لجنة التطوير.. مع التحية

يتساءل المتابع لمسابقاتنا الكروية عن سر عدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا، وعن سر البطء الشديد في تطور المنتخبات الوطنية بكل فئاتها مقارنة بنظيراتها الآسيوية، ولعل هذه التساؤلات تنبع من واقع نعيشه ونراه أمام أعيننا منذ عقدين أو أكثر، وفي كل مره تأتي الحلول الوقتية التي ما تلبث أن تكون حبيسة الأدراج.
بعد خروج المنتخبات السعودية الكروية هذا الموسم من المنافسات دون أي إنجاز يذكر، تم تشكيل لجنة تطوير المنتخبات السعودية ولعل ما اتفق عليه الجميع بدءا من رئيسها الأمير نواف بن فيصل أن قوة المنتخب تعتمد على قوة "الدوري" وأنا أتفق كليا معه ولكن ما الحل كي يكون الدوري قويا؟!
إذا أردنا أن نعرف السبب في ضعف الدوري السعودي "قياسا بالمعطيات البشرية والمادية والإعلامية" فلننظر إلى من سبقونا ونتعلم منهم وهذا ليس عيبا، ولعل انتداب الخبراء الدوليين  يدعم هذا الاتجاه بكل قوة، فالكرة الأوروبية تتميز مسابقاتها بالدقة العالية والتنظيم بعيد المدى، والأهم من ذلك وجود مسابقتين محليتين هما الدوري والكأس، فلو ننظر إلى الدوري الإنجليزي أو الإسباني لوجدنا أن عدد الأندية في مقاطعة واحدة يساوي عدد الأندية السعودية قاطبة.
وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد سوى مسابقة الدوري فقط, كما أن بطولة الكأس تعتبرها الفرق القوية كمسابقة هامشية عكس الدوري لدينا، وعلى مستوى الكبار أربع بطولات (الدوري, كأس الأبطال, كأس ولي العهد، وكأس الأمير فيصل) وهذا يعني الضعف مقارنة  بالمسابقات في إسبانيا.
ولذلك تتم برمجتها بطريقه عشوائية من حيث تاريخ المباريات والتأجيل وتداخل المسابقات مما يفقد   الدوري السعودي الرتم والمستوى الفني وما يشكله من ضرر على اللاعب المحترف أيضا.
يجب أن نتعلم من أخطائنا، ولعل عودة الدوري إلى نظام النقاط هو أقرب الأمثلة على تصحيح الأخطاء ما أعاد للدوري السعودي إلى الواجهة ولكن من الواجب أن نعمل على القيام بخطوات جريئة من أجل أن يكون الدوري السعودي قويا ومتابعا وأول هذه الخطوات تقليص المسابقات الكروية إلى بطولتين، ويكون هناك دوري رديف أو تعتمد بطولة الأمير فيصل للاعبين تحت 23 سنة. وقد يعلل البعض أن بعض الفرق لا تستطيع المشاركة بلاعبين جميعهم تحت 23 سنه ولكن من جانب آخر ستكون فرصة لهذه الفرق للاهتمام بالقاعدة وتدعيم المنتخبات الوطنية بلاعبين موهوبين إذا ما حصلت على دخل معين حسب مراكزها في الدوري.
فعندما  يكون لدى الفريق خيارات عدة في المسابقات فمن الطبيعي أن يكون العمل أقل من المطلوب عكس إذا كان الطموح هو الدوري والتأهل للآسيوية، كما أنه لا يوجد مجال للتعويض, إضافة إلى زيادة الحوافز المادية لفرق الدوري فلو نظرنا إلى جوائز المسابقات لوجدنا أن المستفيد منها هي الفرق الكبرى أما الصغرى فلا عزاء لها، فلو وضعت جوائز الدوري بشكل تنازلي بحيث تشمل فرق الدوري بشكل عام وتدفع من حقوق الرعاية  وحقوق النقل، بحيث يحصل البطل على 12 مليون ريال والأخير مليون ريال "مثلا"، هذا سيخلق منافسه شرسة بين جميع الفرق للحصول على مراكز أفضل لتحسين دخلها خصوصا الفرق ذات  الدخل الضعيف التي سيساعدها هذا المبلغ على الإيفاء بالتزاماتها من جهة والاهتمام بالقاعدة وتفريخ المواهب من جهه ثانية، وستكون الجوائز أكثر عدلا على الأقل من جوائز التصويت الجماهيري.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي