مبادرة جمعيات فائض الطعام .. هل توقظ فينا الإحساس؟

انتشرت أخيرا جهود مشكورة لمؤسسة حفظ الطعام, وهي جمعية لمتطوعين يقومون باستقبال فائض الطعام الذي عادة نسرفيه ونرميه في سلة النفايات ومن ثم يقومون بتوزيعه على الأسر المحتاجة والفقراء بطريقة منظمة توزيع أرقام الاتصال لكل حي أو منطقة في معظم مدن المملكة ليأتوك في منزلك بسياراتهم وعمالهم. وهي في الحقيقة فكرة رائدة ومجهود رائع يستحق كل من فكَّر فيه أو قام بالعمل فيه جزيل الثناء والشكر. وعسى الله أن يجزهم خيرا عنا, فهم في الحقيقة أحسو بالبلاء والإسراف وإهدار الأموال الذي أصبح عادة ذميمة وتأصل فينا. وهم في الحقيقة أحسوا بالعيب الذي نتمادى فيه فأخذوا يسترون عيبنا. وبمعنى آخر لو كنا نؤمن بما أنزل الله في كتابه وما أمرنا به نبينا لما وصلنا إلى هذا الحال من الإسراف. قال الله ـ عز وجل: ''قُوا أنْفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ'' (التحريم):6.والتفكير في مثل هذه الجمعيات يقودني إلى التفكير في أننا لا بد أن نفكر في الإبداع لنقوم بالتفكير في إنشاء جمعيات تطوعية أخرى لكل مرض من أمراضنا الاجتماعية التي نحاول أن ننصح ونوعي الناس لها ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. فعلى سبيل المثال سيأتي يوم نفكر في جمعية نتصل بها لتأتي لمراقبة المتهورين أو الذين لا يحترمون نظام المرور عند الإشارات والتقاطعات, والذين يقودون بتهور وسرعة ونحتاج جمعية لمنع المتهورين من العبث والسرعة في شوارع الحي الذي إلى نسكنه. وجمعية لمنع أمراضنا الاجتماعية.
فقد يرى بعض المواطنين أن من حقه أن يتسوق ويملأ سلته أكثر من حاجته من البضائع والأطعمة وأن يسرف دون شكر للنعمة سواء في حفلات الزفاف أو الولائم. ولكن ليس من حقه أن يكلف الدولة عناء جمع فضلاته ونفاياته أو أن يسيئ إلى الآخرين سواء الجيران أو المارين بالطريق بالمنظر المزري لتلك النفايات وتشويهه للمدينة. ويدفع المجتمع الثمن غاليا بسبب انتشار الاوبئة! حيث تشير الإحصاءات إلى أن معدل ما نرميه من النفايات في حدود ثمانية كيلو جرامات يوميا للشخص الواحد بينما المعدلات العالمية لا تتعدى ثلاثة كيلو جرامات. وعندما نرميها لا نستعمل أكياسا مغلقة تمنع تجمع الحشرات التي تنقل الأوبئة! وهو أمر يدعونا إلى التساؤل متى سنتحضر ونؤمن بأن النظافة من الإيمان وأن الإسراف منهي عنه؟ فبينما نرى عندما نسافر أو نشاهد البرامج الأجنبية حجم النفايات لمواطني الدول الأخرى ونلاحظ الأشكال والنماذج الجميلة لبراميل النفايات المصممة بعدة فتحات إحداها لرمي الأوراق والأخرى للقوارير والأواني البلاستيكية والثالثة للعلب المعدنية. فإننا نتساءل هل نحن جاهزون وواعون للمضي قدما للخطوة المقبلة في مسيرة النظافة وهي موضوع تدوير النفايات. أو على الأقل أن نتفاعل مع أسسها الأولية أم ما زلنا نتنافس في الإسراف الذي، إضافة إلى أنه ينهك ميزانياتنا وينهى عنه ديننا، هو مظهر غير حضاري؟
تتسابق الدول والمجتمعات في التفنن في قدرتها ووعيها للحد مما تخرجه من نفايات ومدى قدرتها على تقنية تدوير النفايات, حيث تعد الدنمارك من أكثر الدول تقدما في ذلك حيث وصلت مرحلة إعادة تدوير النفايات إلى 60 في المائة يستفاد منها كأسمدة ومواد عزل وبناء وطاقة, ويحرق منها 24 في المائة ويدفن 16 في المائة فقط, بل يقوم بعض الدول بفرض رسوم على كل زيادة في حجم النفايات لكل منزل. بينما نحن نعاني في مدننا كبر حجم النفايات وتنظيم صناديقها ووضعها المزري وعدم اهتمامنا بها كإحدى دلائل تحضرنا ونمو حسنا وذوقنا للتمتع بالتجول في مدننا التي نقضي معظم يومنا تجوالا في شوارعها لقضاء واجباتنا العملية والاجتماعية.
إنها دعوة إلى الجميع لوضع أيديهم في أيدي هذه الجمعيات للاستفادة من الفائض من الطعام وفي الوقت نفسه للحد من الإسراف ولتنظيم عملية تقليص حجم النفايات لكل منزل سواء عن طريق التوعية أو فرض رسوم على المسرفين أو من يزيد حجم نفاياته على معدل معين ومحدد. وكذلك حث المواطنين على توعية أبنائهم سواء في المنزل أو المدرسة بذلك والبدء جديا في موضوع الاهتمام بنظام تدوير النفايات والبدء من خلال توفير صناديق خاصة وفق نماذج ومواصفات عالمية. وأن يتم الاهتمام بطريقة جمع النفايات وذلك بعمل نماذج لفتحات داخل الأسوار تفتح من داخل المنزل أو خارج مجموعة المحال التجارية إلى برميل الزبالة مع عمل الأمان اللازم وأن يلزم كل مالك عمارة أو مركز تجاري بتخصيص موقع جانبي أو خلفي لصناديق النفايات الكبيرة المزعجة مثلها مثل غرف الكهرباء والعددات أو أن يخفي موقعه بحوائط أو قواطع خفيفة تخفي على الأقل منظرها المزري على أن تكون العملية سهلة لنقلها بسيارات نقل النفايات.
هذه الجمعيات لها أرقام حسب كل مدينة ومرتبة حسب المناطق والمدن آمل أن نتساعد على توزيعها على الاستراحات وقصور الأفراح والمطابخ وأماكن الولائم ليوصلوا لهم فائض الطعام ونحن مستريحون مأجورون - بإذن الله - بأقل جهد فلماذا نحرم أنفسنا هذا الأجر العظيم ونساعد على حل هذه المشكلة؟ في الوقت الذي نعلم أن هناك كثيرا من الأسر يتمنون اللقمة ولا يجدونها وينامون وهم يعانون الجوع والحسرة والفقر والحاجة بينما بقايا الأكل في الزواجات والحفلات ترمى في القمامة. ويمكن التأكد من ذلك بزيارة موقعهم على الإنترنت وهو
http://archy333.googlepages.com/food.rar وأرقام الاتصال بالجمعية في الرياض: شمال الرياض 4709999 وجنوب 4236888 وغرب 4353535 وشرق 2414283 ومنها يمكن الاتصال لمعرفة أرقام بقية مناطق المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي