تساؤلات عن الكفاءات الإدارية وبيئة الأعمال في الشركات المساهمة

تساؤلات عن الكفاءات الإدارية وبيئة الأعمال في الشركات المساهمة

تساؤلات عن الكفاءات الإدارية وبيئة الأعمال في الشركات المساهمة

بعد أيام قلائل من إعلان القوائم المالية السنوية للبنوك السعودية المدرجة في سوق الأسهم، ما عدا مصرف الإنماء، أخذت التساؤلات تتزايد بشأن النتائج الأقل من المتوقع، إجمالا، التي حققتها تلك البنوك، وبدأت الأحداق تتسع آخذة في مراقبة الجوانب المالية في تلك الشركات، لكن الدكتور عبد الله باعشن المحلل الاقتصادي المخضرم يعاين الأمر من جهة مغايرة.
ويعتبر باعشن أن حراك المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية في الفصل الحالي (الأول من 2010) يعد «مؤشرا للسنة بالكامل (2009)»، لكن لماذا؟ يجيب :»لأنها ستبين مدى تفاعل الوحدات المكونة للسوق (الشركات) مع ما يحصل من أزمات وطرق معالجة تلك الأزمات... وهذا يعطي مؤشر على الكفاءة الإدارية في تلك الشركات وبيئة العمل فيها كذلك».
وكانت سوق الأسهم السعودية شهدت تذبذبا كبيرا خلال تداولات الأسبوع حيث تأثرت سلبا بالنتائج المالية للشركات ولاسيما البنوك التي جاءت أرباحها السنوية أقل مما كان متوقعا نتيجة لاحتفاظها بمخصصات كبرى. وأنعكس ذلك ـ بحسب تقرير أعده «جلوبل» ونشرته «الاقتصادية» أمس ـ على توجهات المتداولين ما دفع بمؤشر تداول للانخفاض دون حاجز 6300 نقطة، الذي كان قد بلغه في بداية الأسبوع، منهيا تداولاته عند مستوى 6,262.83 نقطة، وهو نفس مستوى إغلاق الأسبوع السابق تقريبا بفارق بسيط بلغت نسبته 0.03 في المائة.
وسجل مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية أعلى نسبة تراجع ضمن المؤشرات القطاعية هذا الأسبوع، بفقده نسبة 1.05 في المائة من قيمته. حيث تراجعت أسعار عديد من البنوك الكبرى وخاصة تلك التي كانت نتائجها المالية غير مرضية. حيث أعلن كل من بنك الجزيرة، البنك السعودي للاستثمار، والبنك السعودي الهولندي صافي خسارة في الربع الرابع من عام 2009 بنسبة فاقت خسائر الربع الرابع من عام 2008.
في حين سجل البنك السعودي البريطاني أرباحاً في الربع الرابع 2009 بلغت 26 مليون ريال مقابل 657 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق بانخفاض بلغت نسبته 96 في المائة. من جانب آخر، تراجعت أرباح كل من البنك السعودي الفرنسي والبنك العربي الوطني بنسبة 43.3 في المائة و31.8 في المائة على التوالي. أما من حيث الأداء الأسبوعي لأسهم البنوك، كان سهم البنك السعودي البريطاني الأكثر تراجعا ضمن القطاع، بفقده نسبة 7.43 في المائة من قيمته وإغلاقه عند مستوى 41.10 ريال. تبعه سهمي بنك الجزيرة و البنك السعودي الهولندي بتراجع بلغت نسبته 4.74 في المائة و4.70 في المائة على التوالي.
وهنا يشير بذلك، الدكتور عبد الله باعشن، الذي يرأس مجلس إدارة الفريق الأول للاستشارات المالية، بصراحة، إلى القطاع المصرفي، بالقول:» البنوك التي لديها كفاءات إدارية وبيئة عمل جيدة خرجت من الأزمات بأقل الخسائر وحققت نمو... وبالتالي لم يعد المعيار القوة الاقتصادية فقط، أو الإمكانيات المادية لأي قطاع بل العنصر البشري هو الذي له الدور الكبير في النتائج المستقبلة»، ويزيد إلى حد التأكيد بأن «من يحافظ على النمط الإداري المناسب هو الذي سيتحكم بالسوق».
وتلون المؤشر الرئيسي للسوق بالأحمر في اغلب جلسات الأسبوع الماضي، وبخاصة بعد إعلان نتائج أعمال المصارف المتراجعة لكل من السعودي الهولندي، السعودي الفرنسي، الجزيرة، ساب، وبنك البلاد، فيما تمسك بنك الرياض بنمو أرباحه خلال العام 2009 بنحو 14.8 في المائة.. وبنهاية الجولات الخمسة تبادل مستثمرو السوق نحو 729.9 مليون سهم بلغت قيمتها 15.18 مليار ريال موزعين على عدد 376.8 ألف صفقة، لتشهد نمواً بنحو 60 في المائة لأحجام التداولات و38 في المائة لقيم التداول مقارنة بتعاملات الأسبوع الماضي، بحسب تقرير أصدره مركز «معلومات مباشر» ونشرته «الاقتصادية» أمس. حيث كانت قد سجلت أحجام تداولات الأسبوع الماضي نحو 456.33 مليون سهم بلغت قيمتها نحو 11 مليار ريال موزعة على عدد 289.13 ألف صفقة.
ويجزم باعشن أن «المستثمر لن يعتمد كثيرا على المؤشرات الاقتصادية والمالية فحسب بل سيسأل عن عنصر الكفاءة الإدارية التي تؤدي لرسم اتسراتيجية جديدة للمستثمرين... هذا الأمر سيحفز اختيار مستثمرين لشركات دون أخرى».
ويزيد المحلل الاقتصادي «بعض الشركات بدأت فيها التغيرات الهيلكلية الإدارية التي تعتمد على كفاءة العنصر البشري... بعض المدراء التنفيذيين إما استقالوا أو اقيلوا... بدأت المسائلة عن الانتاج»، ويخلص إلى أن «العنصر الذي أضحى عليه الرهان في 2010: الكفاءة الإدارية والإبداع»، وأن «الرهان سيكون على البيئة الإدارية».
وجاءت شركة المملكة على رأس الشركات المرتفعة بنسبة 16.5 في المائة، وذلك بعد ارتفاعه لأربع جلسات متتالية خلال الأسبوع، ارتفع فيهم بـ 9.8 في المائة في جلسة الثلاثاء و7.14 في المائة في جلسة الأربعاء، بينما كان نصيب الجلستين الأخريين أقل من ذلك حيث ارتفع 1 في المائة و0.99 في المائة في جلستي الأحد والاثنين على التوالي.

الأكثر قراءة