من هو نصف مجتمعنا؟
ذكرت دراسة حديثة أن 25 في المائة من الشباب السعودي يتابعون الصحف المحلية ومن هذه النسبة هناك فقط 24 في المائة يقرؤونها بشكل دائم، وأضافت الدراسة التي جاءت بعنوان (تعرض الشباب السعودي لوسائل الإعلام) أن نسبة الشباب الذين يتعرضون للصحف السعودية بدرجة أقل هي 23 في المائة أما نسبة الذين لايقرؤونها فهي 9.4 في المائة، أما بالنسبة لقراءة الصحف غير السعودية فقد أوضحت الدراسة أن أغلبية الشباب لايقرؤونها بنسبة 53 في المائة ووصلت نسبة من يقرؤونها دائماً فقط 5 في المائة تقريباً في حين كانت نسبة من يقرؤونها أحياناً 18 في المائة .
وعلى مستوى متابعة الشباب للأخبار والأحداث السياسية المحلية فقد أوضحت الدراسة التي قام بها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام أن 37 في المائة من الشباب يتابعون الأخبار والأحداث السياسية المحلية أحياناً في حين هناك 29 في المائة منهم يتابعون تلك الأخبار دائماً أما من يتابعونها بنسبة قليلة جداً فقد كانت نسبتهم 20 في المائة في حين كانت نسبة من لا يتابعونها أبداً 12 في المائة .
أما على مستوى الأحداث والأخبار العالمية فقد كانت نسبة من يتابعونها دائماً من الشباب 26 في المائة ونسبة من يتابعونها أحياناً 36 في المائة ونسبة من يتابعونها نادراً 22 في المائة ومن لا يتابعها أبداً 14 في المائة.
كما تفيد الدراسة أن نسبة من يشاهدون قنوات التلفزيون السعودي كانت 40 في المائة مقارنة بنسبة 52 في المائة ممن يشاهدون القنوات الفضائية الأخرى غير السعودية.
وتشير الدراسة التي أجريت لفئة الشباب من 15 إلى 29 عاما وبلغت عينة الدراسة 3150 (شابا وشابة)، وشملت أكثر من 15 مدينة سعودية أن البرامج التلفزيونية المفضلة لدى الشباب هي (البرامج الدينية) يليها نشرات الأخبار ثم البرامج الثقافية ثم البرامج الرياضية، أما برامج الأسرة والطفل والبرامج الحوارية فقد حظيت بمركز متوسط في حين حلت البرامج الاقتصادية في موقع متأخر.
كما أوضحت الدراسة وجود تفوق واضح للإناث على الذكور في قراءة الكتب بدرجة (دائما)، حيث كانت نسبة القراءة لدى الذكور 16 في المائة وبلغت لدى الإناث 23 في المائة كما أشارت الدراسة أن الذين يستخدمون الإنترنت من الشباب دائما كانت 28 في المائة، ونسبة من يستخدمها أحياناً 31 في المائة في حين كانت نسبة من يستخدمها من الإناث دائماً 15 في المائة ومن يستخدمها أحيانا 19 في المائة.
إن نصف مجتمعنا اليوم تمثله هذه الفئة وهي فئة الشباب الذين أعمارهم أقل عن 25 عاما وحتى يصبح مجتمعنا مجتمعاً متجانساً يعرف بعضه بعضا بشكل أفضل فأعتقد أننا نحتاج إلى أن نتوسع في مثل هذه الدراسات لنتعرف بشكل أفضل على هوية نصف المجتمع الذي يمثله الشباب، حيث نتعرف على اهتماماتهم وكيف يفكرون، إذ إن مثل هذه الدراسات تساعد بشكل كبير في معرفة كيف نصل إلى مثل هؤلاء خصوصاً في مثل هذه الأيام التي فرضت التقنية فيها نفسها بشكل كبير فعلى سبيل المثال يعتقد الكثيرون أن الوصول إلى الشباب يمكن أن يكون من خلال الطرق التقليدية السابقة كإعلان في إحدى الوسائل في حين تشير الدراسات إلى أن أقل من 25 في المائة من الشباب هم الذين يتابعون الصحف بشكل دائم وفي المقابل فإن ارتفاع نسب استخدام الإنترنت بين الشباب واضحة وكبيرة ومع ذلك فهناك قصور واضح من قبل الكثير في استخدام الإنترنت في الوصول إلى هذه الفئة .
وكما هو واضح اليوم من الدراسات أن اهتمامات الشباب ليست في الأخبار المحلية أو السياسية أو الدولية بل تتركز في المواضيع الشبابية والفنية والرياضية وأقرب دليل على مثل هذا الأمر الإطلاع على أكثر الأخبار قراءة في النسخ الإلكترونية للصحف إذ تجد أن أغلب الأخبار التي تكون أكثر قراءة هي الأخبار الرياضية.
إننا في حاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن نكون أكثر قرباً من شبابنا وأن نحرص على أن نعرف أين يتواجدون وكيف يفكرون وماذا يقرؤون وما هي اهتماماتهم وأفضل الوسائل للوصول إليهم فإن لم نستطع ذلك فسيصل إليهم غيرنا وبعدها لن ينفع الندم.