دراسة عالمية تؤكد وجود 5 مخاطر تواجه الشركات العائلية

دراسة عالمية تؤكد وجود 5 مخاطر تواجه الشركات العائلية

كشفت شركة بوز آند كومباني في تقرير أن الشركات العائلية الخليجية تواجه خمسة من المخاطر في الوقت الحالي، تتمثل في التخطيط للمدى البعيد وتحقيق التفاعل بين الأسرة والعمل والملكية، إضافة إلى الدور الكبير للشركات العائلية وأهميتها في اقتصادات البلدان، ومواجهة الشركات العائلية لآثار الأزمة الاقتصادية والسعي وراء الخلافة في الإدارة، ومواصلة الشركات العائلية رحلة النجاح أو مواجهة خطر التفكك، وإمكانية الرؤية البعيدة وتعزيز دور الأسرة في الشركات العائلية وتحسين أعمالها. وأشار تقرير ''بوز آند كومباني'' عن الشركات العائلية إلى أن كبر حجم العائلة وأفراد الأسرة أحد المخاطر التي تواجه الشركات العائلية.
وبين التقرير أن جوانب الحفاظ على ثروة الشركات العائلية تتمثل في تحديد البديل، وإيجاد مصادر جديدة للثروة، إضافة إلى المحافظة على الثروة الحالية.
ودعا مسؤولون في شركات عائلية سعودية إلى ضرورة تنظيم مجالس الإدارات، وترتيب انتقال الإدارة بين الأجيال، وذلك لتجنب الصعوبات والمعوقات التي تسبب تفكك تلك الشركات واندثارها.
وقال المسؤولون إن الشركات العائلية في الخليج تواجه خطر التنظيم بين العمل والأسرة والملكية، في ظل انتقال الإدارة بين الجيلين الثاني والثالث في تلك الشركات، مشيرين إلى ضرورة تكاتف المسؤولين في الشركات العائلية لإيجاد حلول نموذجية لتمكين الشركات العائلية من مواصلة مشوارها في أعمالها. وأكد سليمان المهيدب رئيس مجلس إدارة مجموعة المهيدب التجارية أن الشركات العائلية لها خصوصياتها، من خلال التنظيم والهيكل الإداري في الشركة، في ظل كونها شركة عائلية تتوزع المهام فيها على حسب العائلة وتنظيمها. وأضاف المهيدب الذي كان يتحدث في ندوة عقدت في الرياض، أن هناك قواعد عامة تحكم تلك المسألة، مؤكداً أن مجموعته عملت على هيكلة الإدارة من خلال تأسيس شركات مستقلة للشركاء، تملك حصصا في الشركة الأم، وهذا الأمر يجعل من الاستمرارية هدفا رئيسا للشركة سواء باستمرار الشركاء أو بيع تلك الحصص في المستقبل.
وأشار رئيس مجلس إدارة مجموعة المهيدب التجارية إلى أن الشركات العائلية في الخليج مرت بثلاث مراحل، بدأت في الجيل الأول وهو ما يمثله المؤسس للكيان العائلي، ومن ثم المرحلة الثانية التي تتمحور في انتقال الإدارة من المؤسس إلى الأبناء وهو ما يمثل الجيل الثاني، أما الجيل الثالث والذي يعد أصعب مرحلة وهي انتقال الإدارة إلى الأحفاد وهي أبناء الأبناء.
ولفت إلى أن أغلب الشركات العائلية تمر بهذه المرحلة، وهي انتقال الإدارة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا لضمان استمرار النجاحات التي حققتها الشركات العائلية خلال السنوات الماضية، ويأتي دور التنظيم النموذجي لحلّ مثل هذه الإشكالات بشكل مباشر ومناسب.
وتشير دراسة ''بوز آند كومباني'' إلى أن كثيرا من الشركات العائلية اندثرت بسبب تنافس الأسرة على الملكية والإدارة، مشيرة إلى أن نجاح الشركات العائلية تضمن كسر ذلك التنافس والنزاع على السلطة والإدارة وتنظيم أعمالها، مضيفة أن الشركات العائلية في الخليج شكلت الخط الثاني في الاستثمارات بعد الحكومة، من خلال تواجدها في أهم القطاعات كالتجزئة وتجارة الجملة والبناء والصناعة وقطاع العقارات والسيارات.
من جهته، بين أسامة الزامل مدير عام تطوير الأعمال في مجموعة الزامل القابضة ورئيس لجنة المنشآت العائلية في غرفة الرياض، أن الغرفة أولت اهتماما بعملية متابعة التطورات في الشركات العائلية، مشيراً إلى أن اللجنة عملت على تطوير عمل الشركات العائلية من خلال عدد من الإصدارات والبرامج والندوات.
وقال الزامل في حديثه خلال الندوة إن القيم في الشركات العائلية في المملكة، تضمن استمرار تلك الشركات، خاصة أن القيم تتمثل في التفاني والإخلاص بالعمل، مشيراً إلى أنه يجب أن تسلم إدارة الشركات العائلية للشخص المناسب بغض النظر عن ترتيبه في العائلة.
وذكر محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة مجموعة أبو نيان التجارية أنه يجب على الشركات العائلية التنوع في استثماراتها، مؤكداً أن التحدي الذي يواجه ذلك النوع من الشركات يتمثل في كيفية إدخال الأبناء إلى عالم الأعمال وجو الشركات العائلية، ليتمكن في المستقبل من الاهتمام بشركة عائلته. وأضاف أن المجتمع مقبل على تغيرات عدة، مما يتطلب أن تتحرك الشركات إلى إيجاد المتطلبات لضمان استمرارها من خلال نموذج يتواكب مع المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة، مؤكداً أن الجيل الثالث يعمل في بيئة مختلفة عن تلك التي بدأت في الجيل الأول واستمرت للجيل الثاني، وعلى إدارة الشركات العائلية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. وأشار إلى ضرورة إيجاد سبل وطرق تفتح المجال أمام الأبناء في الجيل الثالث للدخول في الشركة الأم من خلال أساليب وطرق مختلفة، إما عن طريق الشراكة وإما الاستشارات، مع ضرورة أن يكون هناك طرف بشكل نظامي في الشركة الأم. وقال مصعب بن سليمان المهيدب عضو مجلس إدارة ومدير عام شركة المهيدب للتجهيزات الفنية، إن مثل هذه الندوات تسهم في توحيد الجهود لإيجاد بيئة عمل مناسبة للشركات العائلية، مؤكداً أن تضافر العمل وتقارب وجهات النظر سيكون أحد السبل لمواجهة الشركات العائلية للمخاطر والمعوقات المقبلة.

الأكثر قراءة