«ياشين نور تبعه كسوف وحسافة»

ذكاء عاطفي:
من أصعب ما يواجهنا في التعاملات الإنسانية بصفة عامة التعامل مع الأشخاص متقّلبي المزاج ومتعددي الشخصيات وكثيري التفسيرات والتأويلات السلبية وغير المنطقية والبعيدة عن العقلانية، وما يزعجنا الشخص متقّلب المزاج والعواطف والأهداف غير الواضحة والتي عبارة عن عناوين، هذا إذا افترضنا أن لديه أهدافا فمثل هؤلاء الأشخاص أشبه بطقس الرياض تعيش فيه الفصول الأربعة في يوم واحد .
وما يحبط أكثر عندما يكون ذلك الشخص صاحب سلطة وقوة وبيده اتخاذ الكثير من القرارات سواء ذات العلاقة بمشاعر الناس وأحاسيسهم أو قوت يومهم وأمنهم النفسي والاجتماعي والاقتصادي، ويصنع قراراته بمعتقدات ورغبات شخصية لا تخرج عن إطار الرغبات المزاجية للمرأة الحامل؟
وما يؤلم عندما تكون تلك التقلبات والازدواجيات مدعومة بالحمق والتمركز حول الذات واتخاذ القرارات من طرف واحد دون الإيمان بحقوق الشخص الآخر في الشراكة عند اتخاذ القرارات، وكذلك عندما تكون السلوكيات ناتجة من أفكار تسيطر عليها سوء الظنون والشكوك والغيرة المرضية وثقافة المؤامرة والضحية والخوف من المجهول اللامنطقي .
هذه المختصرات هي أحد مكونات ضعف الذكاء العاطفي عند الإنسان، فالذكاء العاطفي عملية واسعة وشاملة ممكن أن نوجزها في قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين والتعامل مع عواطفه وعواطف الآخرين بما يحقق السعادة للجميع وأن يتمتع بالنضج الوجداني والتواصل الإيجابي مع الآخرين وفهمهم من دون مقدمات وسوء فهم ... إلخ من التكامل في العلاقات الإنسانية الحميمة الناضجة.

الحسافة:
هناك أشخاص لديهم رغبة ملحة وقاهرة في التحسف على كل شيء لدرجة أنهم يكنزون أشياءهم في مستودعات أو ما يمكن تسميته «دار الحسافة».
المهم إذا انتقل هذا السلوك القهري إلى إدارة خدمات الناس وأصبح كما يحدث في جوازات الرياض الرغبة المصرة في تجميع السعوديين الذين يريدون أن يحصلوا على جوازات أو يجددوها في مكان واحد منذ أن بني ذلك المبنى وإجبارهم على التوافد المراثوني من كل مكان والتسابق للفوز بالمواقف والأرقام، وياليت الأمر ينتهي عند ذلك بل الله لا يهينهم عليهم أن يعودوا مرة ثانية لتسلم جوازاتهم ويمارسوا الهوايات نفسها.
ما أدري الإخوان في الجوازات متحسفين على هذا المبنى؟ ومتحسفين أن ينتقلوا ويزيدوا عدد الفروع ويطوروا تلك الخدمة ومتحسفين على أن نكون سعداء بخدمة مريحة وإلكترونية وميسرة كما نتوقعه من مشروع « يسر» للتعاملات الإلكترونية الحكومية، أم ماذا؟ وأخيرا اللهم لا حسافة ولا تدوم علينا «إدارة الحسافة».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي