أمانة الخطوط السعودية واقتراح لصندوق التنمية
سافرت على إحدى رحلات الخطوط السعودية المتجهة إلى جدة في منتصف شهر رمضان المبارك، وقبل الإقلاع افتقدت محفظتي وفيها بطاقاتي الشخصية ومبلغ محترم من المال، فظننت أنني نسيتها عند نقطة التفتيش في المطار فاستأذنت من مسؤول الرحلة بالخروج للبحث عنها، فأذن لي، وفتشت عنها فلم أجدها، فظننت أنني فقدتها إلى الأبد، خاصة وقد بذلت جهداً في البحث عنها في كل الأماكن التي توقعت ضياعها فيها، وفي العشر الأواخر من رمضان فوجئت باتصال من الخطوط السعودية خدمات العفش الداخلي في مطار جدة تفيد أنه يوجد لديهم محفظة خاصة بي، وقد حصلوا على رقمي من استعلامات الدليل فذهب أحد الزملاء وتسلمها منهم، فإذا بها وافية غير منقوصة، لم يُفقد منها شيء وهذا الموقف يدل دلالة أكيدة على أمانة موظفي الخطوط وحرصهم على حفظ حقوق الركاب، فلم يغر الموظف الذي عثر عليها، أو الذي تسلمها ما فيها من مبلغ مالي، فمتاع الحياة الدنيا قليل، وما تربوا عليه من خلق ودين كان دافعاً لهم لأن يؤدوا الأمانات إلى أصحابها.
إن هذا الموقف الإيجابي يدعو الإنسان للفخر والسعادة والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء الشباب وبوجود هذه الخطوط العملاقة، وقد ذكرت هذه القصة انطلاقاً من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما عند البخاري في الأدب المفرد وغيره، (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فشكراً شكراً لهؤلاء الرجال الذين أراحوني وأظنهم أراحوا غيري أيضاً من عناء إخراج البطاقات البديلة، وأتمنى من الخطوط السعودية أن تكرم هؤلاء الرجال ليكونوا قدوة لغيرهم.
## اقتراح للصندوق
يبذل صندوق التنمية العقاري جهداً طيباً في خدمة المستفيدين، وهناك اقتراح ليزيد من فاعليته ومن تدافع الناس لسرعة السداد، وذلك من خلال طريقين:
1- إعادة التخفيض الذي كان موجوداً وهو خصم 20 في المائة للملتزمين بالسداد في المواعيد المحددة، و30 في المائة لمن دفع كامل المبلغ المتبقي عليه، فإلغاء التخفيض لا شك سيسهم بشكل أو بآخر في عدم الانضباط بالسداد؛ لانعدام الحوافز، وما أدري حتى الآن ما المبرر الذي دفع الصندوق لإلغاء الحوافز؟
2- الصندوق يقدم إعفاءات عن المتوفين وهذا بلا شك عمل إيجابي تشكر عليه الدولة، وهناك من المستفيدين من الصندوق من يبادرون بالتسديد، ثم يتوفون قبل انتهاء فترة السداد النظامية، لذا فإن من حق وارثيهم أن يستفيدوا كغيرهم من هذا الإعفاء طالما أنهم ماتوا في فترة السداد فتعاد لهم الأموال بأثر رجعي، خاصة الذين سددوا مقدماً حتى يشجع المقترضين على سرعة السداد، وألا تكون هذه المزية خاصة بمن لم تساعدهم ظروف الحياة على السداد، فأصحاب النفوس الضعيفة قد يتقاعسون عن السداد للحصول على هذه المزية، وهذا التقاعس قد يشجع غيرهم على التقاعس، لذا فإن من توفي في فترة السداد وقد سدد فالتعامل معه بإعادة ما سدد بأثر رجعي أو إعطاء قرض إضافي لورثته مكافأة له سيجعل الصندوق لا يعاني أي أزمات مادية وسيبادر الجميع بالسداد، لأن هذه المكرمة لم تعد خاصة بفئة دون أخرى، هذه فكرة أطرحها قد يبلورها غيري بشكل أفضل وقد يزيد عليها أو ينقص، ولنا لقاء.