الفقير يستحق المساعدة فما بالك إذا كان من مرضى الفشل الكلوي

أبواب فعل الخير واسعة، بخاصة في شهر رمضان الكريم، الذي تضاعف فيه الحسنات أكثر من غيره، ومجتمع المملكة لا يزال مجتمعا متماسكا متراحما متعاطفا مع المرضى والمحتاجين من أبناء المملكة والمقيمين فيها، وهم يتسابقون إلى فعل الخير والبحث عن أكثر الناس حاجة، بيد أن الكثيرين يجتهدون في إخراج زكواتهم وصدقاتهم إلى من يطلبها أو يصل إليهم، ولا يجهدون أنفسهم في البحث عن الأكثر استحقاقا لها من الفقراء، ومنهم المرضى الذين لا يستطيعون توفير تكاليف العلاج المرتفعة في الوقت الحاضر، ولا سيما من ذوي الأمراض الدائمة أو شبه الدائمة، أمثال مرضى الفشل الكلوي، الذين يحتاجون إلى جلسات الغسيل أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، ومع أن الله قد قيض لهم جمعية ترعى شؤونهم وتتولى الإشراف على علاجهم، هي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، إلا أنها تظل جمعية خيرية تعتمد على ما يجود به المحسنون من رجال الأعمال والأثرياء والمواطنين العاديين من تبرعات وصدقات، ومهما تكن مواردها المالية فهي في حاجة دائمة إلى استمرار هذه الموارد في التدفق لضمان استمرار الصرف على علاج المرضى، فإذا كانت الجمعية ترعى 500 مريض فقير مثلا، وإذا كانت تكلفة الغسيل للمرة الواحدة لا تقل عن 550 ريالا، وهي تكلفة منخفضة مقارنة بالتكلفة الاعتيادية بفضل جهود القائمين على الجمعية في الحصول على عروض منخفضة من مراكز الغسيل القائمة، إذا كان الأمر كذلك فإن تكلفة علاج المرضى المسجلين حاليا لدى الجمعية لا تقل عن 50 مليون ريال في السنة، وإذا أضيف إلى ذلك تكلفة علاج المرضى الذين سوف تشملهم مظلة الجمعية في المستقبل، وهم كثر، بسبب تزايد أعداد المصابين بهذا المرض، ووجود أعداد كبيرة على قوائم الانتظار في مراكز زراعة الكلى، أمكننا تصور حجم الموارد المالية التي تحتاج إليها الجمعية!..
وإذا عرف أن الاستفادة من موارد الجمعية ورعايتها مقتصرة على الفقراء من المرضى الذين لا يستطيعون توفير نفقات العلاج بإمكاناتهم الذاتية، وأن الجمعية تملك الوسائل الكافية لبحث الحالات التي تقدم إليها، والتأكد من استحقاقها للمساعدة وفقا للشروط التي تضعها، وأن كل القائمين على شؤون الجمعية، وفي مقدمتهم سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان، رئيس مجلس الإدارة، تتوافر فيهم الثقة والأمانة وحسن الظن، وأنهم يقومون بما يقومون به تطوعا ورغبة في الأجر والثواب، إذا عرفنا ذلك كله، أفلا يستحق هذا المشروع الإنساني العظيم الدعم والمؤازرة، والتبرع من القادرين من الأثرياء، ورجال الأعمال، ومن تجب عليهم الزكاة، وغيرهم من الباحثين عن الأجر والمثوبة!..
إن دعم الجمعية يمكن أن يأخذ أبعادا مختلفة، منها الدائمة والمنقطعة، والمبالغ الكبيرة والصغيرة، بما يتماشى مع قدرة كل فرد مهما تكن إمكاناته، ومن أمثلة ذلك:
1 – التبرع للمرة الواحدة.
2 – توفير أوقاف يمكن استثمارها على المدى الطويل.
3 – دفع الزكاة السنوية، واعتبار الجمعية ممن تدفع لهم الزكاة تجاوبا مع الفتاوى الشرعية الصادرة بهذا الشأن.
4 – كفالة مريض، أو رعايته بدفع مصاريف علاجه لفترة محددة، أو دائمة إلى أن يشفيه الله أو تتم زراعة الكلى له.
5 – التبرع بمبلغ 12 ريالا شهريا أو 144 ريالا في السنة بطريقة سهلة وميسرة باستخدام الهاتف والمتبرع مكانه، بإرسال رسالة بالرقم (1) إلى الرقم 5060.
6 – التبرع بمبلغ عشرة ريالات للمرة الواحدة برسالة هاتفية فارغة إلى الرقم 5060، وذلك أضعف الإيمان.
إن تقديم عشرة ريالات للمرة الواحدة، أو 12 ريالا في الشهر لن تثقل اليوم على أحد، حتى الطالب في المرحلة الابتدائية يستطيع أن يقتطعها من مصروفه، فهي لا تزيد على 40 هللة في اليوم، وهو مبلغ ربما لا نحسب له حسابا، ونترك أحيانا ويوميا أكثر منه لدى البائعين، وإنها فرصة لتعويد الأطفال على المشاركة في فعل الخير من قبل والديهم.
والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي