أسواق ثابتة للنفط السعودي.. والمحافظه على الاحتياطيات

إن ما حققته المملكة من إنجازات على كافة الأصعدة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، مقاليد الحكم في 26 جمادى الآخرة 1426هـ أمر يفخر به كل مواطن. فهي إنجازات تجسد اهتمامه، حفظه الله، بالوطن والمواطن وتحقيق تنمية لا سقف لها في مختلف المجالات.
فقد شهد عهده الزاهر الكثير من الإنجازات الملموسة على الصعيدين الوطني والعالمي، حيث تحقق في عهده ترسيخ مضامين الحوار الوطني بهدف بث روح المواطنة القائمة على ثقافة الحوار والنقاش بروح المحبة والأخوة.
كما شهد عهد خادم الحرمين الشريفين أيضا تحقيق عديد من الإنجازات في مجالات الاهتمام بالبنية التحتية الصناعية والخدمية من خلال دعمه المتواصل لإنشاء المدن الصناعية ضمانا لمستقبل المملكة الصناعي والاقتصادي في ظل التحولات الاقتصادية في العالم. فقد تحولت في عهده مدن المملكة إلى ورش عمل تنبئ بمستقبل زاهر وتنمية مستدامة.

#2#

ولقد كانت الأعوام الأربعة الماضية حافلة بالكثير من القرارات الفريدة، التي تعنى بالمواطن في المقام الأول من تضاعف لأعداد الجامعات وإنشاء عديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية، وإنشاء المدن الاقتصادية، وبرنامج الابتعاث الذي سيكون له أبلغ الأثر في تطوير موارد الوطن البشرية، وما زالت قراراته الحكيمة، حفظه الله، تترى على مواطنيه الذين أحبوه وأخلصوا له.
إن مبادرات خادم الحرمين الشريفين لم تقتصر على الوطن بل امتدت لتشمل العالم من خلال رعايته للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي انعقد في رحاب المسجد الحرام، وأعقبها، حفظه الله، بمبادرته العالمية للحوار في مؤتمر الأديان الذي رعاه في العاصمة الإسبانية مدريد. كما رعى، حفظه الله، قمة أوبك الثالثة التي عقدت في الرياض عام 2007م، واجتماع جدة للطاقة عام 2008م، اللتين أسهمتا في تحقيق نتائج إيجابية عززت روح الحوار والتعاون بين الدول.
ونحن، في أرامكو السعودية، كبقية أبناء الوطن الكبير، نُثمِّن لخادم الحرمين الشريفين دعمه السخي وتوجيهاته السديدة، التي كانت ومازالت تدفعنا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تترجم رؤيته الحكيمة.
ففي عهده الميمون تحققت اكتشافات مهمة لاحتياطيات جديدة من الزيت والغاز، حيث استطاعت الشركة عبر السنوات الأربع الماضية المحافظة على كمية احتياطياتها من الزيت الخام عند مستوى 260 مليار برميل تقريباً، معوضةً إنتاجها السنوي. كما عوضت الشركة، خلال نفس الفترة، إنتاجها وزادت احتياطياتها من الغاز من 239 تريليون قدم مكعبة قياسية عام 2005م إلى 263 تريليون قدم مكعبة قياسية عام 2008م. وأطلقت أرامكو السعودية مجموعة من أضخم المشروعات العملاقة وأكثرها طموحاً في التاريخ بهدف زيادة القدرة الإنتاجية من الزيت الخام والغاز كمشروع خريص، الذي يُعد أضخم مشروع متكامل للزيت، ليس في تاريخ المملكة فحسب، بل في تاريخ الصناعة البترولية.
وقد تواصلت في عهده المبارك التوسعات في شبكة الغاز الرئيسة، التي تُعد أكبر شبكة متكاملة لتجميع ومعالجة وتوزيع الغاز من نوعها في العالم، وتمثل العمود الفقري لتنمية الاقتصاد وتنويعه في المملكة. فقد تم في عهده الزاهر إنجاز معامل سوائل الغاز الطبيعي في حرض والحوية والخرسانية، التي تعالج بلايين الأقدام المكعبة القياسية من الغاز وتنتج مئات الآلاف من براميل سوائل الغاز الطبيعي يوميا. كما تمت توسعة معمل الغاز في الحوية، ومعملي تجزئة سوائل الغاز الطبيعي في الجعيمة وينبع.
كما ضاعفت أرامكو السعودية، خلال عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، جهودها الحثيثة لزيادة الطاقة التكريرية داخل المملكة وخارجها، والتعاون مع شركاء متميزين وعريقين لتنفيذ مشروعات ضخمة، بما في ذلك مشروعات بتروكيميائية عملاقة.
فقد تم في عهده إطلاق أعمال إنشاء المشروع المشترك بين أرامكو السعودية وشركة سوميتوموكيمكال المحدودة اليابانية (بترورابغ)، لبناء مجمع متكامل لتكرير الزيت الخام وإنتاج المواد البتروكيميائية في مدينة رابغ على ساحل البحر الأحمر، والذي سيسهم، بمشيئة الله، في زيادة تنويع مصادر الدخل الوطني وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين.
كما اتفقت أرامكو السعودية مع شركة داوكيمكال على إجراء دراسة جدوى تتعلق بإنشاء مجمع من الطراز العالمي لإنتاج المواد الكيميائية والبلاستيكية في عملية تكامل مع معمل التكرير في رأس تنورة.
وإلى جانب تأسيس مشروعات مشتركة داخل المملكة من أجل دعم الاقتصاد الوطني، دخلت أرامكو السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، في مشروعات مشتركة طويلة الأمد خارج المملكة من شأنها إضافة المزيد من الأسواق الثابتة للزيت الخام السعودي. فقد نجحت إحدى الشركات التابعة لأرامكو السعودية في الدخول في شراكة استراتيجية مع شركة"شوا شل" في اليابان، ووقعت اتفاقيات مع شركة "ساينوبك" وحكومة مقاطعة فوجيان الصينية وشركة إكسون موبيل لإنشاء أول مشروع متكامل لأعمال التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية وتسويق الأنواع المختلفة من الوقود والمواد الكيميائية في مقاطعة فوجيان الصينية. كما وقعت الشركة مذكرات تفاهم لإنشاء مصفاتين للتصدير إحداهما في ينبع مع شركة كونوكو فيلبس، والأخرى في الجبيل مع شركة توتال.
وقد تشرفت أرامكو السعودية العام الماضي، خلال احتفالها بمرور 75 عاماً على تأسيسها، بزيارة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، لمقر الشركة في الظهران، مجسداً اهتمامه بأبنائه الموظفين والموظفات، الذين طالما غمرهم بعنايته ودعمه، ملبياً دعوتهم بسخاء وحب كبيرين. وقد وضع، حفظه الله، خلال هذه الزيارة التاريخية حجر الأساس لمركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي (إثراء)، وهو مركز ثقافي تقوم الشركة ببنائه هدية لشعب المملكة بتلك المناسبة.
وما زلنا حتى اللحظة نبارك لأنفسنا ثقته، حفظه الله، بتكليفنا بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في بلدة ثول، والتي تجسد حلما ظل يراوده منذ أكثر من 25 عاما، حيث ستسهم، إن شاء الله، في تطوير المهارات والأبحاث في العلوم المختلفة لمواجهة تحديات التنمية التي تواجه شعب المملكة وجميع شعوب الأرض.
إن اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز أصبح مرادفا للخير والتنمية. فحضوره وعطاؤه يجسدان التنمية والرفاه والسعادة. حفظه الله لنا أباً وملكاً وقائداً نستمد منه، بعد الله، الطاقة والعزيمة والإرادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي