حصيلة 2009: عام تصفيات المونديال وترهل عربي على مختلف الاصعدة وكل شيء لبرشلونة وميسي

حصيلة 2009: عام تصفيات المونديال وترهل عربي على مختلف الاصعدة وكل شيء لبرشلونة وميسي

تقدمت تصفيات كأس العالم التي تستضيف جنوب إفريقيا نهائياتها من 11 يونيو إلى 11 يوليو 2010 على ما عداها من النشاطات الدولية في ملاعب كرة القدم في 2009، وكان الظفر ببطاقة التأهل المباشر أو حتى بعد ذلك في الملحق الشغل الشاغل لجميع الدول ومنتخباتها ومدربيها.
وإذا كان الاجتهاد ساعد عددا كبيرا من المنتخبات في بلوغ نهائيات أول مونديال في القارة السمراء مباشرة وبشكل طبيعي دون عثرات، فان عددا آخر ومنها منتخبات عريقة عانت الأمرين أو انتظرت الملحق لتضمن مكانا لها، وخرج عدد آخر كان يستحق ان يكون في جنوب إفريقيا.
وتحظى أوروبا بأقل من نصف المقاعد بقليل (13 مقعدا من اصل 32) وتأهلت مباشرة حسب ترتيب المجموعات من الأولى إلى التاسعة كل من الدنمارك وسويسرا وسلوفاكيا والمانيا واسبانيا وانكلترا وصربيا وايطاليا وهولندا، وخاضت 8 منتخبات الملحق تأهل 4 منها بعضها بضربة حظ على غرار فرنسا رغم عراقتها وسلوفينيا واليونان.
وبلغ منتخب فرنسا النهائيات بعد تعادله مع نظيره الايرلندي 1-1 بعد التمديد (الوقت الأصلي صفر-1) على استاد فرنسا الدولي في باريس في اياب الملحق الأوروبي، بعد ان كان فاز في الذهاب 1-صفر, وتقدمت ايرلندا في الدقيقة 32 عبر روبي كين ثم بقيت النتيجة على حالها حتى انتهاء الوقت الأصلي ليحتكم الطرفان الى التمديد، وفي الشوط الاضافي الاول سجل وليامس غالاس هدف التعادل (103) فكان كافيا لوصيف بطل مونديال ألمانيا 2006 للتأهل إلى نهائيات 2010.
ولم يكن تأهل فرنسا مريحا وإنما جاء بعد لمسة يد من المهاجم تييري هنري مرر منها الكرة الى غالاس الذي سجل من مسافة قريبة, وحاولت جمهورية ايرلندا وعلى اعلى المستويات بدءا من رئيس وزرائها "اقامة الدنيا" بعد ان اظهرت الصور التلفزيوينة بشكل واضح تدخل اليد "المونديالية" لهنري، لكن الاعين اغمضت والاذان صمت خصوصا من قبل المسؤولين في الاتحاد الدولي (فيفا) الذي رفضوا طلبين باعادة المباراة قدمهما الاتحاد الايرلندي.
وستغيب روسيا التي يضم منتخبها لاعبين من طينة يوري جيركوف وكونستانتين زيريانوف ورومان بافليوتشنكو وبافل بوغربنياك واخيرا وليس آخرا اندريه ارشافين عن العرس المونديال بعد ان قهرتها سلوفينيا المغمورة (1-2 في موسكو و1-صفر في ليوبليانا).
ولم تكن حال اوكرانيا أفضل لكن على الأقل أمام اليونان بطلة أوروبا 2004 (صفر-صفر ذهابا في اثينا ثم صفر-1 ايابا في دانييتسك)، ووحدها البرتغال تأهلت بجدارة في الملحق على حساب البوسنة (1-صفر و1-صفر) بعد ان اخفقت في التأهل المباشر تاركة البطاقة للدنمارك.
وتأهلت المنتخبات الاجدر في منطقة الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وهي المكسيك والولايات المتحدة وهندوراس، بينما عانت الارجنتين بقيادة دييغو مارادونا وانتظرت حتى الجولة الاخيرة لحجز البطاقة الرابعة الاخيرة فثارت ثائرة النجم السابق وهاجم بالسباب والشتائم كل من تفوه بكلمة انتقاد له لترسو الامور على عقوبة من الفيفا بالايقاف عن كافة النشاطات الكروية لمدة شهرين وغرامة 25 الف فرنك سويسري (16560 يورو) فحرم بالتالي من حضور قرعة النهائيات لان ايقافه يمتد حتى 15 يناير المقبل.
وتأهلت الى جانب الارجنتين منتخبات البرازيل والبارغواي وتشيلي، وانتظرت الاوروغواي، حاملة اللقب عامي 1930 و1950، الملحق وفازت على كوستاريكا رابعة الكونكاكاف 1-صفر ذهابا في سان خوسيه وتعادلت معها 1-1 ايابا في مونتيفيديو وبلغت النهائيات للمرة الحادية عشرة.

شهدت تصفيات المونديال ترهلا عربيا كاملا خصوصا من جانب عرب افريقيا الذين يفترض وجودهم بكثافة في أول مونديال افريقي، ولم تتأهل إلا الجزائر بعد مباراة فاصلة مع مصر أدت إلى حدود القطيعة الدبلوماسية.
وبدأ التوتر بين البلدين بعد مهاجمة حافلة كانت تقل أعضاء المنتخب الجزائري في القاهرة قبل مباراة المنتخبين الأخيرة في التصفيات والتي انتهت بفوز مصر 2-صفر ما استدعى إقامة مباراة حاسمة في الخرطوم بعد تعادل الطرفين تعادلا كاملا في صدارة المجموعة الثالثة (نقاط وأهداف)، وانتهت بفوز الجزائر 1-صفر وتأهلها الى جنوب افريقيا.
وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبا لشركة محلية تابعة لمجموعة اوراسكوم المصرية للاتصالات، كما قاموا بأعمال تخريب استهدفت مرتين مكاتب شركة مصر للطيران في الجزائر.
واتخذ الجدل بعدا دبلوماسيا اذ استدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور، كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات, وقدر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حجم الخسائر المصرية بعشرات ملايين الدولارات، مضيفا أن الشركات المصرية المستهدفة ومن بينها مجموعة اوراسكوم للاتصالات ستطالب بتعويضات.
وانتقلت الأزمة إلى أروقة الاتحاد العربي للعبة في اجتماع لجنته التنفيذية في الرياض حيث انسحب رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر لتجنب مقابلة نظيره الجزائري محمد روراوة.
ولم يحضر زاهر الاجتماع رغم وجوده في الرياض بسبب حضور روراوة نائب رئيس الاتحاد العربي، فطلب الأخير معاقبة نظيره المصري من قبل الاتحاد العربي الذي أكد رئيسه الأمير سلطان بن فهد ان "نهج الاتحاد العربي وسياسته تعمل على جمع الأشقاء من جميع الدول العربية ومن ضمنها مصر والجزائر"، مشيرا إلى انه "سيستمر في مساعيه من اجل تسوية الوضع بين الاتحادين".
وتدخلت الإمارات لإصلاح ذات البين فوجه اتحادها دعوة إلى منتخبي مصر والجزائر لخوض مباراة على أرضها بهدف إعادة الأمور إلى نصابها بين البلدين، لكن الرد المصري اشترط "اعتذارا" جزائريا مسبقا رغم اشادة رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر بالمبادرة الإماراتية.
وتخلف المغرب حتى عن ركب المتأهلين إلى نهائيات امم افريقيا 2010 في انغولا من 10 الى 31 يناير بحلوله رابعا وأخيرا (3 نقاط) في المجموعة الأولى على غرار السودان (نقطة واحدة) في المجموعة الرابعة، وسقطت تونس عند الحاجز الاخير في تصفيات المجموعة الثانية بخسارة مفاجئة امام موزامبيق وحلت ثانية بفارق نقطة واحدة خلف نيجيريا، فيما لم تصل المنتخبات العربية الاخرى الى الدور الحاسم وخرجت قبلا من المنافسة.
وكانت الحال اسوأ في اسيا حيث فشلت جميع منتخباتها العربية في الظفر باي بطاقة عن طريق التأهل المباشر، وحرمت البحرين المنتخب السعودي بالوصول الى الملحق حيث يسود الاعتقاد بان تكون فرصة الأخير أوفر بالتأهل على حساب نيوزيلندا بطلة اوقيانيا.
وحجزت منتخبات اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية البطاقات الاسيوية الأربع إلى المونديال، فيما رافقت الجزائر كلا من الكاميرون (المجموعة الاولى) ونيجيريا (الثانية) وغانا (الرابعة) وساحل العاج (الخامسة)، فضلا عن الدولة المضيفة جنوب افريقيا.

وعلى صعيد الاندية، تعزز الفشل العربي في افريقيا واسيا معا، فباستثناء الكويت الكويتي الذي توج بطلا لكأس الاتحاد الآسيوي وهي المسابقة التي لم يفرط بها العرب منذ اعتمادها، على حساب الكرامة السوري 2-1، ذهبت الكؤوس الثلاث الاخرى (دوري ابطال افريقيا وكأس الاتحاد الافريقي ودوري ابطال اسيا) الى فرق غير عربية.
وانعقد الأمل الأخير على أهلي دبي الإماراتي الذي استضاف بطولة العالم للاندية، لكنه سقط عند الحاجز الأول بخسارته أمام اوكلاند النيوزيلندي صفر-2 وخرج من الدور الاول.
ولم تختلف الحال في شيء في جوائز الاتحادين الإفريقي والآسيوي إذ خلت القائمة النهائية لدى الاول من اي اسم عربي، بينما ظفر الياباني ياسوهيتو ايندو بلقب افضل لاعب في اسيا لعام 2009.
وقطف العميد فاروق بوظو، رئيس الاتحاد السوري السابق، وحده ثمرة مسيرة طويلة أمضى معظمها في التحكيم والإشراف على الحكام ووضع النظريات التحكيمية محليا وقاريا ودوليا، بحصوله على جائزة الماسة الذهبية المرموقة التي سبق ان منحها الاتحاد الاسيوي الى بلاتر والى رئيس الاتحاد الاوروبي السابق السويدي لينارت يوهانسون.

اكمل برشلونة الاسباني عامه بلقب سادس حين أحرز كأس العالم للأندية بفوزه على استوديانتيس دي لا بلاتا الأرجنتيني 2-1 بعد التمديد في المباراة النهائية من البطولة التي استضافتها ابو ظبي.
واللقب هو الأول لبرشلونة في هذه البطولة، وكان الوحيد الذي ينقص سجلاته بعد أن سقط في نهائي عام 2006 أمام انترناسيونال البرازيلي صفر-1 فاكمل سداسية نادرة لم يحققها قبله اي ناد بعد ان احرز الدوري والكأس والكأس السوبر المحلية ودوري ابطال اوروبا والكأس السوبر الأوروبية.
ولا يستطيع النادي الكاتالوني إلا أن يفخر بمدربه الشاب ولاعب وسطه السابق جوزيب غوارديولا (38 عاما) الذي قاد الفريق في عامه الأول وعلى خليفة تجربة قصيرة لموسم واحد مع فريق الاحتياط، الى احراز الالقاب الستة.
ولا يمكن الحديث عن برشلونة دون التركيز على المهاجم الدولي الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي الذي ساهم وبشكل كبير في احراز السداسية ونيل جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب التي تمنحها سنويا مجلة فرانس فوتبول المتخصصة، واختياره افضل لاعب في العالم لعام 2009 من قبل الاتحاد الدولي (فيفا).
ودخل بدرو رودريغيز ليديسما تاريخ برشلونة حين بات اول لاعب منذ انشاء النادي الكاتالوني قبل 110 سنوات ينجح في التسجيل 6 مرات في 6 مسابقات مختلفة في موسم واحد حين سجل الهدف الثالث لفريقه (3-1) في مرمى اتلانتي المكسيكي في نصف نهائي بطولة العالم للاندية في ابو ظبي.
ومنح الفيفا جائزة أفضل منتخب الى أسبانيا بعد فوزها في 15 من أصل 16 مباراة خاضتها عام 2009، في وقت حققت البرازيل والجزائر أفضل تقدم مقارنة مع العام الماضي بحصول كل منهما على 322 نقطة اضافية, وهو العام الثاني على التوالي الذي تنال فيه أسبانيا بطلة اوروبا 2008 هذا الامتياز، علما بان خسارتها الوحيدة أتت في نصف نهائي مسابقة كأس القارات أمام الولايات المتحدة.
وحصلت الجزائر التي تأهلت الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها بعد 1982 و1986، على أفضل مركز لها منذ انطلاق التصنيف عام 1993، اذ ارتقت الى المركز 26 متقدمة 38 مركزا، أما البرازيل فقد حلت ثانية خلف أسبانيا.
وأنهت اسبانيا العام الحالي في صدارة التصنيف العالمي برصيد 1627 نقطة امام البرازيل (1568 نقطة) في حين أكملت هولندا المنصة بحلولها ثالثة (1288 نقطة).
وفي كأس القارت الثامنة، كاد المنتخب البرازيلي يسقط امام نظيره الاميركي في النهائي بعد ان تخلف بهدفين نظيفين قبل ان يحول هذا التخلف الى فوز 3-2 ويحرز اللقب الثاني على التوالي والثالث منذ انطلاق المسابقة عام 1992 بعد تتويجه للمرة الاولى في النسخة الثالثة عام 1997 في السعودية, في المقابل، جاءت اسبانيا ثالثة على حساب جنوب افريقيا 3-2 بعد التمديد (الوقت الاصلي 2-2).

الأكثر قراءة