بروفيسور أمريكي: التوازن الاقتصادي والنفطي جنّب السعودية تداعيات 5 أزمات
أكد البروفيسور جريجوري جوس أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرمونت، أن السعودية نجحت في التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار النفط وانخفاضها والحروب التي اندلعت وشهدتها منطقتا الشرق الأوسط والخليج بالذات، بحنكة ودراية من خلال الاستراتيجيات الحكيمة التي طرحتها واستخدمتها الحكومة السعودية من خلال المواجهات المختلفة لها بأسلوب جعلها لا تتأثر بالأزمات التي واجهت المنطقة.
وقال جريجوري في محاضرة ألقاها في نادي الاقتصادية الصحفي مساء السبت الماضي في الرياض، تناولت عناصرها رؤيته حول أبرز التحديات التي واجهها الاقتصاد السعودي في الثلاثين عاما الماضية، وكذلك رؤيته للمستقبل، إضافة إلى العلاقات السعودية - الأمريكية.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد البروفيسور جريجوري جوس أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرمونت أن السعودية نجحت في التعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية خاصة فيما يتعلق بارتفاع وانخفاض أسعار النفط والحروب التي اندلعت والتي شهدتها منطقتا الشرق الأوسط والخليج بالذات بحنكة ودراية من خلال الاستراتجيات الحكيمة التي طرحتها واستخدمتها الحكومة السعودية من خلال المواجهات المختلفة لها بأسلوب جعلها لا تتأثر بالأزمات التي واجهت المنطقة.
وقال جريجوري في محاضرة ألقاها في نادي الاقتصادية الصحفي مساء السبت الماضي في الرياض، تناولت عناصرها رؤيته أبرز التحديات التي واجهها الاقتصاد السعودي في الثلاثين عاما الماضية وكذلك رؤيته للمستقبل، إضافة إلى العلاقات السعودية - الأمريكية.
#2#
وأعطى في بداية المحاضرة الحضور خلفية عن الوضع السياسي وما صاحبه من تغيرات اقتصادية كان لها الأثر القوي في تحديد أسعار النفط من حيث ارتفاعها وانخفاضها وتأرجحها من فترة إلى أخرى وأرجح ذلك إلى الظروف السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والخليج.
كما تحدث عن التحديات الحقيقية التي واجهت دول المنطقة وخاصة السعودية فيما يتعلق بالحروب التي شهدتها المنطقة من حرب الخليج الأولى والثانية وغزو العراق خاصة وتغير النظام فيه، وما ترتب على ذلك من توازنات اقتصادية واستراتيجية من أجل تجنب هذه المنطقة معوقات مختلفة.
#3#
وأشار الخبير الأمريكي في المجالين الاقتصادي والسياسي إلى أن السعودية واجهت خمس أزمات منذ الثورة النفطية في أوائل سبعينيات القرن الماضي. وكان وراء كل أزمة من هذه الأزمات عناصر محلية وإقليمية.
وحدد الأزمات الخمس حيث كانت الأولى في 1979 التي تزامنت مع قيام الثورة الإيرانية التي أعقبتها الحرب العراقية الإيرانية، والثانية انهيار أسعار النفط في عام 1986.
#4#
الثالثة الغزو العراقي للكويت في عام 1990 الذي أعقبه قدوم القوات الدولية وظهور حركة الصحوة، والرابعة انهيار أسعار النفط في عام 1998 وذلك بعد قرابة عقد كانت فيه أسعار النفط منخفضة نسبياً.
والخامسة أزمة 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وحرب العراق في عام 2003 وظهور تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأكد جريجوري أن السعودية تعاملت مع أزماتها الأمنية في فترات اتسمت بالارتفاع النسبي لأسعار النفط.
#5#
واستخدمت المؤسسات الأمنية التابعة للدولة للتعامل مع هذه الأزمات لكنها طورت أيضاً استراتيجية متقدمة تقوم على إحداث التوازن بين القوى الاجتماعية وتوظيف فكرتي الوطنية والإسلام لتأمين استقرار الدولة.
وفيما يتعلق بأزمتها الاقتصادية، فقد كانت السعودية الوحيدة من بين الدول المنتجة للنفط القادرة على التأثير في أسعار النفط من خلال الإجراءات الخاصة التي اتخذتها.
ففي عامي 1986 و1998، أخذت زمام المبادرة سواء داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أو خارجها لجمع كلمة الدول المنتجة للنفط على خفض الإنتاج ورفع الأسعار.
#6#
وتمكنت بفضل نظامها الاقتصادي المحلي أيضاً من الاقتراض من اقتصادها لتمويل العجز في الفترات التي كانت فيها أسعار النفط منخفضة.
هذا مع العلم بأن معظم البلدان النفطية الأخرى لم تتمكن من عمل ذلك.
وشدد جريجوري في ملخص حديثه على أن اجتماع عاملي الاستراتيجية السياسية ومركزها الفريد في سوق النفط العالمية مكن السعودية من تجنب انعدام الاستقرار السياسي الذي عانته البلدان النفطية الأخرى خلال الأربعين عاماً الماضية، حيث شهدت استقراراً سياسياً مميزا، خاصة في ضوء انعدام الاستقرار الذي عاناه غيرها من البلدان الرئيسة المنتجة للنفط (إيران، العراق، الجزائر، إندونيسيا، فنزويلا، نيجيريا ، وروسيا).
## جريجوري في سطور
جريجوري جوس أستاذ للعلوم السياسية في جامعة فيرمونت. وكان مديراً لبرنامج دراسات الشرق الأوسط في هذه الجامعة (1998 – 2008).
- سبق له أن عمل في جامعة كولومبيا (1987 – 1995)، وكان زميل الدراسات العربية والإسلامية في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك (1993 – 1994).
- أصبح في ربيع 2009 أستاذ مؤسسة فولبرايت في الجامعة الأمريكية في الكويت، وهو خلال العام الأكاديمي 2009 – 2010 الأستاذ الزائر للشؤون الدولية للمؤسسة الكويتية في كلية كينيدي للحكم في جامعة هارفارد.
- تركز أبحاثه على السياسات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بشبه الجزيرة العربية، والخليج. وأما أحدث كتبه فيحمل عنوان «العلاقات السياسية لمنطقة الخليج» (الصادر عن مطبعة جامعة كامبريدج، 2010). ونشر كتابين آخرين هما «مملكات النفط»: التحديات المحلية والأمنية في دول الخليج العربية»، و»العلاقات السعودية اليمنية: البنى المحلية والتأثير الأجنبي».
- ظهرت مقالاته في مجلات الشؤون الخارجية، والسياسة الخارجية، ومجلة الشرق الأوسط، والدراسات الأمنية، وواشنطن الربعية، والمصلحة الوطنية، إضافة إلى مجلات أخرى، ومجلدات محررة. وأما مشروعه الرئيسي المقبل، فيتناول النفط والدولة، والحياة السياسية في المملكة العربية السعودية.
- شغل عدة مناصب بحثية في مؤسسة راند في كاليفورنيا قبل حصوله على الدكتوراه، وكذلك في معهد بروكنغز في واشنطن.
- حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في عام 1987.
- حصل على البكالوريوس من جامعة القديس يوسف في فيلادلفيا عام 1980.
- درس اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في القاهرة في الفترة من 1982 – 1983، وفي كلية ميدلبيري في عام 1984.