ورقات : أحداث مصر و الجزائر . . فتش عن الإعلام

إن صح ما يرى أن ابتكار لعبة كرة القدم , جاء نتيجة لهو جنود إنجليز بجماجم قتلى أعدائهم في إحدى المعارك , يمكن تفهم الطابع العنفي الذي يصبغ هذه اللعبة . .

ماحدث بين مصر و الجزائر حدث قريبُ منه عربياً و عالمياً , بل حدث ما هو أفظع منه كما في حرب السفادور و هندوراس سنة 1969 م.

في النطاق الخليجي , سبب التنافس الرياضي شقوقاً في نسيج العلاقات الودية بين الجماهير , مما حدى بأحدهم للمطالبة بوقف دوري كأس الخليج حفاظاً على اللحمة الخليجية! و فق هذا المنطق يفترض أن تمنع السيارات , لأنها تسبب الحوادث!

الإعلام يتحمل في نظري الوزر الأكبر فيما حصل , و قد استمعت إلى المذيع الجزائري يصيح بأعلى صوته " الله أكبر" بعد إحراز الهدف , كأن الجزائر خرجت ظافرة من معركة !

الإعلام لا يتعاطى مع كرة القدم , كلعبة جماعية ممتعة , كغيرها من الألعاب , بل ينظر إليها كأداة لإبراز التفوق الوطني من خلالها , وصار من الممكن أن يتحول لاعب من شخص مغمور إلى رمز وطني لمجرد أنه هداف! و يحدث أن تشوه شخصية رياضية شهيرة فقط لأنه أضاع ضربة جزاء في وقت حرج!

كرة القدم , مهارة و معلوم أن المهارة لا تكون دائماً بنفس المستوى , فالشاعر لا ينظم أشعاره دائما وفق مستوى معين , فلا عحب أن يتفاوت مستوى اللاعب و المنتخب من مباراة إلى أخرى , و أن يخطئ مدرب أو حكم في تقدير أمر معين , بدون أن يتعمد ذلك ..

على مستوى المملكة , صرنا نرى صارعاً إعلامياً شرساً حول هذه اللعبة , إلى درجة أن يتمنى بعضهم ألا يحصل لاعب من فريق منافس على أي جائزة دولية.

أنصح كثيراً من يحب هذه اللعبة أن يشاهدها بلا إعلام , يشاهد مباريات من أماكن عدة بدون أن يتخذ موقفاً شخصياً من لاعب أو فريق بسبب إعلامي لا يجيد المهنية ولا الوطنية !.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي