غرفة جدة .. الغاية تبرر الوسيلة

انتهت الأسبوع الماضي انتخابات غرفة جدة التي تعد واحدة من أكبر الغرف التجارية في المملكة، وعلى الرغم من أن نظام الانتخابات قد اختلف في هذه الدورة وجاء في شكل جديد لتجار وصناع جدة إلا أنها حققت إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين، كما حققت هبوطاً في مستوى وأسلوب بعض المرشحين للحصول على أصوات.
كالعادة لم تخل الانتخابات من مواقف عديدة منها المضحك ومنها المؤلم وهذه هي طبيعة الانتخابات بمختلف أنواعها ففي الختام لا بد من فائزين وآخرين لم يحالفهم الحظ، ومن المؤكد أن بعض الفائزين في مثل هذه الانتخابات لا يكون معيار فوزهم مرتبطاً بأنهم كانوا الأصلح أو الأفضل بل بمن يستطيع أن يحقق أعلى قدر من الأصوات ويتمكن من تشغيل فريق حملته لذلك سواءً كان من خلال علاقاته أو أمواله، فقد ثبت في انتخابات هذه الدورة لدى البعض أن الغاية تبرر الوسيلة والعبرة بمن يستطيع أن يجمع الأصوات ليكون من الفائزين ويؤكد هذا الأمر ما صاحب هذه الانتخابات من تصرفات من قبل بعض المرشحين لا ترقى إلى مستوى تجار وصناع جدة.
واليوم فاز 12 عضواً من المرشحين وسيضاف لهم 6 أعضاء من المعينين، وأعتقد أن مسؤولية هؤلاء كبيرة جداً، خصوصاً أنهم سيخلفون دورة مضطربة شغل منصب الرئاسة فيها 3 رؤساء مختلفين أعفي منهم واحدا، كما تميزت تلك الدورة بكثير من الاختلافات في وجهات النظر وفي أسلوب الإدارة وبدلاً من أن يفرح تجار جدة بغرفتهم وإنجازاتها أصبحوا يتابعون ما يحدث بين جدرانها من صراعات وخلافات أسهمت في إعاقة كثير من المشاريع والبرامج التي كان من الممكن أن يتم تحقيقها كما ضاع كثير من الوقت، لذلك فعلى المجلس الجديد أن يجعل له هدفاً واحداً وهو خدمة غرفة جدة ومجتمعها وأن يترفع عن المصالح الشخصية والخلافات الفردية وأن يحرص على المصلحة العامة ويغلب الحكمة والعقل ووحدة الصف في قراراته ويبعد كل البعد عن النزاع والشقاق وعمل التكتلات وما يتبعها من تصرفات لا ترتقي لمستوى الثقة التي منحت للفائزين، فهناك جهاز إداري كامل في الغرفة فيه مئات الموظفين يتطلعون إلى أن يقودهم مجلس متميز ليحققوا بقيادته نجاحات مميزة.
إن الجهد الذي بذله المرشحون في الانتخابات كان جهداً كبيراً صرفت من أجله الأموال وسخرت من أجله طاقات بشرية كبيرة وعقدت في سبيله عديد من الاجتماعات حتى أنه ليلة إعلان النتائج بقي معظم المرشحين طوال الليل ينتظرون النتائج التي لم تظهر إلا الفجر، ولذلك فإنني أتمنى من الفائزين ألا يضيعوا كل هذا التعب من أجل الجلوس على الكرسي فقط بل يجب عليهم أولاً أن يوفوا بما وعدوا به ناخبيهم وأن يحرصوا على أن يسخروا طاقتهم في سبيل الأهداف التي وعدوا بالعمل من أجلها وأن يعملوا على دعم تجار جدة ومجتمعها ولا ينشغلوا بقضايا داخلية ليجعلوا من أنفسهم قضية للآخرين، كما عليهم أن يحرصوا على التركيز على الدور الرئيسي للغرفة وعدم الانشغال بأدوار لا صلة للغرفة بها، كما يحرصوا على تبسيط الإجراءات ودعم شباب الأعمال وتوثيق العلاقة والشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وعدم الحرص على البروز الإعلامي وجعل الإنجازات هي التي تتحدث عن نفسها.
إن مسؤوليات المجلس كبيرة والآمال المعلقة عليه ليست بسيطة فهناك عشرات الآلاف من تجار وصناع جدة ومجتمعها يتطلعون إلى نتائج وإنجازات ومشاريع تعيد لغرفة جدة مكانتها ودورها الذي يساعد على دعم التجار والصناع ومعالجة مشكلاتهم، خصوصاً بعد أن تغير هذا الدور عن السابق فأصبح بعض أعضاء المجلس هم سبب مشكلات الغرفة وأصبح غيرهم من تجار جدة من خارج المجلس يبحثون لهم عن علاج لمشكلاتهم.
وعلى الرغم من الطموحات والآمال المعقودة على المجلس الجديد لكنني لا أعرف كيف سيخدم غرفة جدة من وصل إلى هذا الكرسي مستخدماً أساليب غير قانونية ولا شرعية متمسكاً بمنهج أن الغاية تبرر الوسيلة وهو يعرف أن من كانت بدايته خاطئة ستكون عاقبته وخيمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي