المسؤولية الاجتماعية
نشهد في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا واهتماما واضحا من قبل القطاع الخاص بالمسؤولية الاجتماعية بصفتها إحدى الوسائل التي تمكنه من المشاركة الفاعلة في تحقيق النمو والازدهار للمجتمع المحيط به، بل إن المبادرات التي تندرج في إطار المسؤولية الاجتماعية بدأت تأخذ أبعادا جديدة وترتاد آفاقا أرحب مكنتها من الانتقال بمفهوم المسؤولية الاجتماعية من تقديم المساعدات الخيرية مادية كانت أم عينية، إلى طرح الأفكار والرؤى والمبادرات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة من خلال مشاريع يمكن أن تسهم في النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي بشكل منتظم.
ولا شك أن المردود الإيجابي الذي شعر به كثير من الشركات الرائدة في ميدان المسؤولية الاجتماعية أغراها بمواصلة خطواتها وتنويع مشاريعها ومبادراتها في هذا المجال وأكسبها عمقا اجتماعيا وقبولا لدى المستهلكين وما يستتبعه ذلك من الإسهام في تحقيق الولاء لمنتجاتها التجارية لتقدير دورها الاجتماعي والتزامها الأخلاقي تجاه المجتمع.
وعلى الرغم من كل تلك الجهود المبذولة إلا أن أمام القطاع الخاص مجالات عديدة تنتظر منهم مد يد المبادرة والتضافر مع الجهود الحكومية سواء على مستوى تنمية الموارد البشرية وتدريبهم وتوفير بيئة العمل الملائمة، أو الارتقاء بالمستوى المعيشي، أو حماية البيئة، أو الأخذ بيد المجتمع لمواكبة النهضة الاقتصادية والتقنية.. أو غيرها من المجالات التي ينبغي أن تنتظم في النسيج الإداري لشركات القطاع الخاص لتشكل بدورها ثنائية البناء والنماء بين القطاع الخاص والمجتمع، خاصة أن مثل هذه المبادرات تجد بيئة ملائمة في مدن المملكة عموما، وفي مدينة الرياض خاصة نظرا لما تحظى به من دعم وتأييد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض وسمو نائبه، وحرصهما على أن تكون مدينة الرياض نموذجا يحتذى في احتضان المبادرات التطوعية التي تعكس لحمة المجتمع وتضافر جهوده لدفع حركة التنمية في بلادنا الغالية، ولا شك أن مثل هذه التطلعات والرؤى تجد كل الحرص والاهتمام ووضعها موضع التنفيذ من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار سواء من خلال أداء مهامه في رئاسة مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض، أو من خلال ما عرف عن سموه من دعم الأعمال الخيرية والأنشطة الإنسانية والمبادرات التطوعية التي أصبح رائدا من روادها.
أمين منطقة الرياض