المضاربات على أسهم شركات النقل لا تعكس أداء شركات القطاع
يعد قطاع النقل السعودي محدود الحجم إذا ما قارنا بين الشركات العامة والخاصة حتى في التغطية نجده ملتصقا بالنشاط البري والبحري دون الجوي. التطلعات تجاه القطاع ومع التحسن والنمو الكلي الذي تعايشه السعودية والضغط على تصدير المواد الأولية واستيرادها كان يتوقع أن تحدث نوعا من النمو والتحسن الجذري في مؤشرات القطاع.
النتائج وكما سنرى كانت مخيبة للآمال جزئيا ولكن نهاية العام ظهر فيها دفعة قوية وبوادر تحسن جيدة كليا، وإن كانت متفاوتة على مدى الشركات منفردة.
ولعل الوقع ربما لم يكن قويا نتيجة لأن الشركات العامة لا تمثل سوى جزء صغير من السوق الكلية في السعودية.
ربما ومع النمو في نهاية العام تبدأ السوق في التحسن، ولكن أن تكون نقطة القمة هي نهاية عام 2008 مقارنة بـ 2009، خاصة الأرباع المقارنة تجعلنا نستبطئ التحسن.
#2#
## أداء قطاع النقل السعودي
تحسنت وتيرة أداء قطاع النقل السعودي في نهاية عام 2009، وحقق نتائج نمو إيجابية للربحية، وذلك بمعدل نمو ربعي بلغ 28.98 في المائة، ولكن كان النمو المقارن سلبيا، حيث بلغ 32.62 في المائة. وهو أداء مقارنة بالعام الماضي متراجعا وإن كان متحسنا ربعيا، كما أن القطاع حقق خلال عام 2009 نحو 485.486 مليون ريال كأرباح، وبنسبة تراجع عن عام 2008 بلغت 43.92 في المائة.
ويرجع تذبذب الأرباح لتذبذب الإيرادات وضغط المصروفات، حيث بلغ نمو الإيرادات الربعي 9.57 في المائة مقارنة بالربع المماثل من عام 2008 الذي تراجع بنحو 17.28 في المائة. وخلال عام 2009 حقق القطاع إيرادات بلغت 3.222 مليار ريال وبنسبة تراجع 18.67 في المائة. ولم يتمكن القطاع من تخفيض المصروفات، وتحسين الأداء، كما هو واضح من الجدول، حيث تحسن الهامش ربعيا عند 17.71 في المائة ومقارنا بتراجع عند 18.55 في المائة، وانخفض على المستوى السنوي بنحو 31.04 في المائة. المؤشر تفاعل إيجابا ومعاكسا مع النتائج السابقة، حيث نما ربعيا بنحو 1.57 في المائة ومقارنا بنحو 10.34 في المائة.
ويمكن أن يفسر أن السوق توقعات حول مستويات نمو أعلى، ما سبب ارتفاع المؤشر، نظرا لأن أعلى نقطة هبوط في الربحية متوقعة في نهاية 2008، ونقطة 2009 مفترض أن تكون في الأعلى، وهو ما لم يحدث هنا.
ولكن هذه الفرضية غير صحيحة، لأن النتائج للقطاع حاليا أسوأ وأقل من سابقاتها من حيث الاتجاه وحجم النمو، كما هو واضح من الجدول.
#3#
## شركة النقل البحري
تعد الشركة الكبرى والمؤثرة حجميا في القطاع، وفي الإمكانات المادية المتوافرة لها والفرص المتاحة لها.
تراجعت الشركة ربحيا، ولم تحقق نموا ربعيا، وإنما هبوطا بلغ 14.25 في المائة، وكان النمو المقارن أشد سلبيا 44.42 في المائة، وتذبذبت الإيرادات، وخالفت الاتجاه من زاوية النمو الربعي الإيجابي 7 في المائة، والنمو المقارن السلبي 26.8 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما إيجابا ربعيا 3.2 في المائة ومقارنا 0.57 في المائة. الوضع أسهم في تدهور مكرر الأرباح وارتفاعه عند 15.41مرة. تراجع إيراد الشركة في عام 2009 بنحو 27.97 في المائة وعند1.905 مليار ريال.
في الوقت نفسه نما ربح الشركة سلبا بنحو 51 في المائة، وبلغ 362.78 مليون ريال، ما أدى لهبوط هامش الربح بنحو 31.97 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا أكبر، ومثلت 46.7 في المائة من الربح المحقق.
## شركة النقل الجماعي
تعد الشركة الحاملة لامتياز النقل البشري في السعودية. تنامت الشركة ربحيا، حيث حققت نموا ربعيا كبيرا بلغ 590 في المائة، وكان النمو المقارن سلبيا 30.91 في المائة، وأخذت الإيرادات نفس الاتجاه من زاوية النمو الربعي الإيجابي 19.95 في المائة والنمو المقارن السلبي 5.73 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما سلبا ربعيا 1.8 في المائة، وإيجابا مقارنا 12.33 في المائة. الوضع أسهم في تدهور جزئيا مكرر الأرباح، وارتفاعه عند 32.59 مرة.
تراجع إيراد الشركة في عام 2009 بنحو 1.33 في المائة، وعند 775.494 مليون ريال. في الوقت نفسه نما ربح الشركة إيجابا بنحو 4.09 في المائة، وبلغ 31.447 مليون ريال، ما أدى إلى تحسن هامش الربح بنحو 5.49 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا ثابتا ومثلت 19.64 في المائة من الربح المحقق.
## شركة بدجت السعودية
تعد الشركة العامة الوحيدة العاملة في مجال تأجير السيارات، وفي النقل في السعودية في سوق تزدهر فيها سوق تأجير السيارات.
.
نمت الشركة ربحيا، حيث حققت نموا ربعيا، وإنما نمت بنسبة 2.47 في المائة، وكان النمو المقارن أيضا موجبا 17.33 في المائة، وفي الوقت نفسه حققت الإيرادات نفس الاتجاه من زاوية النمو الربعي الإيجابي 4.15 في المائة، والنمو المقارن الإيجابي 6.08 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما سلبا ربعيا 14.84 في المائة، ومقارنا موجبا 52.92 في المائة.
الوضع أسهم في ارتفاع مكرر الأرباح عند 12.86مرة. تحسن إيراد الشركة في عام 2009 بنحو 2.47 في المائة وعند 486.668 مليون ريال.
في نفس الوقت نما ربح الشركة إيجابا بنحو 2.24 في المائة، وبلغ 85.769 مليون ريال، ما أدى لهبوط هامش الربح بنحو 0.22 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا هامشيا ومثلت 4.53 في المائة من الربح المحقق.
#4#
## شركة النقل البري (مبرد)
تعد من الشركات العاملة في مجال النقل البري المبرد أو المجمد وفي دولة كالسعودية متباعدة الأطراف يعطى لها دور إيجابي ولكن السيطرة على السوق محدودة. وتراجعت الشركة ربحيا ولم تحقق نموا ربعيا، وإنما هبوط بلغ 86 في المائة وكان النمو المقارن أقل سلبية 63.87 في المائة، وتذبذبت الإيرادات، وخالفت الاتجاه من زاوية النمو الربعي السلبي 12.61 في المائة، والنمو المقارن الإيجابي 6.22 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما إيجابا ربعيا 0.92 في المائة ومقارنا 66.79 في المائة. الوضع أسهم في تدهور مكرر الأرباح، وارتفاعه عند 71.64 مرة.
وتراجع إيراد الشركة في عام 2009 بنحو 2.29 في المائة وعند 54.22 مليون ريال. في الوقت نفسه نما ربح الشركة سلبا بنحو 51.38 في المائة وبلغ 5.49 مليون ريال، ما أدى لهبوط هامش الربح بنحو 31.97 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا محدودا ومثلت 27.21 في المائة من الربح المحقق.
## مسك الختام
تفاوتت توقعات المستثمرين مع أداء الشركات، وفي ظل ازدياد المضاربة لم تكن القراءة واضحة وصريحة، فكانت نتائج السوق تختلف عن أداء وربحية الشركات. وبالتالي ارتفعت الأسعار مقارنة بين السوق وإيرادات وربحية الشركات، وبقيت الأسعار لبعض الشركات دون المستوى.