إيقاع التأثيرات الخارجية «يشاغب» أسواق المال حول العالم
بعد ثلاثة أشهر من تفجر أزمة ديون دبي، وثلاثة أسابيع من أزمة ديون اليونان، يميل عديد من أسواق المال حول العالم نحو الارتفاع، ومنها سوق الأسهم السعودية، التي ارتفعت في ست جلسات متتالية لتربح في مجملها 210 نقاط.
وفي ظل تأكيدات اقتصادية ومالية وفنية، بأن الأسواق حول العالم، باتت تتخذ في الفترة الأخيرة مسارات مستقلة ـ إلى حد ما، فإن آخرين يؤكدون أن الارتباط بين الأسواق بات أكثر وضوحا من ذي قبل، ومن بين الفريق الأخير محمد بين فريحان عضو جمعية المحللين الفنيين.
وهنا يؤكد بن فريحان، أن «مجمل الأحداث الخارجية يؤثر على تحركات الأسواق العالمية عامة، بما فيها السوق المحلية»، لكنه أكد أن بعض الأخبار الإيجابية في أوروبا والولايات المتحدة «أعطت إشارات للخروج من المخاطر والنظر إلى التعافي ومرحلة الانتعاش».
وكانت السوق السعودية قد أنهت تعاملاتها الأسبوعية على ارتفاع مؤشرها الرئيسي «تاسي» 2.99 في المائة، مكتسباً خلال الجولات الخمس نحو 185.96 نقطة لينجح في تخطي مستوى 6400 نقطة مغلقاً عند 6411.44 نقطة حسبما ذكر تقرير «معلومات مباشر»، ملامساً أعلى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خلال آخر جلساته ليدشن رابع مكاسبه الأسبوعية خلال 2010.
وواصل المؤشر العام تقدمه لست جولات متتالية بدعم من ارتفاعات أسعار النفط صوب 78 دولارا للبرميل بعدما سجل المؤشر العام للسوق السعودية خلال الأسبوع قبل الماضي أدنى مستوياته منذ بدايات كانون الثاني (يناير) الماضي. وبحلول نهاية التعاملات الأسبوعية (الأربعاء الماضي) وبعد التداول على 137 ورقة خلال الجولات الخمس سجلت أحجام التداولات نحو 667.3 مليون سهم بلغت قيمتها 15.16 مليار ريال موزعة على 547.24 ألف صفقة مقابل تداولات الأسبوع قبل الماضي التي كانت قد سجلت نحو 618.24 مليون سهم بلغت قيمتها 13.46 مليار ريال موزعة على 577.3 ألف صفقة، لتسجل قيم التداولات ارتفاعاً بنحو 12.6 في المائة.
ويرى بن فريحان أن السوق السعودية أظهرت «تحسنا وإيجابية» بعد إعلانات النتائج المالية عن 2009، وأنه «تبين أن المصارف السعودية أقل المصارف حول العالم تأثرا بالأزمة المالية العالمية»، لكنه ذهب إلى أن «تقييد المؤسسات المالية في الإقراض أدى إلى تراجع الأسواق المالية».
وشهد الأسبوع الماضي إدراج «بروج للتأمين التعاوني» - ثالث إدراجات عام 2010 - الذي قفز خلال أولى جولاته خارج الحدود السعرية بنحو 255 في المائة ملامساً 42 ريالا مقابل سعر عشرة ريالات قيمته الاسمية، وطوى السهم تعاملات أول أسابيعه عند 35.1 ريال مرتفعاً بنحو 251 في المائة ليحل على صدارة القائمة الخضراء .. وتلاه سهم ينساب مرتفعاً 12.27 في المائة إلى سعر 36.6 ريال، ثم أسواق العثيم مرتفعاً 8.29 في المائة إلى سعر 55.5 ريال. («الاقتصادية» 19/2/2010).
وتصدرت أسهم مصرف الإنماء قائمة أنشط الأسهم من حيث حجم وقيم التداولات بحجم بلغ 147.14 مليون سهم قيمتها 1.88 مليار ريال، وارتفعت أسهمه بنحو 1.19 في المائة إلى سعر 12.75 ريال، تلاه سهم «دار الأركان» الذي حل ثانياً في قائمة الأنشط من حيث حجم وقيم التداولات بحجم بلغ 50.6 مليون سهم بقيمة 723.89 مليون ريال، وأغلقت أسهمه على 13.95 ريال دون تغير نسبي بنهاية التعاملات الأسبوعية .. وارتفعت أسهم «السعودية للصناعات الأساسية» «سابك» خلال الأسبوع بنحو 3.81 في المائة إلى سعر 88.5 ريال.
وقفز سهم «زين السعودية» بنسبة 4.74 في المائة إلى سعر 9.95 ريال ملامسا 10.05 ريال للمرة الأولى خلال 14 جلسة، وتبحث الشركة خيار رفع رأس المال عن طريق طرح اكتتاب في أسهم حقوق أولوية لدعم خططها الاستراتيجية في ظل النمو القوي الذي تشهده سوق الاتصالات في المملكة.
تصدر التراجعات سهم «وقاية للتكافل» بنسبة 17.47 في المائة إلى سعر 30.7 ريال، تلاه سهم «المملكة القابضة» منحدراً 7.69 في المائة إلى سعر 12 ريالاً، تلاهما سهم الشركة الخليجية متراجعاً بنسبة 4.62 في المائة إلى سعر 24.8 ريال.
وعلى عكس أداء القطاعات في الأسبوع قبل الماضي جاءت جميعها في الأسبوع الماضي بالأخضر مقابل تراجع واحد من نصيب قطاع الاستثمار المتعدد بنسبة 1.9 في المائة، وتصدر الارتفاعات قطاع البتروكيماويات بنسبة 4.56 في المائة، وحل ثانياً قطاع الاستثمار الصناعي مرتفعاً بنسبة 4.1 في المائة، تلاهما قطاع المصارف والخدمات المالية بنسبة 3.03 في المائة، وتذيل القائمة قطاع العقارات مرتفعاً 0.54 في المائة.
فنيا، يشير بن فريحان، إلى أن «الارتداد حصل من نقطة 6175 حيث كان المتوقع أن يحصل من النقطة 6080 بناء على هدف النموذج السلبي الرأس والكتفين الذي كسر 6250 وأصبح الهدف 6080.. لكن رأينا ارتداد قبل الوصول لهذه النقطة»، وزاد «الارتداد صاحبه دخول سيولة جيدة... كانت واضحة في المصارف والبتروكيماويات والتطوير العقاري وقطاع التأمين».
ويلاحظ المحلل الفني، أن «صافي التداولات في الأسبوع الماضي سجل لصالح الدخول 1.5 مليار ريال، نسبة الشراء 55 في المائة... ومن خلال هذه القراءة أن السوق تميل للشراء بشكل لافت وتفوق تداول البيع، مشيرا إلى أن السيولة المتداولة في الأسبوع الماضي كانت بمقدار 14.9 مليار ريال، السيولة الداخلة منها 8.1 مليار ريال، بينما الخارجة 6.7 مليار ريال».
ويؤكد بن فريحان «وجود خط اتجاه هابط من 6577 مر بالنقطة 6425 ويتوقف عند 6375 التي تم اختراقها الثلاثاء وتأكد الأربعاء (الماضيين)»، ملاحظا أن المؤشر العام أغلق دون نقطة القمة السابقة 6425 وخرج من مثلث متماسك هدفه مستويات 6600 إلى 6800».