من فرح بتعيين الأمير نايف؟
أعترض ابتداء على طرح سؤال عن المستفيد أو الخاسر من تعيين سمو الأمير نايف؟..
إن البحث عن الإيجابيات في ظل زحمة القنوط.. هو الأولى.. ولا سيما أن تشكيل الرأي العام السعودي حول موضوع ما.. هو مفصليا لمفصلية الزمان والمكان والظرف الدولي.. لذا اللغة هي النظر للأمام.. وللأمام فقط وبروح إيجابية تتفاءل بالمستقبل.. كأنه الخير سيقع لا محالة.. بإذن الله.
ثم .. إن ثوابتنا الوطنية ومنها القيمي أو القيادي كسمو الأمير نايف.. ينبغي أن تكون راعية للجدل "طرح الأسئلة" والحوار لا مصطفه.. فهو الراعي والحكم.. ولذا عاشت الأسرة المالكة السعودية واستمرت كحكام تتمتع بالاحترام والنفوذ في الجزيرة العربية.. لأن الجزيرة ذاتها متطلعة دوما للحاكم والحَكَم.. لا للمنافس أو المقصي أو المبعد أو الحدي.. لذا السؤال الصحيح والصحيح ثم الصحيح هو.. من فرح بتعيين الأمير نايف؟
لقد فرح من هاجسه وتطلعه الاستقرار، فالأمير نايف طالب نجيب في مدرسة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن، يعي ثوابتها ومتغيرها، فهو يفهم فهما عميقا ثوابت الأوضاع المحلية والدولية.
لقد فرح من هاجسه وتطلعه الأمن، لأن الأزمات الأمنية ذاتها.. تتكرر، ولكن وجوه جديدة، بعقلية قديمة، ولذا تجد الخبرة في احتوائها والقضاء عليها، دائما ما كان سريعا وأقل تكلفة، مع آثار جانبية محدودة فالجراح كلما كبر في السن، ازدادت ثقته بنفسه وأدرك تفاصيل الجسم بدقة.
#2#
لقد فرح من له ماض تليد أو عاق وليد.. فهو يحفظ الماضي ويعلم أنه يعيد نفسه وذاكرته حديدية وهو يفهم الناس لأنه يفهم ماضيهم، كما أنه متسامح معهم.. فهو يقول دائما.. أبناؤنا بغوا علينا.
فلا حقد ولا كراهية ولا انتقام.. فهو ليس وزيرا للداخلية البتة.. هو محلل نفسي، يذهب بعيدا في فهم تطلعات الناس.. ويتفهم واقعهم وأحزانهم.. ويغض الطرف عنهم، ولذا فهو متواضع، يكلمك بلغة الشيخ الحكيم الحاني.. لا أكثر ولا أقل.
لقد فرح من يؤمن بأن الوطن والدين أمران لا تناقض بينهما فإن انحزت للوطن دون الدين.. نهرك بلغة جافة في تحذير ووعيد.. وإن انحزت للدين "المغلوط" دون الوطن.. ذكرك بالوسطية وأعادك إلى الواقع الملموس والمعاش والمتطور، وأنك جزء من الحياة.. والحياة جزء من الدين.
لقد فرح من يفاخر ويحتفل بالرمزية.. لا دونية أو الشعور بالذنب أو وخز الضمير أو الخجل من الماضي.
فإن كنت قادما من أدغال الحضارة الميكانيكية والتقنية الغربية.. سوف يقدرك ويحترمك.. ولن تجد منه إلا الندية والفخر ذاته حتى لو كانت صغيرة ودقيقة جدا.. على لوحات السيارات. العربية.. فالعربية.
لقد فرح الصادق.. وأما المنافق سيتعب معه كثيرا.. لأنه حاد الفراسة.. يعرف الرجال ويعرف مشروعه ومشروعهم.. فمشروعه الوطن.. ومشروعهم ما بعد الوطن.. وقد يصبر لوهلة.. وفي لحظة ما، ستجد أمامك تغييرا جذريا شاملا في التوقيت، موفقا، ذا آثار جانبية محدودة، ودائما دائما، لأنه يفكر بعقلية الجراح، فالمريض تنجح عمليته ولن يعود للمستشفى مجددا.
لقد فرح الوطن وكل الوطن.. فنحن نختلف قليلا أو كثيرا.. ولكننا متطابقون جميعا شئنا أم أبينا.. وهي نقطة قوتنا غالبا ونقطة ضعفنا نادرا.
أليس الصبح بقريب...
دمتم سالمين غانمين، وصباح ومساء كريم لكل من عاش أو هفا قلبه لهذا الوطن العتيد.
أليس الصبح بقريب...