات بين الرياض وتورتنو.
ونوه مولروني بالتبادل التعليمي الذي انطلق بصورة أكبر مع برنامج الملك عبد الله للابتعاث، حيث أشار إلى وجود المئات من الطلاب السعوديين الذي يدرسون حاليا في الجامعات الكندية، ومدى تأثير ذلك في مستوى التبادل العلمي بين المملكة وكندا.
وأضاف» تواصل السعودية كونها مصدرا مهما للطلبة الأجانب الذين يدرسون في كنـدا .. وإضافة إلى الطلبة الذين يقيمون في كندا بنظام الدوام الكامل، هناك أيضا مجموعتان مهمتان من الطلبة السعوديين في كنـدا وهم: آلاف الطلبة الذين يسجلون للدراسة في دورات قصيرة لتعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كل سنة، ومئات الأطباء السعوديون الذين يعملون حاليا في المستشفيات الكندية ويواصلون التدريب في برامج التخصص في مجال دراساتهم».
بعد ذلك استعرض رئيس الوزراء الكندي الأسبق العلاقات التجارية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها وتنميتها والاستفادة من جميع الفرص والمزايا المتوافرة لمصلحة البلدين، وتعزيز فرص التعاون التجاري والصناعي وتحقيق تبادل المنافع بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
وأبدى مولروني رئيس الوزراء الكندي الأسبق إعجابه بالتطور الهائل الذي شهده الاقتصاد السعودي في الفترة الماضية، مؤكدا أن المملكة باتت من أكثر دول المنطقة جذباً للمستثمرين الأجانب نتيجـــة العمل الكبير الذي تقوم به حكـومة خادم الحرمين، وباتت قادرة أيضاً على استيعاب المشاريع الكبيرة، كما أن تأشيرات دخول المستثمرين ورجال الأعمال إلى المملكة أصبحت أسهل من ذي قبل.
لم يغفل مولروني أيضا العلاقات الثنائيـة بين كنـدا والمملكة حول قضايا السلام والأمن والطاقة والشؤون الإنسانية (ومنها شؤون اللاجئين ومكافحة الإرهاب)، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية تقوم بدور مهم في تشجيع وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
#3#
من ناحيته، قال المهندس عبد المحسن الدريس، خلال تقديم الضيف إن مولروني شغل العديد من المناصب القيادية في بلده قبل أن يترأس مجلس الوزراء الكندي، ما أكسبه خبرة واسعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إلى جانب أنه كان واحدا من الشخصيات الكندية التي عمقت العلاقات التاريخية بين المملكة وكندا.
واستعرض المهندس الدريس عددا من مراحل عمل رئيس الوزراء الكندي الأسبق، ثم رحب به كضيف لهذا الحفل، مثمنا تلبيته الدعوة.