الأسهم تبدأ نشاطها الصيفي برصد الممانعة الصينية للمنتجات السعودية
تستعد سوق الأسهم السعودية لاستقبال إعلانات الشركات المساهمة قوائمها المالية الفصلية الثالثة عن العام الجاري، في ظل تقاطع عديد من المتغيرات، تمتد من تدشين سوق الآلية للسندات والصكوك، مرورا بجملة من الإيقافات لكبار المتداولين في السوق، وتجميد مؤسسة النقد بعض الحسابات، مرورا بإنجاز شركة المراعي استحواذها على شركة هادكو.
ويرجح الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف، أن تتراجع ربحية أغلب المصارف المحلية ''مقارنة بربحيتها... حتى مع الربع الماضي''، معللا ذلك بتخفيض مؤسسة النقد العربي السعودي الريبو العكسي مع البنوك المحلية و''تعثر سداد بعض المقترضين'' القروض المترتبة عليهم مع تلك البنوك.
وتراجعت السوق السعودية للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعة بتراجع عديد من الأسهم القيادية ولاسيما في قطاعي المصارف والصناعات البتروكيماوية. وعلى الرغم من تراجع السوق بشدة في بداية الأسبوع، إلا أنها تمكنت من تقليص خسائرها بعد أن سجلت ارتفاعا ملحوظا بنهاية الأسبوع. وأغلق مؤشر تداول مسجلا تراجعا بلغت نسبته 0.17 في المائة، وأنهى تداولاته عند مستوى 5.599.38 نقطة حيث تراجع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 2.75 في المائة، متأثرا بالأداء السلبي لعدة أسهم قيادية ضمن القطاع ولاسيما سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الذي فقد ما نسبته 5.30 في المائة من قيمته وأغلق عند سعر 62.50 ريال.
وعلى الرغم من ذلك فإن الدكتور باعجاجة يستبعد تحميل القوائم المالية في البنوك السعودية عن الفصل الثالث من العام الجاري ''مخصصات'' نتيجة تعثر كبار عملاءئها في سداد مديونياتهم، وهو يرجح ''إدراج تلك الديون في نهاية العام (في القوائم المالية السنوية الموحدة)''.
لا يبدو باعجاجة متيقنا من اتجاه معين للمؤشر العام خلال الفترة المقبلة، لكنه أكد أن ''ارتفاع السوق ولو لبعض نقاط في اليوم الأول (من تداولات الربع الثالث) إيجابي... على الأقل من الناحية النفسية''.
ويلاحظ با عجاجة ''استمرار حالة خروج المضاربين من السوق خلال الأسابيع الماضية''...، وهو يتوقع ''أن تكون السيولة (سيولة المضاربين المفترضين) مجمدة خلال إجازة الصيف...''.
وانخفضت السيولة الأسبوع الماضي إلى 24.99 مليار ريال، وهو ما يعني تراجعا بنحو 19 في المائة عن قيم التداولات في الأسبوع قبل الماضي التي بلغت 30.9 مليار ريال.
وكان أداء القطاعات خلال الأسبوع متباينا، ففي الوقت الذي ارتفع فيه ثمانية قطاعات تراجعت القطاعات السبعة الأخرى، وتصدر القطاعات المرتفعة قطاع التأمين بارتفاع بلغت نسبته 7.2 في المائة، وحل قطاع التطوير العقاري في المرتبة الثانية بعد ارتفاعه بنحو 3.8 في المائة، ثم قطاع الإعلام بارتفاع بلغت نسبته 2.9 في المائة، وكانت الارتفاعات طفيفة في قطاعي النقل والتشييد والبناء، حيث ارتفع الأول بنسبة 0.1 في المائة، والآخر بنحو 0.2 في المائة.
وبينما يشير إلى أن أهم مستويات المقاومة في الوقت الحالي تقع عند 5730 ، وأن الدعم عند 5550، فإنه يذهب إلى أنه كلما ضاقت الفجوة بين مستويات الدعم والمقاومة ''كان ذلك سلبيا على المضاربين على الأقل''.
وعلى الرغم من مضي عدة أيام على تفجر قضية صادرات شركة سبكيم السعودية إلى الصين، فإن باعجاجة يرى أن مؤشرات أداء الصناعات البتروكيماوية ''جيدة، وهو يعلل ذلك بارتفاع أسعار النفط ''مقارنة بالأسعار (أسعار النفط) في بداية العام، ارتفاع الطلب على بعض المنتجات البتروكيماوية، إضافة إلى وجود ''بعض المشكلات في الصناعات التحويلية حول العالم''.
وكان تقرير أصدرته ''جلوبل'' ونشرته ''الاقتصادية'' أمس، قد أكد تأثر قطاع البتروكيماويات بفرض الصين ضريبة احترازية على واردات بتروكيماوية من السعودية بحجة إغراق الأسواق الصينية. ويعكف مجلس الغرف السعودية في الوقت الحالي على دراسة شاملة ومتكاملة تقف على الجوانب المختلفة لتلك الادعاءات.