ما عنده وطنية!!
قبل نهائيات كأس العالم في الأرجنتين عام 1978، رفض نجم هولندا الشهير يوهان كرويف المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال، وقد أثيرت ضجة كبرى حينها حول أسباب غيابه رغم أنه كان في كامل جاهزيته وعافيته، وقد ذكر حينها أن من الأسباب التي دعته لعدم المشاركة قلة الحافز المادي للمشاركة في بطولة عالمية كبرى من قبل الاتحاد الهولندي لكرة القدم، وكان وجوده سيعزز من فوز بلاده بكأس العالم، حيث كان المنتخب الهولندي يعيش أزهى وأجمل فترات الكرة الشاملة.
وأمس الأول ذكرت وسائل الإعلام إعلان نجم برشلونة السويدي زلتان إبراهيموفيتش أنه لن يشارك مع منتخب بلاده في المرحلة المقبلة نظرا لقلة الحافز ولعدم تبديد الطاقة في لقاءات غير رسمية.يا ساتر .. لا يوجد حافز للمشاركة مع المنتخب الوطني!! وأيضا لا يريد أن يبدد منتخب بلاده طاقته كي يوفرها لناديه الإسباني!! تخيلوا لو قال هذا الكلام لاعب سعودي، وذكر أنه لا يريد اللعب للمنتخب الوطني؟ كيف سنتعامل معه؟ ماذا سنقول عنه؟ كيف سيكون الطرح الإعلامي عن لاعب يرفض المنتخب الوطني؟ بل إن إبراهيموفيتش هذا ذهب لأبعد من ذلك عندما، قال إنه لا يشعر بالرغبة في مواصلة اللعب مع المنتخب الوطني، ولا يملك الحافز لذلك !!بل إنه اعتبر الأمر صعبا للغاية.
''أفا يا زلتان وين وطنيتك''؟؟ وأين هي المواطنة الصادقة؟؟
دائما نحن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل، فالعملية بالنسبة له ـ وهذا هو الوضع الطبيعي ـ هي كرة قدم وممارسة موهبة واستثمار طاقات ومهارات فردية ولا أعتقد أن وسائل الإعلام السويدية قد شنت حملة شعواء على هذا النجم الكبير ووصفوه بأسوأ النعوت.
بل إن النجم السويدي أوغل في تصريحاته، وقال ''سيكون ذلك طاقة أهدرها دون طائل وتضحية أقدمها عبثا''، وأشار إلى أن جدول برشلونة المزدحم كان أحد الأسباب لاتخاذه هذا القرار، وزاد على ذلك أن مباريات برشلونة لا تترك له وقتا للتفكير في المنتخب السويدي .. أين الوطنية يا هذا ؟؟ الحقيقة أن هذه هي كرة القدم .. هي بكل بساطة شيء للمتعة، هي ليست حربا أو ضربا أو دفاعا عن شرف الأمة أو مهمات وطنية كبيرة، هي فقط ممارسة للعبة يحبها ملايين البشر فيها المهارة والإبداع والإمتاع وفيها الانتماء للنادي أو الوطن مهمتها الأساسية التواصل بين الشعوب ونشر المحبة والسلام ولكنها حتما ليس لها علاقة بالوطنية والمواطنة الصالحة أو الصادقة أو الحقيقية، ومن هنا أتمنى أن نعيد النظر في أطروحاتنا حول العمل الرياضي وكرة القدم وأن نترك التضخيم وتكبير الأمور وتحميلها أشياء وأشياء ليس لها علاقة بها، المواطنة الصادقة موجودة في قلب كل سعودي وهي ليست بحاجة للاختبار عبر المشاركة في مباراة كرة قدم لأنها في دواخل كل المنتمين لهذا الوطن العظيم، وأن نترك الحديث عن ربط الوطنية بأمور بسيطة مثل لعب كرة القدم أو أن نفصل هذه الوطنية كما نشاء وكيفما نشاء ومتى ما نشاء.
أطروحات:
ـ لإضافة مزيد من المتعة والإثارة لماذا لا تتخلى هيئة دوري المحترفين السعودي عن عقارب الساعة لإصدار جدول دوري زين السعودي للموسم المقبل عن طريق القرعة، بمعنى أن يتم وضع جدول لكامل الدوري بأرقام من (1 وحتى 12) ثم يتم عمل قرعة رسمية لتسكين الأندية في هذه الأرقام، أعتقد أن هذا سيعطي إثارة وتشويقا أكثر للدوري.
ـ تظل عوائد الرعاية والنقل التلفزيوني لكرة القدم السعودية أقل بكثير مما تستحقه، لا بد من إعادة دراسة الوضع ووضع استراتيجية حتى عام 2020 لأن الأندية التي ليس لديها رعاية ودخلها ضعيف جدا سوف لن تقاوم مستقبلا ويصبح الدوري فئتين فئة قادرة وأخرى غير قادرة وهنا سيكون الخلل.
ـ للأسف هناك من لا يفرق بين الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء IFFHS، ويعد نفسه كاتبا رياضيا، بل إنني أتحداه أن يترجم الاسمين الرسميين للاتحادين؟!