«نسدها من هوني.. تنفتق من هوني»
يحكى أنه حدث في بغداد فيضان طاغ، وجندت الحكومة جميع الرجال القادرين على العمل لحفظ بغداد من الغرق، وقسمت الأحياء إلى قواطع، وعهد بكل قاطع إلى أهل الحي، وخصص لأحد الأحياء الفقيرة قاطع باسمهم، فتعاونوا على المحافظة على قاطعهم.
لكن الفيضان كان يزداد ارتفاعا وشدة، والماء يعلو بعض المحال في قاطعهم وكلما تحدث ثغرة في السد، يهرعون إلى جلب التراب وسدها وما أن يكملوها حتى تحدث ثغرة ثانية، واستمرت الثغرات تحدث بصورة متتابعة واستمروا في سدها، فتبرأ أحدهم من هذا العمل الشاق الذي لم يعتده من قبل فقال:(نسدها من هوني ، تنفتق من هوني). وهذا ينطبق على المشهد النصراوي خصوصا بعد خروجه من بطولة كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الهلال. فالنصر الذي حاول ومازال يحاول الأمير فيصل بن تركي إعادته للواجهة من جديد لايزال يترنح في نتائجه ومستوياته والأسباب عدة وأولها قوة المنافسين واختيار اللاعبين الأجانب والمحليين خصوصا أؤلئك الذين تخطت أعمارهم الثلاثين عاما مثل عبدالغني والدوخي وصديق والذين يلعبون جميعهم في الخط الخلفي ما أدى الى استسلام الفريق في المباراة وعدم قدرته على مجاراة لاعبي الهلال الأصغر سنا والدليل على ذلك أن لاعبا مثل نواف العابد ذي الـ 19 ربيعا يشارك كأساسي لأول مرة في الديربي ويستطيع التلاعب بالدولي السابق و(كابتن) الفريق أحمد الدوخي في أكثر من مناسبة، إن محاولة (الترقيع) لا تكفي لصناعة فريق قوي ومنافس لأصحاب القاعدة الصلبة الهلال والشباب والأهلي إذا ما أخذنا في الحسبان أن فريق الاتحاد لن يستطيع أن يستمر في المنافسة إلا بعد رحيل الجيل الحالي وإيجاد بدلاء (شبان) يستطيعون النهوض بالفريق من جديد. والنصر الذي يحسده الجميع على جمهوره الوفي وقع ضحية الأعذار والمبررات فبدلا من البحث عن أسباب تدني المستوى وخروجه من المسابقات الذي تكرر كثيرا في السنوات العشر الأخيرة أختار الرئيس والمدرب أن يرميا بالتهمة على حكم المباراة (الأجنبي) واتهموه باتهامات مضحكة في الوقت الذي لم يعترفا أن الفريق كان سيئا في المباراة خصوصا المدرب الذي لم يعط الفرصة للاعبيه (الشباب), بل أعطاها لرجيع الأندية الأخرى. لذا وجب على النصراويين تطعيم الفريق الأول (فعليا) بالأسماء الشابة التي تستطيع أن تتوهج مع مرور الوقت كزملائهم إبراهيم غالب وعبدالله القرني; وإذا كان النصراويون مستعجلين على حسم الألقاب فلن يكون أمامهم إلا عقد صفقات محلية من العيار الثقيل وتوفير ميزانية لا تقل عن 100 مليون ريال بعيدا عن الدين وكلمة بعدين.
نقطة توقف
- قبل موسمين تقريبا وأثناء نزول رئيس النادي السابق و(رجل الأعمال) للملعب لتهنئة لاعبيه بعد إحدى المباريات رأيت (بأم عيني) مذيع قناة الوطن وهو يتعلق في رقبة (الرئيس) ليصل إلى الدائرة التي يحيط بها (العقال) ويطبع عليها قبلة، هذه الاحترافية وإلا فلا.
- إذا استطاع لاعبو نجران تضييق المساحات على زملائهم في الهلال سيصعبون مهمتهم كثيرا في الوصول إلى مرمى العامري ولو استطاع المهاجمون كسر مصيدة التسلل التي سيعتمد عليها دفاع الهلال فربما سيفجرون المفاجأة الثانية.
- أتت الفرصة للأهلاويين على طبق من ذهب لهزيمة الشباب في عقر داره إذا ما أخذنا في الحسبان أن الشباب (القوي) يمر بظروف صعبة تتمثل في غياب أبرز نجوم الفريق.
- مع تمنياتي للأربعة المتأهلين إلى النصف النهائي بالتوفيق ولكنني اشتقت لرؤية الأهلي وهو يصعد المنصة فهذا الفريق يمتعني عندما يكون في أفضل حالاته الفنية.