شركة للتمويل العقاري بملياري ريال وإعادة جدولة ديون شركات بسبب الأزمة
كشف خالد بن محمد العبودي الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التابعة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية عن نية المؤسسة إنشاء شركة للتمويل العقاري برأسمال ملياري ريال، تنطلق الشهر المقبل وتقوم بتمويل المواطنين لشراء المساكن.
وأوضح العبودي أن المؤسسة تدرس حالياً إعادة جدولة الديون لبعض الشركات التي مولتها في السابق، مؤكداً أن هذه العملية لا تتم إلا بعد التأكد التام من حاجة الشركات إلى عمليات الجدولة نتيجة لمصاعب تواجهها جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأشار الرئيس التنفيذي في حوار مع ''الاقتصادية'' إلى أن إجمالي حجم عمليات المؤسسة منذ تأسيسها قبل تسع سنوات تقريباً بلغ ملياراً و800 مليون دولار أمريكي، مبيناً موافقة الجمعية العمومية في اجتماعها الأخير على مضاعفة رأس المال للضعف من 100 مليار دولار، إلى 200 مليار دولار.. فإلى تفاصيل الحوار..
## إلى أي مدى أثرت هذه الأزمة في عملياتكم وخططكم المستقبلية ؟
بطبيعة الحال الجميع تأثر بالأزمة الاقتصادية، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص باعتبارها مؤسسة دولية ينتظر منها أن تلعب دوراً أكبر في أوقات الأزمات أكثر مما تقوم به في الأيام العادية، لأن المصاعب التي تمر بها الشركات والبنوك في الدول الأعضاء تتطلب منا أن نزيد من وتيرة العمل حتى نخفف من تأثير الأزمة، ومن هذا المنطلق حصلت المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص على موافقة الجمعية العمومية التي عقدت في شهر تموز (يوليو) الماضي في تركمانستان على مضاعفة رأسمالها المصرح من مليار دولار إلى ملياري دولار، والمدفوع من 500 مليون دولار إلى مليار دولار، الهدف هو تمكين المؤسسة من زيادة وتيرة تمويلها للقطاع الخاص خاصة في الدول الأعضاء ولاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها بفعل الأزمة العالمية.
من ناحية أخرى تأثير الأزمة في مشاريعنا المباشرة لم تتأثر مساهماتنا واستثماراتنا من الأزمة باعتبار أننا غير مستثمرين في الأدوات المالية التي كانت سبب الأزمة لاعتبارات شرعية، كذلك لم تتوجه المؤسسة في القطاع العقاري للإسكان الفاخر، وكان تركيزنا على الإسكان الميسر الذي لم يتأثر كثيراً بالأزمة، إذا كان هناك تأثير فإن بعض الشركات التي قمنا بتمويلها تأثرت بالأزمة بشكل أو بآخر وتمر ببعض الصعوبات ونحاول أن نساعدهم قدر الإمكان.
## هل تقومون بإعادة جدولة لديون هذه المؤسسات والشركات التي قمتم بتمويلها ؟
إذا تبين أن هناك حاجة شديدة إلى إعادة الجدولة ننظر فيها، لأنه ليس كل من قال تأثرت بالأزمة كان ذلك حقيقياً، وبالتالي نحن نبحث أسباب التأثر، وطبيعة التمويل الإسلامي، إن هناك علاقة وثيقة بين الممول والمقترض لأن التمويل دائماً يكون عبارة عن أصول، يهمنا أن نتعرف على أسباب التعثر وأنها ليست بسبب أخطاء تم ارتكابها أو توسع غير مدروس مثلاً، وبناء على ذلك نقرر ما إذا كانت الشركة تحتاج إلى تمويل إضافي أو إعادة جدولة لسداد ديونها.
## هل قمتم فعلاً بعمليات إعادة جدولة لبعض الشركات بفعل الأزمة الحالية ؟
نحن حالياً في حديث مع بعض الشركات التي قمنا بتمويلها لكن لم نصل للمراحل النهائية بعد، وهي شركات محدودة، كذلك هناك عملاء جدد يأتون إلى المؤسسة لطلب تمويل إضافي للتغلب على بعض المصاعب التي يمرون بها في الوقت الراهن، طبعاً نحن لا نشجع إعادة التمويل لأننا لسنا متواجدين لنحل مشكلات المؤسسات المالية الأخرى بل لتقديم تمويلات جديدة، لكن إذا وجدنا بعض الشركات التي تأخذ تمويلاً قصير الأجل لسداد تمويل طويل الأجل وكان مجال العمل ناجحاً والمسألة لا تتعدى الحاجة إلى السيولة فقط قد ننظر في هذا الأمر.
## فيما يخص مضاعفة رأسمال المؤسسة، هل دفع المساهمون حصصهم فيه حتى الآن ؟
في الحقيقة الدفع سيكون على مراحل، ووفقاً لقرار الجمعية العمومية الدفع سيكون على مدى خمس سنوات، إعلان رفع رأس المال يدعم المؤسسة لتعبئة المزيد من الموارد لأننا نمتلك اليوم قاعدة رأسمالية أقوى من السابق، كان لدينا 500 مليون دولار مدفوعة والآن لدينا مليار دولار وبالتالي تساعدنا على تعبئة المزيد من الموارد، ونحن نتوجه اليوم بأن يكون جزء من تمويلاتنا من رأسمالنا، فيما الجزء المتبقي ستتم تعبئته من السوق.
## بالمناسبة، هل أصدرت المؤسسة صكوكاً من قبل، وهل لديكم النية لإصدار الصكوك مستقبلاً لتغطية بعض تمويلاتكم؟
حتى الآن لم نصدر أي صكوك، لكن لدينا النية لإصدار صكوك مستقبلاً، كما تعلمون فإن إصدار الصكوك لابد أن تسبقه عدة خطوات، من ضمنها الحصول على تصنيف ائتماني، وهو الأمر الذي نعمل عليه حالياً، ونتوقع بحلول العام المقبل إصدار صكوك لتعبئة مواردنا، لا يخفى على أحد أن سوق الصكوك في الوقت الراهن تمر بمرحلة تباطؤ بسبب الأزمة الاقتصادية إضافة إلى الخلاف الفقهي بين بعض أعضاء الهيئات الشرعية حول التزام بعض أنواع هذه الصكوك، لكن هناك بوادر تحسن في سوق الصكوك، كما نشيد بخطوة هيئة سوق المال في السعودية لإنشاء سوق لتداول الصكوك وهي خطوة تدفع باتجاه تطوير السوق بشكل عام.
## من الملاحظ أن المؤسسة تولي القطاع الإسكاني أهمية بالغة في مشاريعها وخططها، ما أولوياتكم في هذا المجال ؟
في الواقع نركز على قطاع الإسكان الميسر لأننا نرى أن هناك حاجة كبيرة جداً في الدول الأعضاء إلى الإسكان الميسر وهذه الحاجة في ازدياد مستمر، ومعلوم أن معظم المشاكل الاجتماعية والجرائم ربما يكون الإسكان غير الملائم أهم مسبباتها، ولذلك فإن دورنا كمؤسسة وبالتعاون مع الحكومات هو المساهمة في توفير مساكن ميسرة للمواطن العادي، وهناك حديث فعلي مع عدد من الحكومات لاتخاذ عدد من الإجراءات التي تساعد على تخفيض تكلفة الوحدات السكنية وبالتالي زيادة الجاذبية لها، الرهن العقاري موجود وتقوم البنوك اليوم بتمويل المساكن عن طريقه لكن الإشكالية أن أسعار المنازل الموجودة فوق متناول شريحة كبيرة من الناس، الهدف هو طرح وحدة سكنية معقولة وسهلة للمواطن العادي، ونحن نطمح إلى أن يكون القسط الشهري المقتطع من الراتب معادلاً للإيجار بحيث يمكن امتلاك المنزل خلال 15 سنة مثلاً.
## لديكم توجه لإنشاء شركة للتمويل العقاري ما أهداف هذه الشركة وكم يبلغ رأسمالها ومن هم أبرز المساهمين فيها ؟
نعمل حالياً على إنشاء شركة التمويل العقاري برأسمال ملياري ريال، وانتهينا حتى الآن من دراسة الجدوى الاقتصادية ونحن الآن في طور عرضها على المستثمرين، ونأمل عقب رمضان الانتهاء من إجراءاتها، وتحدثنا فعلاً مع عدد من المستثمرين وأبدوا رغبة في الدخول معنا، ومن أهم أهداف الشركة تمويل المواطنين في شراء المساكن، طبعاً شركات التطوير العقاري ترغب في البيع بسعر النقد لكن في حال لم يستطع المواطن الحصول على النقد فإنه يلجأ إلى البنوك أو شركات التمويل العقاري، ونعول على الشركة الجديدة أن تسهل عمليات التمويل للمواطنين لشراء المساكن بحكم التخصص والخبرة، طبعاً نتوقع أن يصل التمويل إلى 80 في المائة من سعر الوحدة لكن في نهاية المطاف هذه النسبة ستخضع لخطة العمل الخاصة بالشركة وعمل الشركة متوافق مع الشريعة الإسلامية.
## كنتم قد أعلنتم في وقت سابق إنشاء شركة إيوان كابيتال المالية، هل انتهيتم من إنشائها ؟
حصلنا الآن على الرخصة المبدئية وما زال هناك عدد من المتطلبات للحصول على الرخصة النهائية والسماح لها بالعمل في سوق المال، من ضمن هذه المتطلبات التسجيل في وزارة التجارة، ولوجود مستثمر أجنبي شريك لابد من التسجيل في الهيئة العامة للاستثمار، وبعض الإجراءات الأخرى وبمجرد استيفاء هذه الشروط سيكون في مقدورنا العمل بشكل فعلي، طبعاً رأسمال الشركة 50 مليون ريال ولها الحق في العمل في القطاعات كافة باستثناء الأسهم الذي طلبنا عدم العمل فيها لكثرة الشركات العاملة فيها، نهدف إلى إدارة الصناديق ولاحقاً مساعدة الشركات على التمويل عن طريق إصدار الصكوك وغيرها.
## أعلنتم قبل أسبوعين إنشاء شركة استثمارية في إحدى الجمهوريات الروسية، ما أهداف هذه الشركة؟
الشركة تقع في إحدى الجمهوريات الروسية تسمى تتراستان (كانت مملكة إسلامية سابقة) وكان لديهم رغبة في عقد مؤتمر استثماري من قبل البنك الإسلامي للتنمية وهو ما حدث فعلاً العام الماضي بمشاركة أكثر من 120 مستثمراً، وفي ختام هذا المؤتمر اتفق على إنشاء شركة استثمارية تهدف إلى الاستثمار في القطاعات الواعدة في تتراستان وستكون أول شركة استثمارية إسلامية في روسيا، نسعى إلى أن تكون الشركة قابضة ينضوي تحتها عدد من الشركات، رأسمالها المبدئي ثلاثة ملايين دولار، وحصة الجانب غير التتاري 80 في المائة فيما 20 في المائة لرجال أعمال من تتراستان، أول مشاريعها سيكون إقامة مركز للمؤتمرات والفعاليات في العاصمة (قازان) والحكومة ستوفر لنا الأرض مجاناً وبالتالي سننشئ شركة خاصة بهذا المشروع.
## متى سيتم طرح شركة إيوان العالمية للاكتتاب العام ؟
طبعاً ما زال أمامنا بعض المتطلبات الواجب توافرها من هيئة السوق المالية من ناحية جاهزية الشركة وأن تكون نتائجها إيجابية وهو ما نتوقعه هذا العام، ووفقا للخطة الموضوعة فإنه خلال سنتين أو ثلاث ستطرح الشركة للاكتتاب العام.
## ما آخر تطورات مشروع إنشاء مدينة صناعية لمواد البناء في القصيم ؟
في الواقع قمنا بتكليف مكتب استشاري لعمل الجدوى الاقتصادية للمشروع، وقد تستغرق هذه العملية عشرة أسابيع، وبناء على ذلك سنقوم باجتذاب مساهمين وتأسيس شركة لتنفيذ المشروع، وتم اختيار منطقة القصيم لأنها متوسطة بين مناطق المملكة، كما سننشئ معهد فني للشباب لتدريب أهالي المنطقة وبالتالي توظيفهم في المصانع الموجودة في المدينة نفسها.
## كم إجمالي حجم عملياتكم التي قمتم بها حتى الآن ؟
إجمالي حجم عملياتنا منذ تأسيسنا قبل تسع سنوات تقريباً مليار و800 مليون دولار أمريكي.