جامعة تقدمنا للعالم

في يوم متميز..
ماذا يعني انطلاق جامعة عملاقة متميزة مثل جامعة الملك عبد الله ؟!..
هذا الحدث المتميز الذي يشاركنا العالم اليوم الاحتفاء به، يشكل بداية لحقبة جديدة للمملكة العربية السعودية، حقبة التعليم النوعي الذي يؤسس لاقتصاديات المعرفة، ويعزز التصورات الجديدة لبناء الإنسان السعودي وإعداده للمستقبل.
الملك عبد الله يحقق الحلم..
وهذا دور الزعماء والقادة الحقيقيين، يحلمون بالأشياء العظيمة الواقعية التي تفيد الناس، ثم يكرّسون جهدهم ووقتهم لتحقيق هذا الحلم، والحمد لله أن الملك عبد الله لا يحلم إلا بالمشاريع العظيمة التي تكرّس الاستقرار، وهل هناك أعظم من العلم وصناعة المعرفة؟ إنها المشاريع الراسيات الشامخات التي تحفظ للدولة بقاءها واستمرارها، وهذا ما فعله الملك عبد الله عندما أطلق مشروع هذه الجامعة، ومعها عشرون جامعة أخرى جديدة.
جامعة الملك عبد الله لن تكون فقط قاطرة البحث العلمي المتميز في المملكة، بل هي مؤسسة تعليمية تضع المملكة الآن على الخريطة العالمية، فالعلماء والباحثون من جميع أنحاء العالم أصبحوا يعرفون أن هناك بلدا اسمه (السعودية) يشرف على مؤسسة علمية عملاقة.. هذا البلد الذي أصبح يوما اسمه مرتبطا بحدث مأسوي كريه هو (11 سبتمبر)، الآن ها هو بلد يقدم نفسه إلى العالم بصورة ذهنية جديدة، وهكذا هي إنجازات الملك عبد الله.
الملك عبد الله يدرك أن التوسع النوعي والكمي للتعليم العالي هو أكبر داعم للاستقرار، وكم هي لفتة ذكية وحضارية في حق بلادنا أن يختار خادم الحرمين الشريفين (اليوم الوطني) لإطلاق الجامعة.. إنها رسالة لنا وللعالم عن مدى الاهتمام الكبير الذي توليه حكومته للتعليم العالي المتميز.
طبعا لا غرابة في ذلك، فالملك عبد الله هو تلميذ تربى مع إخوانه في مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه – والملك عبد العزيز كان التعليم في قائمة اهتماماته في السنوات الأولى التي أعقبت التأسيس، وهذا المبدأ للدولة وللحكم ظل في قائمة أولويات الملوك من بعده، والآن خادم الحرمين الملك عبد الله يكرّس هذا المبدأ عبر وضع إمكانات الدولة ومواردها لبناء الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية.
في العقود الماضية كان للتعليم العالي أثره الإيجابي غير المباشر على وحدة البلد وتلاحم الناس وتقاربهم وتعارفهم، فقد كانت الجامعات والكليات مراكز يتجمع فيها الطلاب من جميع أنحاء المملكة، والتقاء الطلاب لسنوات في المؤسسات العلمية أدى إلى وجود ارتباط روحي وفكري واجتماعي بين الأجيال، فأصبح الوطن للجميع، ومشاريعه في أية مدينة وقرية هي مكتسبات للناس جميعا، ما جعل الجامعات والكليات المدنية والعسكرية ممرات مهمة للوحدة الوطنية.
جامعة الملك عبد الله تواصل هذا الدور على جبهات عدة، فكما كانت الجامعات السعودية ولعقود مضت بوابة رئيسية لتواصلنا مع عدد من الأجيال في العالمين العربي والإسلامي، إذ وفرت الجامعات السعودية – وما زالت - فرص التعليم المجاني لآلاف الطلاب في مختلف التخصصات، وهذا الدور الحضاري لبلادنا، الآن جامعة الملك عبد الله تعطيه نقلة نوعية جديدة، فالجامعة تتجه إلى الطلاب المتميزين من جميع أنحاء العالم وفي تخصصات حديثة ونادرة، وهؤلاء الطلاب الذين سوف يكون بينهم علماء ومبدعون ومتميزون سوف يضيفون للبشرية، ويكونون خير منتج حضاري لبلادنا أمام العالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي