هل نحتاجها أم تحتاجنا؟
لا أعلم ما السر في الإصرار على بطولات الأندية والمنتخبات الخليجية على الرغم من مردودها الفني الذي لا يوازي الطموحات، بل يحجمها، ويجعلها لا تتعدى الحدود الجغرافية التي لا يستطيع أن يتخطاها إلا الأقوياء والأقوياء فقط.
ولعل الأحداث التي تمر بها هذه البطولات تدل على أن المنافسة ليست داخل الملعب فقط، ولو حاول البعض إقناعنا بغير ذلك فلا تكاد بطولة خليجية أن تمر دون أن يكون فيها حدث واحد على الأقل يشوه صورتها أو يعكر أجواءها.
بعد مباراة العين والشباب السابقة ذكرت أن الإخوة في الإمارات يجيدون لعبة التأثير النفسي عندما لا يستطيعون المقاومة فنيا ولعل اعتراف يوسف السركال بتصغير حجم ملعب نهائي الخليج في الثانية فجرا وقبل مباراة عمان النهائية واحدة من الأحداث التي لن ينساها المتابع الرياضي ثم جاءت أحداث مباراة الوصل والنصر لتستمر هذه الأساليب التي تؤجج الشارع الرياضي الخليجي وتفقد البطولات معانيها السامية, ولعل حديث (حكيم) وكبير النصراويين الأمير منصور بن سعود في قناة العربية قد وضع النقاط على الحروف وهو الرجل الذي يتفق معه النصراويون فيما ذهب إليه.
فبطولات الأندية لا يشارك فيها إلا أصحاب المراكز المتوسطة، وينعكس ذلك على المستوى الفني للبطولة وكذلك يؤثر بشكل سلبي في روزنامة الاتحادات المحلية, وينطبق الأمر ذاته على بطولة المنتخبات التي لا توازي الطموحات من حيث المستوى الفني الذي لا يلبث أن ينكشف بعد أول مشاركة خارجية. فها هو حامل اللقب (منتخب عمان) لم يستطع التأهل لنهائيات كأس آسيا 2011 ولم يتأهل أي منتخب خليجي لنهائيات كأس العالم 2010، إضافة إلى المشكلات في النقل والتحكيم والحضور الجماهيري.
فإذا كنا نقبل بكل هذا ويتكرر بين الفينة والأخرى فلماذا لا نتغلب على المشكلات الفنية على الأقل بتفعيل البطولات العربية للمنتخبات والأندية، ويتم رصد جوائز مغرية، ما يساعد فعلا على الارتقاء بالمستوى الفني لمنتخباتنا، خصوصا إذا ما شاركت منتخبات مصر والمغرب العربي، ومحاولة التنسيق مع الاتحاد الإفريقي في مسألة الجدولة واختيار التوقيت والمكان المناسب، وأن يوضع في الاعتبار أن الخلافات هي شر لا بد منه، سواء على المستوى الخليجي أو العربي.
نقطة توقف
ما بين بيان الثقة في محمد بن همام بعد أن ذهبت جائزة أفضل لاعب آسيوي (للناشئ) خلفان ودعم بن مساعد لنادي النصر في أزمته تظهر الفوارق.
أثبت سعد الحارثي أن عودته لمستوياته ليست سوى مسألة وقت فهو لاعب يملك إمكانات ممتازة ولاعب ذكي داخل الملعب.
إذا ما دخل الهلاليون مباراة النصر (الأولى)، وهم يعتقدون أن النصر ينقصه (نجوم)، فهذا يعني أن فوز الأصفر هو الأقرب, وفوز الهلال أمام السد سيسهل عليه التركيز على كأس الأبطال بشكل أكبر.
على الرغم من مسمى كأس الأبطال إلا أن النسختين السابقتين لم يفز بأي منهما الفرق الفائزة بالدوري أو كأس ولي العهد، وهذا يعود لثقافة التشبع والقناعة لدى اللاعب السعودي.
سيظل الأهلاويون يحاولون ويحاولون، ولكنهم لن يصلوا حتى يقضوا على روح الشللية في الفريق الواحد.