كيف تحدد مخاطر قرارك؟

الكل يعرف أن أي قرار يرغب في اتخاذه، لابد أن يكون مصحوبا بمخاطر ما والتي هي بدورها عنصر أساسي ومؤثر في اتخاذ هذا القرار، وإدارتك لتلك المخاطر هي التي تجعله قراراً ناجحاً أو فاشلاً.
ومن المهم هنا التوضيح أن هذه المخاطر قد تكون مخاطر داخلية بمعنى أنها مخاطر تعود أسبابها لك وتكون المخاطر بيدك أنت وليست بسبب طرف آخر، كأن تشتري بجميع قيمة محفظتك أسهماً لشركة واحده أو لعدد من الشركات التي تعمل في قطاع واحد كالاتصالات أو البنوك أو في منطقة واحدة كالسوق السعودي أو السوق المصري ، وهو ما يطلق عليه مصطلح مخاطر التركزات بسبب عدم توافر سياسة توزيع المخاطر لديك أو ضعف في إدارتك للسيولة المالية أو لتدفقاتك النقدية.
وهناك على الجانب الآخر مخاطر خارجية وهذه ليس لك فيها حول ولا قوة حيث تكون بسبب طرف آخر خارجي من مثل تغيير في الأنظمة أو استصدار أنظمة جديدة (كما حدث في سوق الأسهم السعودي خلال الفترة الماضية حين أصدرت هيئة السوق قرارات بخصوص تغيير نسبة تذبذب أسعار الأسهم ) أو عند حودث تغييرات في الوضع الاقتصادي المحلي أو الدولي كما حصل في الوقت الحالي عند وقف تصدير الأسمنت مما أثر في المستثمرين في ذلك القطاع.
لذا فالفرد عليه عند اتخاذ قرار ما معرفة مخاطر ذلك فعندما ترغب في شراء أو تملك أسهم أو عقارات أو عند البدء بتنفيذ مشروع معين فإن من أهم الخطوات التي لابد أن تأخذها في عين الاعتبار لتعيين تلك المخاطر هو: هل هناك ارتباط Correlation بين ما ترغب بعمله أو اتخاذ القرار من أجله وأي طرف أو أطراف أخرى.
فالارتباط الذي يتم بين طرفين أو أكثر هو أداة قياس تستخدم بشكل تفصيلي لدى الإحصائيين لتحديد العلاقة بين طرفين، فإما أن يكون هذا الارتباط إيجابياً بحيث إذا تحرك طرف تحرك الطرف الآخر في الاتجاه نفسه سواء بالارتفاع أو بالانخفاض كعلاقة أسعار البترول مع أسعار أسهم شركات البتروكيماويات وإما أن يكون الارتباط سلباً بحيث تحرك طرف في اتجاه يؤدي إلى تحرك الطرف الآخر في الاتجاه المعاكس كعلاقة رفع أسعار المواد الخام على احتمالية تعثر أو عدم أكمال المشروع من قبل العميل أو أن يكون الارتباط محايداً حيث إن ارتفاع أو انخفاض طرف لا يؤثر على الطرف الآخر بأي حال من الأحوال كارتفاع معدل الفائدة في زيادة أو انخفاض الودائع أو حسابات التوفير في المصارف الإسلامية .
وحيث إن إدارة المخاطر تقوم على إجرائين أساسيين هما تحديد تلك المخاطر وتعيين الضوابط التي تقلل من احتمالية وقوع أو حدوث تلك المخاطر أو تخفف من تأثيرها في حال وقعت، لذا فإن تصور ذلك الارتباط يساعدك كثيرا على تحديد هوية تلك المخاطر وأيضا يساعدك على إيجاد الضوابط الملائمة في الحد من هذه المخاطر إذا كان هناك أي ارتباط بين ما ترغب في شرائه أو الاستثمار فيه مع أي طرف آخر قد يؤثر فيه فشراء سهم لشركة عقارية أو شراء أرض أو عند الرغبة في الحصول على تمويل عقاري فإن السعر هنا له ارتباط مباشر وقوي جدا مع نظام الرهن العقاري في حالة تدشينه.
خلاصة القول هنا: إن الارتباط عامل مهم جدا لابد من أخذه في عين الاعتبار من خلال التحليل في تحديد المخاطر وكذلك من خلال تحديد الضوابط المرغوب وضعها لتسكين أو تقليل حدة تلك المخاطر ومتى ما وجد أن ليس هناك ارتباط بين الطرفين فإنه هذا الطرف الآخر بالتالي لا يشكل أي مخاطر ولا له أي تأثير في الحدث الأساسي أو الهدف المرجو تحقيقه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي