بطاقة معايدة نفطية: فوائض في الموازنات وأسعار النفط ارتفعت فوق 100 دولار

كل عام وأنتم بخير
* ستحقق كل دول الخليح فائضاً في موازناتها في العام المالي الحالي بعد أن ارتفعت أسعار النفط فوق السعر الذي بنيت عليه موزانات هذه الدول. وتشير البيانات إلى أن بعض دول الخليج بنت موازناتها على أسعار أقل من متوسط السعر عام 2009 في حدود 15 دولارا للبرميل.
* ارتفعت أسعار النفط في الأسواق المستقبلية فوق 100 دولار للبرميل، الأمر الذي يؤكد فكرة أن أسعار النفط ستبقى مرتفعة على المدى الطويل. هذا السعر تحقق في يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي (منذ نحو 12 يوماً) وذلك لشهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2017.
* وتشير تقارير مختلفة إلى أن على دول «أوبك» أن ترفع إنتاجها قريبا لمقابلة الطلب المتزايد على النفط، وتشير تقارير «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية إلى أن اعتماد دول العالم على نفط الخليج سيزيد مع مرور الزمن, هذا يعني زيادة مستمرة في إيرادات النفط بسبب ارتفاع الإنتاج والأسعار معا.
* ويرى كثير من الخبراء أن استمرار الدولار في الانخفاض، والانتعاش الاقتصادي في أوروبا وأمريكا، واستمرار النمو في الصين والهند، وانخفاض المخزون التجاري للنفط في الفترات الأخيرة، وانخفاض الاستثمار في مجالات الاستكشاف والتنقيب منذ بداية الأزمة المالية ستدعم أسعار النفط في العامين المقبلين، رغم زيادة إنتاج دول خارج «أوبك» ووجود طاقة إنتاجية فائضة في بعض دول «أوبك».
* ونتيجة لذلك يرى الخبراء في بنكي «بانك أوف أمريكا ميريل لينش» و»باركليز» أن متوسط أسعار النفط في العام المقبل سيكون في حدود 85 دولارا للبرميل.
* بعد انخفاض مستمر في إنتاج النفط في السنوات الماضية، ارتفع إنتاج النفط العماني في العام الحالي بأكثر من 10 في المائة. فقد ارتفع الإنتاج من 757 ألف برميل يوميا في العام الماضي إلى 810 آلاف برميل يوميا في العام الحالي. ويتوقع أن يرتفع الإنتاج العام المقبل إلى 850 ألف برميل يوميا.
* بدأت اليمن في تصدير الغاز المسال، وإيراداته ستعوض نوعا ما عن انخفاض إيرادات النفط الناتجة عن انخفاض إنتاج النفط اليمني. وبهذا انضمت اليمن إلى قطر وروسيا والجزائر وإندونيسيا وماليزيا التي تصدر الغاز المسال. الحكومة اليمنية في حاجة ماسة إلى أي إيرادات مالية للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه.
* تم اكتشاف عديد من الحقول النفطية والغازية في الأشهر الأخيرة في مصر، الأمر الذي سيمكن مصر من الاستمرار في تصدير الغاز الطبيعي والغاز المسال، رغم زيادة الاستهلاك الداخلي.
* ستشهد الأشهر المقبلة منافسة محمومة بين شركات النفط العالمية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز في كل من العراق وسورية والجزائر، كما أعلن الصينيون مزيدا من الاستثمارات في السودان, هذا يعني في النهاية زيادة إنتاج العالم العربي من النفط والغاز.

زيادة الاعتماد على النفط وذوبان الجليد
في القطب الشمالي
إلا أن هناك مشكلات عديدة، أهمها أن ارتفاع الإنتاج والأسعار معاً يعني استمرار دول الخليج في الاعتماد على النفط كمصدر أساس للدخل على مدى العقود المقبلة، والسياسة الرسمية لهذه الدول تهدف إلى تنويع مصادر الدخل. وإذا كان تاريخ صناعة النفط والتنمية في المنطقة خير دليل، فإن السياسات الحكومية ستفشل، وسيربح النفط! لهذا فإن هناك حاجة ماسة إلى تبني استراتيجية تنموية جديدة تعتمد على تبني النفط وليس الهروب منه، وهو الأمر الذي نوقش في مقالات سابقة.
أما على المدى الطويل، فإن هناك مشكلات بيئية متعددة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. داخليا، وصلت معدلات التلوث إلى حد لا يمكن قبوله، والأدلة العلمية والعملية كثيرة. خارجيا، هناك ضغوط ضخمة على الدول النفطية للقيام بإجراءات معينة، بعضها عادل، والآخر جائر. إلا أن هناك أزمة فعلية ستواجه دول الخليج على المدى الطويل تتمثل في المشكلة التالية: ذوبان الجبال الجليدية في المناطق القريبة من القطب الشمالي واحتمال استمرارها في الذوبان أدى إلى سباق محموم ضمن الدول المجاورة للقطب الشمالي على أراضي المنطقة القطبية، وذلك بسبب الثروات النفطية والغازية والمعدنية الهائلة في المنطقة. ويدل على هذا التنافس قيام الغواصات الروسية بزرع أعلام روسية في قاع البحار في المنطقة، وقيامها ودول أخرى بتدريبات عسكرية هدفها التدخل السريع في المنطقة في حالة حصول خلاف عليها مع الدول الأخرى. كما يدل على ذلك تكرار البعثات الاستكشافية للمنطقة وعدد البحوث والدراسات التي تمت في العامين الأخيرين. وبغض النظر عما إذا كان هذا السباق سيؤدي إلى اصطدام مسلح بين بعض هذه الدول، إلا أن الكميات المتوقع إنتاجها من النفط من هذه المناطق كبيرة، ويرى البعض أنها كبيرة جدا بشكل يفوق كل التوقعات. باختصار، ذوبان الجليد وإنتاج النفط من المنطقة سيهددان دول الخليج.
فإذا كانت هناك إثباتات علمية قوية على أن ذوبان الثلوج في المناطق القريبة من القطب سببه الاحتباس الحراري الذي تسببه الأنشطة الإنسانية، فإنه من الواضح أن مصلحة دول الخليج تتطلب التعاون مع الدول الأخرى للتخفيف من انبعاثات الاحتباس الحراري، بل عليها أن تكون رائدة في هذا المجال، لأن النفط الذي سيأتي من هذه المنطقة سينافس النفط الخليجي. أما إذا ثبت أن ذوبان الثلوج هو جزء من دور مناخية طويلة المدى ولا علاقة له بالاحتباس الحراري، فإن على دول الخليج أن تستعد لمنافسة قوية من النفوط التي ستأتي من المنطقة. وقد يقول قائل إن التكاليف عالية، ولكن الجواب أن التكاليف عالية في سيبيريا وفي البحار العميقة في البرازيل وغرب إفريقيا، ومع ذلك يتم الإنتاج منها حاليا، كما تستمر فيها الاستثمارات لإنتاج مزيد من النفط والغاز مستقبلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي